أريد أن أعيش حياة أفضل بدون رهبة وخوف، فهل يمكن ذلك؟
2011-08-17 10:52:15 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
بداية أشكركم على ما تبذلونه من جهد وخدمات خليلة, جعلها الله في ميزان حسناتكم.
أنا شاب عمري (20) سنة وصفاتي كالتالي:
1- خجول جداً.
2- ثقتي بنفسي ضعيفة.
3- منعزل عن الناس.
4- حساس من أي كلمة، حتى لو كانت من طفل، لا أتحملها.
5- مستحيل أن أتكلم أمام أناس غرباء, وإن تكلمت فيصيبني القلق والرهبة الاجتماعية وزيادة في نبضات القلب.
6- دخلت الجامعة ثم فصلت بسبب الحساسية من الكلام من أصدقائي في السكن الجامعي.
7- توظفت براتب (2500) دولار، ثم فصلت بعد أسبوع من بداية عملي، لأني لم أتأقلم مع الموظفين بسبب الحساسية من كلام الموظفين, وتزيد نبضات قلبي عندما يسألني المدير أمام الموظفين، فأحس أنني داخل جحيم فتركت الوظيفة.
8- أنا الآن عاطل في البيت وليس لدي إلا صديق واحد، فلا أستطيع أن أكون علاقات مع أشخاص.
9- حياتي عادية مع إخواني، أتكلم وأضحك، لكنها تتغير عندما أخرج من البيت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلابد أن أطمئنك بأن حالتك ليست من الحالات الصعبة، بالرغم مما نتج عنها من عزلة وفقدان لوظيفتك التي كانت براتب ممتاز جدًّا, هذه الحالات أصبحت الآن منتشرة وكثيرة، لكن - الحمد لله تعالى - أيضًا وسائل العلاج أصبحت متوفرة جدًّا.
من ناحية التشخيص: أنت تعاني من درجة بسيطة مما يعرف بالرهاب أو الخوف الاجتماعي، والأعراض الأخرى من انعزالك عن الناس وافتقاد الثقة في النفس هي ناتجة عن هذا القلق الاجتماعي، بمعنى آخر: أن علتك واحدة فقط وهي: الخوف الاجتماعي، وبقية ما تعاني منه هو إفرازات أو نتائج لهذا القلق الاجتماعي.
الخوف الاجتماعي هو سلوك مكتسب، يعني أنه ليس فطريًا، وإن كان في بعض الحالات لا نستطيع أن نتجاهل البناء النفسي للشخصية كعامل مهم لكسب بعض الناس تجارب سلبية، من أهم مكوناتها: التعرض للخوف أثناء الطفولة، والعلاج يتمثل في الآتي:
أولاً: الفكر والرأي والمشاعر والسلوك مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض، والإنسان إذا قام بتعديل وتبديل أي واحد من هذه المكونات الثلاثة سوف يجد أن المكونات الأخرى بدأت تتغير.
مثلاً فكرة الخوف: أنت يجب أن تقنع نفسك أنك لست بأضعف أو أقل من بقية الناس، والبشر سواسية كأسنان المشط الواحد، فأنت تأكل وهم يأكلون، وتنام وينامون، وكل الغرائز وكل العادات الاجتماعية يشترك الناس فيها تقريبًا، إذن لا يوجد شيء يميز إنسان عن إنسان آخر إلا بالتقوى أو ما اكتسبه من علم أو معرفة أو شيء من هذا القبيل، وبالطبع توجد فوارق أخرى، فالناس تختلف في أرزاقهم، لكن الصيغة والمكون الإنساني الرئيسي للناس واحد، فوجّه تفكيرك نحو هذا المبدأ أن الناس سواسية وليس هنالك ما يجعلني أخاف منهم.
ثانيًا: أنا أؤكد لك أنه لا توجد أي تغيرات حقيقية في مظهرك أو شكلك أو طريقة تواصلك مع الناس حين تتواصل معهم، فكثير من الإخوة والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي يهيؤ لهم ويصور لهم أنهم يرتجفون ويتلعثمون ويتصببون عرقًا أمام الآخرين وأنهم سوف يسقطون أرضًا أو شيئا من هذا القبيل، هذا كله ليس صحيحًا.
الوسيلة العلاجية الأخرى بعد تصحيح المفاهيم هي: أن تبدأ في التواصل الاجتماعي، ابدأ بزيارة أرحامك، أصدقائك، الجيران، كن حريصًا على صلاة الجماعة في المسجد، فهي تهيؤ الإنسان وتروضه وتدربه على المواجهات الاجتماعية بصورة ممتازة جدًّا، لأن الإنسان يكون في معية الله, ويعرف أنه يخالط ويتفاعل مع الصالحين من الناس.
الأمر الرابع: لابد أن تبحث عن عمل، ويجب أن تركز على قيمة العمل، أي أن العمل متطلب حياتي رئيسي، ونحن في عالم فيه الكثير من التنافس، وقيمة الرجل هي في العمل والعلم والدين، فاحرص أن تكتسب من هذه المناهل الهامة في الحياة.
الجزء الأخير في هذا النصح الذي نود أن نوجه لك هو: أنك تحتاج لتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، خاصة المخاوف الاجتماعية، فهنالك دواء ممتاز جدًّا يعرف تجاريًا باسم لسترال ويعرف أيضًا تجاريًا باسم زولفت، ويعرف علميًا باسم سيرترالين، وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، يمكنك أن تحصل عليه حيث إنه لا يحتاج لوصفة طبية، ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، تناولها بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة، أو حبة صباحًا ومساءً، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة مساءً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر.
هذا دواء معروف بفعاليته الكبيرة جدًّا في علاج الخوف الاجتماعي والتوتر - وإن شاء الله - سيتحسن المزاج وتستعيد ثقتك بنفسك، واجتهد أن تفعّل التواصل الاجتماعي بعد أن تحس بالراحة التي سوف تأتيك من تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.