أعاني من التفكير السلبي والوسواس وأثرها علي فما علاج ذلك؟
2011-08-09 10:27:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله ..
أرجو منكم أن تساعدوني في مشكلتي هذه، أنا طالب جامعي أبلغ من العمر 24 عاما.
في الخمس سنوات التي مضت كنت أعاني من مشاكل جعلتني أكره حياتي ونفسي ..، وأتمنى أن أعيد هذه السنوات التي مضت لكي أعدلها.
أولها:
منذ بلوغي، وأنا أعاني الكثير من التفكير السلبي في حياتي والأفكار السلبية تحوم من حولي في أكثر الأوقات، والوسواس دائما يكون حاضرا في ذهني، عند المذاكرة وعند المحاضرات وعند العبادة.
صرت أتوتر جدا،ً وأخاف بعض الأوقات، ويأتيني قلق واكتئاب وهموم.
ثانيا:
مشكلتي الثانية هي أني أجد صعوبة في التحدث مع الآخرين، وصعوبة في تجميع الكلمات، والجمل لكي أقولها، وبدأت أنسى كثيرا بعض الكلمات التي في ذاكرتي.
يتحدثون معي وأوقات لا أعرف ماذا أقول لهم، وأوقات أجلس مع أصدقائي يتحدثون في موضوع، وأود المشاركة لكن لا أعلم ماذا أقول.
يقولون عني أني هادئ .. لكني لا أجد موضوعا أناقشه.
أكره نفسي، وحياتي بسبب المواقف التي صارت معي مستواي التعليمي صار منخفضا.
بدأت أخسر أصدقاء وزملاء، وفقدت الثقة في نفسي، والناس من حولي.
أرجو منكم الإفادة في الموضوع، وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأولاً ليس هنالك ما يجعلك تتأسف على ما مضى، والإنسان يجب أن لا يأسى على ما فاته، وأنت حقيقة لم يفتك شيئ لأنك في بدايات مرحلة الشباب، والحياة كأصلها تجارب، وخبرة وابتلاءات، وأخطاء في بعض الأحيان نرتكبها قصدًا، أو دون قصد، لكن الإنسان أمامه فرصة كبيرة أن يصحح مساره، أن يؤكد ذاته، وأن يجعل لحياته هدفًا ومعنىً، وهذا هو المطلوب منك.
وصفك لطبيعة الأعراض التي تعاني منها تدل على أنك تعاني من القلق مع بعض المخاوف والوساوس، وهذه كلها متصلة مع بعضها البعض، ولا تعني حقيقة تشخيصات طبية نفسية مختلفة، أساسها واحد، وعلاجها واحد إن شاء الله تعالى.
العلاج له مكون دوائي ومكون نفسي ومكون اجتماعي. المكون الاجتماعي مهم، وهو أن تغير من نمط حياتك، أن تدير وقتك بصورة صحيحة، أن تختار الرفقة الطيبة والصالحة وأن تقتدي بها، أن تصلي صلواتك الخمس في المسجد، أن تمارس الرياضة، أن تمارس تمارين الاسترخاء، وأن تجتهد في دراستك... هذه هي الأطر العلاجية الاجتماعية، ويجب أن لا تقود نفسك بمشاعرك، إنما تقود نفسك بأفعالك، يعني: مهما كانت المشاعر سلبية عليك بالتطبيق والتنفيذ وإدارة الوقت بصورة صحيحة وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تغير المشاعر إلى مشاعر إيجابية، أي يجب أن أعمل ثم أشعر، لا أشعر ثم لا أعمل، هذا مبدأ اجتماعي سلوكي مهم.
المكون النفسي للعلاج هو أن تفكر تفكيرًا إيجابيًا، أنت في هذه الأمة المحمدية العظيمة، هذا شيء إيجابي، أنت عمرك أربع وعشرون عامًا، كم من الناس يتمنى أن يكون في عمرك، أنت لديك الأسرة، لديك الأصدقاء، لديك المقدرات المعرفية، لديك القوة الجسدية والنفسية، وأمامك الكثير الذي يمكن أن تقوم به.
إذن التفكير النفسي الإيجابي سيكون ذا فائدة كبيرة بالنسبة لك.
محور العلاج الثالث هو العلاج الدوائي، إن أردت أن تقابل طبيبا نفسيا – وهم كثر جدًّا في المملكة العربية السعودية – هذا سوف يكون هو الأمر الأفضل، أما إذا كان ذلك ليس ممكنًا فيمكن أن نصف لك أحد الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية قانونية، الدواء يعرف تجاريًا باسم زولفت، واسمه الآخر التجاري هو لسترال، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) يمكنك أن تتحصل عليه وتبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجرامًا) تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها حبتين في اليوم، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة مساءً أو بمعدل حبة صباحًا وحبة مساءً.
هذه هي المرحلة العلاجية والتي سبقتها ما نسميه بالمرحلة التمهيدية للدواء، والمرحل العلاجية والتي جرعتها هي حبة في اليوم يجب أن تستمر لمدة ثلاثة أشهر، بعدها خفض الدواء لجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذا دواء جيد، مفيد، وسليم وغير إدماني.
أرجو أن تطبق الخطوات والآليات والمعايير العلاجية التي ذكرناها لك، وإن شاء الله تعالى سوف تتغير أحوالك بصورة إيجابية جدًّا.
الحياة دائمًا فيها فرصة ثانية إذا ضاعت الفرصة الأولى، لكن لا أعتقد أنه توجد فرصة ثالثة، لذا انطلق انطلاقة جديدة، ولابد أن تقوي لديك العزيمة والهمة وإرادة التحسن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.