الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن شاء الله لا يوجد أي شيء خاطئ، فقط أنت تعاني من قلق نفسي، والقلق بدأ معك في شكل مخاوف، هذه المخاوف تحس بها كعرض دوخة عندما تقود السيارة، وبعد ذلك تطور الأمر وأصبحت المخاوف تمنعك من الذهاب حتى للمسجد كما ذكرت، وهذا هو التاريخ الطبيعي للمخاوف، تبدأ بسيطة ثم بعد ذلك ربما تتدرج وتشتد وتشمل أنشطة مختلفة في حياة الإنسان، وفي بعض الأحيان تجدها تنخفض تلقائيًا.
حالتك أخي الكريم بسيطة جدًّا بالرغم ما تشكله لك من أعراض نفسية وجسدية، وكل هذا ناتج من القلق النفسي.
الذي أعجبني في رسالتك أنك تقوم بمحاولات جادة لعلاج الحالة، وكما ذكرت وتفضلت أنك ترتاح بعد المشي، وهذا شيء طبيعي جدًّا، فعليك بالرياضة خاصة رياضة المشي، وأبذل جهدًا في أن تخرج وتواجه وتحقر فكرة الخوف، ومن جانبي أود أن أؤكد لك حقيقة علمية مهمة جدًّا، وهي إن شاء الله تعالى لن يصيبك أي مكروه فيما يخص الدوخة، الشعور بالدوار، تسارع ضربات القلب، هذه متغيرات فسيولوجية طبيعية، والجسم بصورة آلية يوقفها عند حد معين ولا تتجاوز ذلك الحد، فلن يحدث لك إن شاء الله أي نوع من فقدان السيطرة على الموقف، وكما نؤكد دائمًا من حولك لا يشعرون بأنك تعيش في وضع من القلق والتوتر، لا يحسه أحد أبدًا.
عليك بالتصرف الحسن في إدارة الوقت، توزيعه بصورة صحيحة يجعلك تنشغل فيما هو مفيد، والإنسان حين ينشغل فيما هو مفيد لا يترك مجالاً كبيرًا لمثل هذه المخاوف والوساوس والتي تتصيد الناس عند الفراغ.
الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، الأدوية جيدة ومفيدة، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (لسترال) ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) وهو متوفر في معظم الصيدليات وفي معظم الدول لا يحتاج إلى وصفة طبية.
تبدأ بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تناولها بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعها إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
تطبيقات تمارين الاسترخاء أيضًا سوف تكون مفيدة جدًّا، ولو تواصلت مع أحد الأخصائيين النفسانيين بالكويت، والحمد لله هم كثر، يمكن أن يقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإن كان ذلك غير ممكن فيمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط، وللدكتور صلاح الراشد ونجيب الرفاعي مؤلفات كثيرة في هذا السياق، ويمكنك أن تسترشد بها لتطبيق تمارين الاسترخاء.
أكثر من التواصل الاجتماعي، ليس هنالك ما ينهاك عن الصلاة أبدًا، وهذا الرهاب والخوف الذي يأتيك وذكرت أنه يمنعك حتى من الذهاب إلى المسجد، أقول لك لابد أن تتذكر صلاة الخوف، وكيف أن الصلاة يمكن أن تكون في ظروف صعبة جدًّا ودقيقة جدًّا حتى في حالة لقاء العدو، وهذا يجب أن يمثل قمة الخوف، ومع ذلك لا بد للإنسان أن يصلي، فيا أخي الكريم ما تعاني منه لا يساوي أي شيء بالنسبة لموقف إنسان في حالة حرب وفي مجابهة عدو.
حقر فكرة الخوف، وهذا هو الذي أريد أن أصل إليه، وما يُحقّر دائمًا ينتهي إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد،
لمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للمخاوف: (
262026 -
262698 -
263579 -
265121).
نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.