طفلي عنيد ولا يستوعب تعليمي له
2011-09-18 10:26:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي ولد في الصف الثاني، أعاني معه في طرق التدريس، الطفل ذكي جدا ولكن لا يريد أن يدرس، ويرفض الدراسة، وإن أقبل على الدراسة لا يوجد لديه جلد وطول بال على الدراسة، وهو يحب اللعب جداً، وأحيانا أضربه ضرباً مبرحا ومؤذيا.
أرجوكم ماذا أفعل معه؟ أرشدوني إلى طرق تعليم مناسبة لهذا السن، وخاصة أنني أواجه معه مشكلة في طريقة تعليم معاني كلمات اللغة الإنجليزية، أرجوكم أرشدوني، مع العلم أن طفلي لديه حركة شديدة وهو قوي الشخصية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فأولاً أرجوك أن تتوقفي عن ضرب الطفل لأن هذا مخل ومضر للطفل تربويًا، وفي ذات الوقت سوف يزيد من عناده ويضعف من شخصيته ويقلل من استيعابه، فهذه الطريقة مرفوضة تمامًا وغير مقبولة تمامًا، وأعرف أنك تملكين كل عواطف ومشاعر الأم، لكن الضرب المبرح والمؤذي لا شك أنه انتهاك صريح لحقوق الطفل.
يمكنك أن تطبقي طرق أخرى أفضل: فيجب أن تدركي الإدراك التام أنه توجد فوارق بين الأطفال في درجة استيعابهم ودرجة انتباههم، وليونة مزاجهم وتطبعهم وتقبلهم للإرشاد والتوجيه، والطفل قد يحتاج لأن نتجاهل بعض تصرفاته السلبية – وهذا مهم – ويحتاج أيضًا أن نحفزه وأن نشجعه، وأن لا نقابل عناده بعناد من جانبنا.
طفلك – حفظه الله – كل الذي به هو درجة من العناد المكتسب، وهذا يسمى بالعناد الشارد، ويظهر أن منهج الترهيب كان هو الذي تشبع منه الطفل، لذا أصبح معاندًا، فحتى ترجع الأمور إلى وضعها الطبيعي، أنا لا أريدك أبدًا أن تركزي فقط على موضوع التدريس واستيعاب المعلومات، لكن يجب أن تكون نظرتك أبعد من ذلك، وهي أن تنشئي ابنك تنشئة صالحة وعلى أسس التربية السليمة.
أولاً: أظهري لابنك الود والعطف والمحبة، هذه مهمة جدًّا.
ثانيًا: عليك بإرشاده في حدود درجة استيعابه وعمره.
ثالثًا: يجب أن تحفزي، والتحفيز يكون بالكلمة الطيبة، بملامسة الطفل جسديًا، بتقديم المحفزات والمشجعات كهدية بسيطة، وبأن نشعره بأن له كينونة وذو اعتبار، ومن الضروري جدًّا أن لا نشعر الطفل أننا نحمل السلطة الأبوية المطلقة التي نتسلط من خلالها عليه، هذا مهم جدًّا.
فأرجو أن تنتهجي هذه المناهج، وربما إذا طبقت طريقة النجوم والتي تقوم على مبدأ التحفيز وتعزيز السلوك الإيجابي، ولا أقول العقاب، إنما التوبيخ على السلوك السلبي وافتقاد المكاسب.
هذه الطريقة بسيطة جدًّا وهي معروفة لدى الأمهات: ضعي لوحة بالقرب من سرير الطفل أو فوق السرير، واشرحي له أن كل أمر إيجابي يقوم به سوف يكسب نجمتين، أو يمكنك فقط أن تضعي خطين بالقلم إذا لم تكن النجوم متوفرة، واشرحي له أيضًا أنه سوف يفقد نجمة أو نجمتين حين يقوم بأي تصرف أو سلوك سلبي، ويجب أن تركزي على المحفزات أكثر من العقوبات.
ويشرح للطفل أنه سوف تقدم له هدية، يمكن أن تكون هدية بسيطة، أو ذات معنى رمزي بالنسبة للطفل، وتكون قيمتها موازية لعدد النجوم أو الخطوط التي يكسبها، هذه طريقة جيدة ومفيدة، فقط تتطلب الجدية والتطبيق والصبر عليها.
سيكون أيضًا من المفيد جدّا أن تعطي ابنك فرصة لأن يلعب مع الأطفال في عمره، ولو جعلته أيضًا يمارس أي نوع من التمارين الرياضية أو إشراكه في إحدى الأندية لتعلم رياضة أو لعبة يهواها هو، سوف تكون مفيدة له، لأن الرياضة تمتص الطاقات الزائدة لدى الأطفال، وتقوي من شخصية الطفل، وإن شاء الله تعالى تهذبها من كل الشوائب مثل الانفعالات السلبية كما ذكرنا.
إذا استطعت أن تعدلي سلوك الطفل من خلال ما ذكرناه لك من آليات، فعملية التعليم سوف تكون عملية بسيطة وروتينية جدًّا في حياة الطفل كتعليمه الإنجليزية أو العربية أو خلافه، هذا من وجهة نظري أمر ثانوي جدًّا، لأن المهم هو أن ننشأ الطفل على منهج تربوي يحس فيه بالأمان، ولا يكون هنالك عناد مطلق من جانبه، هذه هي الطريقة التي تفتح له المسارات الصحيحة من أجل الاستيعاب الأكاديمي، بل بناء الرغبة في الدراسة.
والله الموفق.