جين الصلع موجود وواضح في أبي وأهلي، فهل يعني أن الصلع حتمي بالنسبة لي؟
2011-09-25 07:35:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 18 سنة، وشعري سليم لحد الآن، لكن جين الصلع موجود وواضح في أبي وأمي، كما أن أخي الأكبر عمره 24 سنة وبدأ شعره يتساقط بشكل ملحوظ، وجميع العائلة تتنبأ لي نفس المصير لوجود عامل الوراثة.
سؤالي هو: هل هذا يعني أن الصلع أمر حتمي بالنسبة لي؟ وهل هناك طرق للوقاية؟ خصوصاً وأنا في هذا العمر.
أرجو الرد السريع منكم، فالتفكير بالأمر يزعجني، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فالوراثة في الصلع ليست أمراً حتمياً، بل أمر احتمالي، ففي الوراثة هناك صفات تنتقل، وهناك صفات تحمل، وهناك صفات تؤثر جزئياً، وأما إن كان الأمر حتمياً وهو ليس كذلك، فلا توجد طرق للوقاية.
هناك عائلات جميع أفرادها يعانون الصلع اللماع، إلا شاباً من خمسة شباب، مع أنه أكبرهم وشعره كثيف، وهناك عائلات كبيرة جميع أفرادها يعانون من كثافة الشعر، ولكن فرداً واحداً فقط بين إخوته يكون أصلعاً، فالصلع يورث، ولكن الأمر احتمالي وليس حتمياً، ولكنه لو كانت الجينات تحمل الصلع وبدأ فعلاً فله درجات.
الصلع ليس نهاية العالم، بل هو نقص في الشعر لا يؤثر على العقل ولا على التفوق المهني، ولا على كمية الرزق، بل هو شكل وليس مصيبة، وأما أن الأمر يزعجك قبل أن يصيبك! فهذا الأمر مرفوض من الناحية النفسية والتربوية والأمثلة على ذلك:
1- غني عنده أملاك كثيرة لا يستطيع حصرها لكثرتها، ولكنه يبكي دائماً يقول أخشى أن أفقد هذا الملك وأعيش فقيراً! علماً أنه لا يزال يملكه ملكاً تاماً، فهو يعيش حياة الحرمان والفقراء مع أنه غني.
2- ومثال آخر: صاحب سيارة فاخرة يسوقها وهو خائف من أن يصيبها حادث فتتحطم وتتكسر وترمى في قمامة السيارات، فهو يتألم من غير سبب ولا يستمتع بما عنده! وينكد حياته من غير مبرر ظناً منه أن الخوف منجاة والحزن هو الحل!
3- ورجل صحيح معافى لا يعاني من مكروه، ولكنه دوماً يكرر قد يصيبني السرطان وأتعذب ثم أموت ميتة مهينة، فماذا أفعل؟!
نقول ببساطة تمتع بما عندك إلى أن تأتي المشكلة - لا قدر الله - وقد لا تأتي، أما أن نعيشها وقد لا تأتي فتلك نظرية الضعيف المتشائم غير الراضي بقدر الله تعالى، فالأمر إذن يحتاج إلى الرضا بالقدر، وعدم التركيز على الاحتمالات، بل الاستمتاع بالنعم والشكر عليها {لئن شكرتم لأزيدنكم}.
والله الموفق.