زوجتي تعاني من صداع شديد بعد ولادة قيصرية، ما سببه وعلاجه؟
2011-10-06 07:51:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي عمرها 27 سنة، أنجبت طفلا منذ أسبوع بولادة قيصرية بتخدير نصفي، وبعد العملية راودها صداع شديد جدا لا تستطيع أن تفتح عينها أو أن تجلس مرة واحدة فتحس بالصداع الشديد برأسها، فخفنا أن يكون التخدير هو السبب، فذهبنا لدكتور التخدير أمس، فحرك رأسها يمينا ويسارا، وأخبرنا طالما تتحرك رقبتها جيدا أنه لا يوجد مشكلة بالإبرة، وهذا الألم يسبب بردا بالعضلات، وأعطانا مسكنا (زيفو امبول)، وحبوبا، فأحست بتحسن ممتاز بنفس اليوم، ولها يومان تأخذ الحبوب، وهي تحس بتحسن، فمتى يمكن إيقاف المسكن؟ وهل سيستمر الصداع الشديد؟ هذا ما يقلقنا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أولا: نحمد الله على سلامة زوجتك، ونبارك لك بالمولود، ونسأل الله عز وجل أن يجعله قرة عين لكما.
ورأيت أن أجيب بسرعة على استشارتك، وذلك لأهمية الحالة خاصة بوجود مولود جديد يحتاج إلى العناية والارضاع.
هنالك احتمال أن يكون ما حدث عند زوجتك هو ما نسميه (الصداع الشوكي) أو spinal headache.
وهذا الصداع يحدث بعد إبرة الظهر بنسبة من 1%-3% وسبب حدوثه هو حدوث ثقب في مكان الإبرة فيحدث تسربا للسائل الشوكي (وبالطبع لا يمكن رؤية هذا التسرب) مما يؤدي لحدوث تمدد للسحايا والأوعية الدموية، وبالتالي يحدث الصداع الشديد, الذي من مواصفاته الهامة والمشخصة هي أنه يشتد في وضعيه الوقوف أو الجلوس بينما يخف في وضعية الاستلقاء, وهذا عكس الصداع العادي أو صداع العضلات الذي لا يتغير بتغير الوضعية.
فإن كانت هذه الصفة موجودة في الصداع الذي تعاني منه زوجتك, فيجب الشك بهذا النوع من الصداع, أي الصداع الشوكي, وهو بسبب إبرة الظهر ويجب مراجعة الطبيب ثانية.
يمكن لزوجتك الآن تجربة الاستمرار على المسكنات ليومين آخرين، وبالإكثار من السوائل، وتحاشي الوضعيات التي تزيد الصداع والابتعاد عن الحركات التي تزيد الضغط في البطن مثل السعال والإمساك وماشابهها.
إن لم يتحسن الصداع بعد ذلك فيجب مراجعة طبيب التخدير لعلاج الحالة بطريقة أخرى, وهي تتم بسد الثقب الحادث عن طريق حقن كمية بسيطة من الدم (وهو تقريبا 15 مل ويؤخذ من زوجتك) في ذلك المكان فيقوم الدم بالتجلط ويسد الثقب ويتوقف تسرب السائل.
هذه الطريقة بالعلاج سريعة وفعالة -بإذن الله- وتستطيع أن تغادر زوجتك المستشفى بعدها في خلال 1-2 ساعة فقط، ولكن يجب عليها استخدام الملينات لبضعة أيام حتى لا تضطر لعمل أي مجهود عند التفوط كنوع من الوقاية.
بعض أطباء التخدير يقوم بهذا الإجراء, أي حقن كمية بسيطة من دم الأم في مكان الإبرة, كإجراء وقائي بعد إعطاء إبرة الظهر حتى لا يحدث تسرب للسائل، أي أنه إجراء سليم باذن الله, يمكن استخدامه في الوقاية كما في العلاج.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك، وعلى زوجتك وطفلك ثوب الصحة والعافية دائما.