هل يعاقب الشاب المستغل لمشاعر البنات ويتلاعب بهن في الدنيا؟
2011-10-12 13:05:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هل يعاقب الشاب الذي يستغل مشاعر البنات ويتلاعب بهن ليرضي غروره، وليثبت أنه قادر على جذب البنات إليه، ويتفاخر أمام أصدقائه في الدنيا قبل الآخرة، أم أنه لا يعاقب؟
لقد تحداني شاب أنه لن يعاقبه الله لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقال أن الحق على البنات لأنهن غبيات، ولم يحترم عاطفة المرأة، فما رأيكم ؟ شكراً جزيلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،،
أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك ويرعاك.
لا شك أن ما فعله هذا الشاب إثم عظيم وجرم خطير، فهو يتلاعب بأعراض المسلمين ويستغل ربما سذاجة بعضهن وعدم خبرتهن بالحياة ليفعل ذلك، فاشتمل هذا الأمر على عدة مصائب ومنكرات سيحاسب عليها، ومنها:
خلوه بامرأة لا تحل له، والكذب عليها، وإفشاء سرها، وتلويث سمعتها، والتفاخر بالمعصية، وهتك ستر الله عليه، والمجاهرة بما فعل، وأين هو من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه)).
إن تلك المجاهرة ذنب عظيم، وقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال -وأنت على الذنب- أعظم من الذنب.. وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب.. وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب.. وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب.. وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك -وأنت على الذنب- ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب».
ثم إن هذا دين، ما يفعله في الناس قد يرد عليه، فليحذر غضب الله، وقد قال الإمام الشافعي:
عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ ** وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلِمِ
من يزن في الناس بألفي درهم ** في بيته يزنى بغــــير الدرهم.
مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلَو بِجِدارِهِ ** إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهَمِ
إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضتَهُ ** كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ
يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِعاً ** سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ
لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُلالَةِ ماجِدٍ ** ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُسلِمِ
وما الحادثة المشهورة التي حدثت لتاجر في الموصل ببعيدة، وذلك أن ولده قد ذهب للتجارة ثم إن الشيطان أغواه فقبل امرأة لا تحل له فذهب السقاء إلى بيته، وقبل أخته فقال الوالد لولده: أي بني هل ارتكبت معصية؟ فأخبره بما فعل، فقال له مقولته المشهورة: «يا بُنيّ دقة بدقة، ولو زدت لزاد السقا».
نسأل الله أن يهديه، وأن يصلح حاله، ونحن سعداء بتواصلك معنا وفقك الله لكل خير.