ألم في البطن وإسهال... فهل هي أعراض القولون؟

2011-10-24 13:44:28 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا أعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي, وإسهال -أعزكم الله- منذ ثلاث سنوات تقريبا, والإسهال مستمر, يغيب أسبوعا أسبوعين, ثم يرجع.

والإسهال يأتي بعد أكل بعض الأطعمة, مثل: الحليب ومشتقاته, والفول وغيره, وأيضا يأتي بعد التوتر والقلق, وأنا إنسان قلق دائما, ويأتي أكثر شيء في الصباح, وبعض الأوقات يأتي ألم شديد, وبعد الدخول لدورة المياه ينتهي.

وأيضا بعض الأوقات أحس كأن في بطني شيئا يتحرك, وبعض الأحيان أحس بخمول في رجلي, ويدي, ورغبة في التقيؤ, لكني لم أتقيأ من حياتي, فبسبب آلام البطن الإسهال دائم.

والبراز -أعزكم الله- بعض الأوقات يكون فيه نقط سوداء, أنا خائف من الأمراض الخطيرة, هل من الممكن أن يكون –لا سمح الله وأبعده الله عنا وعنكم- سرطان المعدة, أو سرطان القولون, أو مشاكل خطيرة؟

وأنا أيضا دائما قلق, وفي توتر مستمر, ومدمن على العادة السرية, وإن شاء الله أني سأتركها.

أرجو أن تجاوبوني؛ لأني أكره الذهاب للدكتور.

جزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذه الأعراض هي أعراض القولون العصبي, وليست أعراض سرطان في المعدة, أو القولون, واستمرار الأعراض لثلاث سنوات دون نقصان في الوزن, أو وجود دم في البراز يشير إلى أن المشكلة هي القولون العصبي.

وكل الأعراض التي تشكو منها من إسهال, وآلام, وانتفاخ, وعلاقة الأعراض مع أنواع معينة من الأطعمة من أعراض القولون العصبي.

والقولون العصبي مرضٌ شائعٌ جداً، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة -القولون- فينتج عن ذلك انتفاخ, وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال, أو إمساك وهذا ما تشكو منه أنت, وفي مرض القولون العصبي لا يكون هناك أي خلل, أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب, أو جراثيم, أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى, أو تزول لفترةٍ معينة, وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق, واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات, وفي فترات استقرار الحالة النفسية، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة, كالحليب, والبهارات, والفلفل, والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراضٌ كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر.

إن تفهّم هذا العرض من قبل المريض يفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهو أن هذا المرض ليس عضوياً، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.

ومهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات, أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف, أو التهاب, أو سرطان, ولا إلى غير ذلك.

والعلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض سواء التوتر والقلق, أو الأطعمة المعينة، فعليك أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لك، ولا بد وأنك قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندك.

وعليك أن تتعلم الاسترخاء فهذا يُساعدك كثيراً فيمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلس في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغل نفسك بأي أمور حياتية، وتفكر في شيء سعيد وجميل، وتغمض عينيك ثم تأخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا, ويجب أن تملأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسك الهواء قليلاً في صدرك، ثم تخرج الهواء عن طريق الفم, ويجب أن تخرجه أيضًا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرر هذا التمرين خمس مرات صباحًا, وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجد أنه مفيد، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة أي نوع من التمارين الرياضية -خاصة تمارين المشي أو الجري-.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم, مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم, مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية، وعليك الاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض, ثم تبدأ بالتوقف عنها, ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

وبعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية, أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي, وفي كثيرٍ من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب, مثل: الموتيفال, أو اللبراكس.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net