زوجي لا ينفق عليّ ولا يعاشرني إلا نادرا... فهل يحق لي طلب الطلاق؟
2011-10-25 09:27:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا عمري 28 سنة, متزوجة منذ 3 سنوات من زوجي, ولدينا طفلة, مشكلتي مع زوجي في عدة أمور:
1) زوجي لا يصلي أبداً ما عدا صلاة الجمعة, وعندما كنت أحدثه عن الصلاة كان يقول: إن الله لن يحاسبه فقط على عدم صلاته.
2) لا يجامعني سوى مرة في الشهر, أو مرة كل عدة أشهر (¬3-5 أشهر), ويقول أن لا مشكلة لديه, والجماع لا يجب أن يكون أهم الأمور بيننا, بارد, ولا يقوى كثيراً على الجماع, مع العلم أن عمره 30 عاما.
3) تزوجني لأني موظفة, وراتبي جيد, ولم يصرف علي أبداً, حتى عندما اضطررت أن أترك الوظيفة, وجلست من دون وظيفة مدة سنة كنت أصرف معه, وأصرف على نفسي من مدخراتي, وعندما قررت أن لا أساهم في دفع نصف الإيجار تغيرت معاملته, وبات لا يجلس في البيت, ولا يقربني مما أدى إلى فتور ونفور كثير بيننا, هو أيضاً لا يغتسل من الجنابة أحيانا, وقد لاحظت هذا.
4) لديه ديون كثيرة, ولا يستطيع أن يصرف علينا بطريقة طبيعية دون وجود الديون, مع العلم أني متكفلة بنفسي, وبالخادمة, وجزء كبير من مصاريف ابنتي, وأغراض البيت, ودراستي.
5) ليس من النوع النسائي إلا أنه بدأ بالتودد الخفيف إلى إحدى زميلاته, ولا أعلم من أي باب يريد أن يدخل معها.
6) أحس بأن لا بركة في هذا الزواج, ولا يوجد مودة, أو أي بادرة للحياة الزوجية, فقط تزوجني لأساعده ماديا, وأصرف معه ما أملك, وإن لم أنل حقوقي فلا بأس.
أنا لست سعيدة معه أبداً, أحس بأني إنسانة أخرى, لا نتواجد في البيت, ودائما منفصلان حتى في البيت, لست سعيدة, والعمر يمضي, أعلم أن الطلاق أبغض الحلال, ولكن أحس بالتعاسة, والفتور, والنفور, وعدم البركة, والطمأنينة, أريد أن أطلب الطلاق بطريقة ودية, فهو لا يريد أولاداً غير ابنتنا, ولا يريد أن يشعرني بأني امرأة, ولقد تغيرت الحياة بيننا, بتنا لا نطيق وجودنا مع بعضنا.
أرشدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ AM حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجك, ويديم الألفة بينكما.
نحن نتفهم -أيتها الأخت العزيزة والبنت الكريمة- ما تعانينه من جراء تقصير زوجك في بعض حقوقك، وتقصيره بلا شك؛ فإنه مأمور بحسن العشرة مع الزوجة, وتأديته لحقوقها المختلفة، ومن ذلك حق النفقة، فإن الواجب على الزوج أن ينفق على زوجته، وكذلك حقوقها الخاصة في الفراش، فإنه يجب عليه أيضًا أن يؤدي إليها هذه الحقوق بما لا يضرها, وبقدر حاجتها كما قرر أهل العلم.
ولكن نصيحتنا لك -أيتها البنت العزيزة- أن توازني بين الأمور قبل أن تقرري طلب الطلاق، وإن كان طلب الطلاق في مثل هذه الحالة يجوز لك شرعًا، ما دمت قد بلغت حدًّا من النفور والكراهية التي تخافين معها أن تقودك إلى التقصير في حقوقه الواجبة عليك، وهذا مما يسوغ للمرأة أن تطلب الطلاق.
لكن يبقى هل الطلاق هو الأفضل في مثل هذه الحال؟
مما شك فيه -أيتها البنت العزيزة- أن الشريعة الإسلامية أرشدت الزوجين إلى محاولة الإصلاح والحفاظ على الحياة الزوجية بقدر الاستطاعة، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {وإنِ امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح خير} ففي هذا توجيه للمرأة التي تخاف من زوجها النشوز والتقصير في بعض حقوقها، فيُرشدها الله تعالى إلى الإصلاح، ولو كان في هذا الإصلاح إسقاط لبعض حقوقها هي، فهذا خير من الفراق بالكلية، لا سيما وأن بينكما بنتًا تحتاج إلى أن تعيش بين أبويها.
فمهما أمكنك الحفاظ على بيتك وأسرتك فهذا خير لك من الطلاق فيما نرى، لكن إذا رأيت أن استمرار الحياة بهذه الطريقة, والزوج غير قابل لأن يعدل من سلوكه, ورأيت أن في هذا مشقة عليك, فحينها قد يكون الطلاق هو الأسلوب الأمثل، وقد وعد الله عز وجل الزوجين بأن يغني كل واحد منهما من فضله وسعته إذا تفرقا، فقال سبحانه وتعالى: {وإن يتفرقا يُغنِ الله كلاً من سعته}.
لكن نصيحتنا لك قبل أن تتخذي هذا القرار أن تحاولي إعانة زوجك على تعديل سلوكه بقدر الاستطاعة، ومن أمثل الأساليب في هذا: الوعظ والتذكير بالله تعالى، فهذا الزوج بلا شك بحاجة إلى من يذكره الآخرة, ويسمعه المواعظ التي تتحدث عن الجنة والنار, ولقاء الله تعالى, والعرض عليه, والقبر وأهواله، فكل هذه المواعظ من شأنها أن تطرد عن القلب الغفلة وتحييه، وإذا استقام القلب وصلح صلح سائر العمل.
ومن ثم فنصيحتنا لك أن تبذلي وسعك في محاولة إصلاح هذا الزوج بإسماعه بعض المواعظ، وهي كثيرة -ولله الحمد- على موقعنا, وعلى غيره من المواقع، وتحيني أوقات هدوء نفسه فأسمعيه مثل هذا الكلام، فلعل الله عز وجل أن يجعل صلاحه على يديك.
ومن الأساليب كذلك -أيتها الأخت- أن تحاولي أن تسلطي عليه بعض الصالحين -إن كان في الأسرة- من أقاربك, أو من أقاربه الصالحين أو الطيبين الذين يمكن أن يؤثروا عليه، أو أن تقيمي علاقات أسرية مع بعض الأسر التي فيها رجال طيبون، فإن الصاحب ساحب كما يقول الحكماء، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (المرء على دين خليله).
كما أن هذا الزوج بحاجة إلى تذكيره ووعظه في جانب أداء الحقوق للناس، ومن أهم هذه الحقوق حقوق الزوجة عليه.
فإذا بذلت وسعك في محاولة إصلاح هذا الزوج, ورأيت بأن حاله لا يتغير فربما يكون الطلاق حينها خير من البقاء في حياة لا تُطاق, أو يعيش الإنسان فيها منغص القلب على الدوام, مكدر الخاطر في كل الأحيان، ولعل الله عز وجل أن يعوض كل واحد منكما خيرًا مما فقد.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان, ويرضيك به.