ما زلت أعاني من السعال الجاف...فما تشخيصه؟ وكيف يشخص؟
2011-10-26 08:32:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا صاحبة الاستشارة رقم (2118844)
إلى الآن لم يذهب مني السعال الجاف، ولقد عملت أشعة للصدر وكانت سليمة، والآن يقولون المشكلة بالحنجرة، فهل هو شيء خطير؟
إذا ذهبت للدكتور يعطيني أدوية خاصة بالسعال فقط ولا يتم فحصي، وحيث أخبرتك من قبل أنني أعاني من السكر، وآخذ إبرتين في الصباح والمساء، وأعاني أيضا من الضغط وآخذ كبسولتين نيفيديبين.
هل للكبسولات أثر؟ لأنني منذ بدأت أتناولهم بدأت معي الكحة، والآن بدأت أقطع كبسولات الضغط، وآخذ دواء للضغط وأيضا لم ينفع!
أفيدوني أرجوكم! لقد تعبت من الكحة، فلقد أثرت على نومي فلا أستطيع أن أنام.
هل هنالك شيء خطير بالحنجرة يؤدي إلي هذا السعال الجاف المزعج؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ضاري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أدوية الضغط والسكر ليس لها علاقة بما تعانين منه من السعال الجاف المزعج، ولكن قد يكون سبب السعال إما بسبب الحساسية كما أسلفنا من قبل، أو بسبب ارتجاع حمض المعدة إلى أعلى حتى يصل إلى المريء والحلق والحنجرة فيسبب هذا السعال الجاف.
لذا يجب أن تحيطين علما بماهيته وبأعراض الارتجاع وأسبابه حتى نستطيع أن نتجنبه:
من المعلوم أنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة, وبالتالي يحصل التهاب للغشاء المخاطي المبطن للمريء, وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهاباً في المريء, وتضيقاً أحياناً.
أما عن أعراضه فهي كثيرة وأهمها:
الإحساس بالحرقة في منطقة أسفل الصدر وأعلى البطن, وقد يصحبه عدم ارتياح, أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة.
من الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق, أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة, أو بضيق حاد في التنف.
على ما يبدو فإن هذا سبب ما يسميه البعض بالكتمة, وهذا يسبب القلق عند الإنسان, ومع القلق يزداد التوتر, وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين الذي يسبب اليقظة, وتسارع ضربات القلب, وأحياناً ارتجاف الأيدي.
من أعراضه أيضاً الكحة المزمنة، والتغير في الصوت نتيجة التهاب الحنجرة والأحبال الصوتية، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً.
هناك عوامل تسبب هذا الارتخاء, أو التوسع, أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، وهي:
- امتلاء المعدة بالطعام.
- السمنة.
- تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل :الدهون، والمقليات، والمشروبات الغازية والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب.
زيادة حموضة المعدة لها أسباب متعددة, منها:
- تناول الأدوية المسكنة.
- التدخين.
- تناول الكحول.
- تناول الأطعمة الحارة.
- الفلفل.
- البهارات.
- قرحة المعدة.
- القلق والتوتر.
لتشخيص المرض، فإنه يفضل عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء.
مما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك، والعلاج يعتمد على الالتزام بالتالي:
- تجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرنها آنفا, والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع.
- تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات.
- كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس, بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
أما العلاج الدوائي فيكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة, وأحياناً نحتاج لأخذها مرتين إذا كانت الأعراض شديدة، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر, وأحياناً لسنوات, ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي يتم اللجوء للعمل الجراحي.
والله الموفق لما فيه الخير والسداد.