أحس بملل وخمول، فكيف أقوي عزيمتي من أجل المذاكرة المتقنة؟
2011-11-23 08:57:36 | إسلام ويب
السؤال:
أشكركم جداً على نصيحتكم لي بكيفية المذاكرة، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أنا - بفضل الله تعالى - أحببت المذاكرة وتنظيم الوقت بعدما نصحتموني بكيفية المذاكرة، ولكني في بعض الأوقات عندما أكون أذاكر أحس بملل، وأهرب من المذاكرة، وأقول لنفسي أؤجل المذاكرة للغد، وأذهب للنوم، لكنني في الحقيقة بحاجة شديدة للمذاكرة، لأني أريد أن أدخل كلية الصيدلة، لكي أكون ذخراً للإسلام والمسلمين، وأنفع الناس بعلمي، وأريد أن أحصل على مجموع عال، لكي أحقق هدفي بدخول هذه الكلية، مع العلم أني لا آخذ أي دروس خصوصية، وأحتاج لوقت كبير لكي أفهم المواد.
أرجو منكم أن ترشدوني ماذا أفعل عندما أحس بهذا الشعور؟ وكيف أقوي عزيمتي من أجل المذاكرة المتقنة؟ وأرجو منكم أن تدعو لي بظهر الغيب أن يوفقني الله في المذاكرة، وفهم المواد في العلمي، وأدخل الكلية التي أستطيع أن أنفع بها أمة الإسلام، وأكون سبباً في نصرة المسجد الأقصى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالشعور بالملل في بعض الأحيان أمر طبيعي، ليس في المذاكرة فقط، بل في أمور كثيرة من الحياة، والهروب من المشكلة هو الخطأ، فنحن نطالبك بإدارة هذا الملل بصورة أفضل، حين تحسين بالملل قومي بعمل إحماء للجسد، وذلك من خلال ممارسة بعض الحركات الرياضية المعروفة لمدة خمس دقائق، تناولي كوباً من الشاي، ولا يتعدى ذلك ثلاث مرات في اليوم، هذا تطبيق عملي معروف ومفيد جدًا.
هنالك ما نسميه بتمرين التنفس التدرجي، وأنت جالسة على الكرسي بعد الانتهاء من الإحماء الرياضي أو الجسدي، قومي بعد ذلك بوضع نفسك في وضع استرخائي، خذي نفساً عميقاً، ثم أغمضي عينيك، والنفس يكون عن طريق الأنف، وبعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم ببطء وقوة، كرري هذا التمرين مرتين، وقولي لنفسك الآن أنا قد جددت مشاعري وأحس الآن أنني في وضع أفضل، وقوة استيعابي سوف تكون أقوى، وأعرف أن الله تعالى سوف يوفقني ولن أضيع أي زمن، وسوف أجلس وأدرس لمدة ساعين، أعطي نفسك هذه الرسالة، وبعد ذلك طبقي ونفذي ذلك، لا يوجد أي حل آخر، هذا مهم جداً، وابني في داخل نفسك الاستشعار بأهمية المذاكرة.
بالنسبة لآمالك المستقبلية ونفع أمة الإسلام هذه مشاعر ممتازة، لكن الأمور ليست بالتمني، وقولي لنفسك أنا لدي أمنيات عظيمة، لكن هذه الأمنيات لن تتحقق إذا لم أكن جادة ومصرة ومصممة على أن أرتب وقتي، ويجب أن أنظم نفسي ويجب أن أذاكر، ولا تنظري إلى المذاكرة والدراسة كشيء سخيف أو ملل أو غير مرغوب فيه، لا ... المذاكرة شيء طيب، والعلم - اكتسابه حتى وإن كان للامتحانات أو لغير الامتحانات - هو أمر مفيد وسهل جداً.
نصيحة أخرى: عند الشعور بالملل غيري مكانك، بعض الناس يكون له أثر من مكان الدراسة ويجد في ذلك نوعا من الانتعاش وتجديد الطاقات، وبعض الناس يذهب ويقرأ آيات من القرآن الكريم بتمعن وتدبر، وهنالك طرق كثيرة جداً لتغيير الانتباه تماماً عن الملل، وقولي لنفسك أنا لدي عدو واحد في هذه الحياة وهو الملل، ولكنني سوف أنتصر عليه {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
أريدك في نهاية اليوم خاصة في الأيام التي يكون فيها أداؤك فيها ممتازا والحصيلة الدراسية عالية والاستيعاب كان جيداً، أن تحفزي نفسك وأن تكافئيها، بأن تثني على نفسك، وأن تحمدي الله على ذلك، وهذا - إن شاء الله - سيشجعك كثيراً.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.