زوجي حنون وكريم لكنه يستفزني بكلماته وحركاته وكذبه!
2011-11-30 10:06:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لجأت لكم بعد الله أرجو منكم مساعدتي، أنا تزوجت منذ 6 سنوات، وأنجبت طفلين، ولكن حياتي مع زوجي دمار نفسي، تعبت منه ومن كذبه، وأحيانا سوء معاملته لي.
لا أنكر أني أحبه، ولا أنكر أنه حنون وكريم، وله صفات حسنة جدا، ولكن قد دمرني نفسيا وأصبحت أشكو للجدران منه بسبب خلقه الذي جعلني أكرهه.
بمعنى لا نقاش بيننا ولا حوار، وإن تناقشنا أو تحاورنا انقلبت كارثة، وإن حدثني كان كذبا، وإن كان صادقا كذبته، فقدت الثقة به من كثرة الخيانات، ويقول إنه لا يكلم البنات الآن، وهذا لا يهمني الآن. الجماع بيننا شبه معدوم، وما إن أفتح كمبيوتره أجد أنه على مواقع إباحية، وأقول ماذا ينقصني؟! لماذا هذا الانحراف؟!
كذبه يذبحني؛ لأني دائما أكتشف أكاذيبه، يعاملني كأنني طفلة يحاول أن يربيها، لا احترام بيننا، لقد أوصلني إلى مرحلة الجنون.
يفعل أو يقول شيئا ثم أراجعه أنت فعلت أو قلت يقول لي: (أنا، هذا يخيل لك، أنت فعلا غير طبيعية).
استغل مبدأ نسياني لبعض الأشياء، ولا أريد أن أكذب أصبح لدي فراغ عاطفي، أصبحت مثل المراهقات أحلم بفارس الأحلام -أستغفر الله- أتمنى أن أسمع منه أي كلمة جميلة، لا أسمع إلا كلمات مستفزة، وإن لم يتكلم حركاته مستفزة، نظراته، هو إنسان مستفز بمعنى الكلمة، وأنا إنسانة عصبية جدا، والمشاكل بيننا أقسم لك أنها جدا تافهة، إلا أنها تكبر، ومع ذلك يجب علي الانكسار لكي يعود كل شيء كما كان، أنا تعبت تعبت!
الآن أنا أفكر بالانفصال، لا أريده لأني فعلا تعبت، هل يجوز لي أن أطلب منه هذا أم تنصحني بشيء آخر؟! حاولت بشتى الطرق أن أفهمه لكن دون جدوى.
أرجو أن لا تقول لي تفاهمي معه؛ لأن التفاهم معه صعب؛ لأنه يقلب جميع الأخطاء علي؛ ويصبح هو الذي لا يخطئ.
ســـــــــــاعدوني بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أسعدني اعترافك بأن زوجك حنون وكريم وله صفات حسنة، ونتمنى أن تذكري له تلك المحاسن قبل أن تطالبيه بتغيير السلبيات التي فيها، وتذكري أنه لا يوجد إنسان ليس فيه سلبيات، ولكن إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط.
وكم تمنينا أن نسمع منه حتى تكون الرؤية واضحة أمامنا، ونتمنى أن نعرف منك بعض الأشياء حول الخلافات الحاصلة، وتاريخ هذا الخلاف، وهل كان من البداية؟ وهل هناك أطراف يمكن أن تؤثر عليه؟ وكيف صلته بالله ومحافظته على الصلوات؟ وهل أنت مطيعة لله؟ وما هو مستوى علاقته بأطفاله؟ وهل حاولت إسماعه الكلمات الجميلة؟ وهل تذكريه بالأيام الجميلة والمواقف النبيلة؟ وهل سألته عن الأشياء التي يحبها ؟ وهل .... أسئلة كثيرة سوف تفتح الإجابة عليها لنا ولك الآفاق.
وأرجو أن تعلمي أن الانفصال ليس هو الحل لوجود الأطفال، ولأنك تحبينه، ونحن لا ننصحك بطلب الانفصال.
ولا يخفى على أمثالك أنه يصعب على كثير من الرجال الاعتراف بأخطائهم، وليس في مصلحة المرأة محاصرة الرجل وإجباره على الاعتذار، وليت بناتنا أدركن أن طريقة الرجال في الاعتذار مختلفة فقد يعتذر بالسؤال عن الأطفال أو عن الطعام أو عن الزوار، وقد يعتذر بشراء هدية.
وإذا شعرت المرأة أن لزوجها علاقات آثمة فعليها أن تقترب وتترك التجسس عليه، وتظهر له مفاتنها، وتجتهد في معرفة الشيء المفقود في نفسها وبيتها، وهذه هي أول وأهم الخطوات، وسوف يُكتشف أن الزوج قد يكون بحاجة للتعاطف أو للثناء والمصارحة مطلوبة بين الزوجين، ومناقشة الآمال والتطلعات.
ونحن ندعو كل امرأة متزوجة إلى التفنن في إظهار مفاتنها وسحرها الحلال حتى تعف نفسها وزوجها، وعليها أن تحسن وداع زوجها إذا خرج، وتسأل عنه إذا غاب، وتحسن استقباله عند حضوره، وأن تجعل بيتها بيئة جاذبة – فكوني لزوجك أمة يكن لك عبداً، وكوني له أرضاً يكن لك سماء واحفظي سمعه وبصره.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهم زوجك الصواب والسداد، وسوف نسعد إذا وصلنا تفاصيل عن نوع الخلاف الحاصل، واجتهدي معنا في معرفة السبب فإن في ذلك عونا لنا على أمر العلاج بحول الله وقوته.
وبالله التوفيق والسداد.