الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نمير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن مشكلتك بسيطة -حتى إن كنت تتصورين أنها عائق كبير- ولكنني أؤكد لك أنها بسيطة، فأنت تعانين من خوف اجتماعي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة، وهذا الخوف جعلك تجدين صعوبة في التحدث مع الآخرين، وفي نفس الوقت بنى لديك تصورا سلبيا عن شكلك وأنك لست جميلة، وهذا الأمر حتى وإن كان فيه شيء من الحقائق لكن التركيز عليه في حد ذاته يدل على نظرتك السلبية لنفسك.
العلاج يتمثل في:
1) تناولي أحد الأدوية المضادة للمخاوف الاجتماعية، ومن أفضلها دواء يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات), ويسمى علميًا باسم (باروكستين).
جرعة البداية هي أن تبدئي بنصف حبة – عشرة مليجرامات – يتم تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، استمري عليها لمدة خمسة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الزيروكسات دواء جيد وسليم وفاعل جدًّا, ويزيل القلق والتوترات, ويحسن من التواصل الاجتماعي، كما أنه يزيل عسر المزاج تمامًا -إن شاء الله تعالى-.
2) بعد أن تبدئي في تناول الدواء وتنقضي حوالي أسبوعين إلى ثلاثة سوف تحسين باسترخاء وراحة نفسية، وهذه يجب أن تستفيدي منها لأن تكثري من التواصل مع من حولك.
3) طوري مهاراتك الاجتماعية، وذلك من خلال اتباع مناهج بسيطة جدًّا:
حين تقابلي أحد زميلاتك ابدئي أنت بالسلام، وتذكري أن تبسمك في وجوه أخواتك صدقة كبيرة، وإذا بدأت الزميلة أو الأخت أو الصديقة بالسلام فردي عليها بتحية أفضل منها.
4) دائمًا حضري مواضيع معينة لتكون محور حديثك ونقاشك مع الآخرين، هذه المواضيع ليس من الضروري أن تكون دائما مواضيع جادة، أو ذات صبغة جافة، لا، المواضيع التي تخص البنات، المواضيع التي تخص الدراسة، الأخبار الدائرة في الساحة، هذه كلها -إن شاء الله تعالى- ترفع عنك حرج عدم المقدرة على التواصل الاجتماعي الجيد.
5) حاولي أن تستفيدي من زميلاتك وصديقاتك, وذلك من خلال الدراسة الجماعية في بعض الأوقات، وأنا متأكد وما دمت أنت متميزة فلن يرفضك أحد أبدًا، ستكونين مكسبا للكثيرين, وهذا سوف يساعدك أنت في إحسان التواصل.
6) تطرقي إلى مواضيع معينة مع معلمتك، مثلاً اسأليها عن التخصص المستقبلي، أو اطرحي عليها بعض الأفكار حول الدراسة الجماعية، هذه مداخل جيدة جدًّا لأن تكوني على توافق وتواؤم وتعود فيما يخص التواصل الاجتماعي مع من هم أكبر منك, أو في وضع يتطلب الحذر حين التواصل الاجتماعي.
7) إذا كان بالإمكان أن تذهبي لأي مركز لتحفيظ القرآن، أو تأخذي أنت المبادرة مع أهل بيتك أو مع صديقاتك بأن تكون هنالك حلقة قرآنية حتى ولو مرة أو مرتين في الأسبوع، فهذه أيضًا تبعث الطمأنينة في النفوس, وتزيد من المقدرة على التواصل.
في موضوع الشكل والجمال: هذا موضوع لا ينبغي أن يشغلك أبدًا، فأنت جميلة الخلق، وإن شاء الله تعالى تكونين من الصالحات والمتميزات، وهذا حقيقة يعطيك -إن شاء الله تعالى- الهيبة الجمالية المطلوبة، فلا تتحسسي حيال شكلك.
نظرتك السلبية نحو نفسك، تجعلك لا تقدرين شكلك، وهذا -إن شاء الله- كله سوف يتلاشى - أي التفكير السلبي – بعد أن تتناولي الدواء, وتغيري نمط حياتك حسب الأسس التي ذكرناها لك.
ولمزيد من الفائدة راجعي وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: (
265851 -
259418 -
269678 -
254892)
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.