أبي لا يتصف بصفات الأبوة ...فكيف أتعامل معه؟
2011-12-12 12:25:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأذكر لكم قصتي ولكن لا تقولوا لي إن هذا هو والدك، لأني أعرف أنه والدي، وأريد حلا للواقع الذي أعيشه.
هو شخص لا يحب مصلحة أولاده بل يريد من أولاده أن يعتمدوا عليه، ولا يريد أن يتحاور مع أي من أفراد الأسرة، كلامه هو الذي يمشي، حتى ولو كان خطأ!
أنا وأفراد أسرتي لا يصرف علينا على الأقل ما نحتاجه، نأكل أغلب الأيام وجبة واحدة فقط، وهو لا يعجبه شيء!
قصص من حياتي:
أنا من النوع الذي يحب أن يستخدم الكمبيوتر، وهو حين يخرج من المنزل يراني على الجهاز، وحين يرجع يراني، مع العلم أني ليس طول الوقت على الجهاز، فلا يعجبه ذلك، وعندما قررت أن أغير قليلا من حياتي أردت أن أخرج أنا وأخي نتمشى، طبعا في الأمور الحلال، وهذا مرة واحدة، لم يعجبه ذلك، لذلك لا أعرف ما الذي يريده بالضبط!؟
في أخبار تخصصي أنا أريد تخصصاً في الاقتصاد والإدارة، لأن هذه رغبتي، وفيها مستقبل الوظيفة، وهو يريدني أن أكون مهندسا، ليس لقوة الوظيفة فقط هو يريد منها سمعة لنفسه، يريد أن يسمع أن ولده مهندس، ولو مكره على ذلك.
أريد أن أتوظف لأساعد نفسي في مصاريفي، ولكن هو لا يريد ذلك، يقول الوظيفة بعد التخرج، مع العلم أن الجامعة تعطي طلابها مكافآت مالية، وهو يسحبها مني وهو متقاعد، ويأخذ راتب 8 آلاف، ويعمل سائق أجرة، وفوق هذا كله إذا توظفت حتى بعد التخرج سيأخذ من راتبي، وأنا محتاج أن أصرف على نفسي وأكون دخلا لأقدر أعيش وأكون أسرة لمستقبلي.
أريد المساعدة منكم، لا تقولوا هذا والدك، إذا هو كان يتصرف كأي أب كان له الاحترام والتقدير، وأساعده في تحمل بعض المصاريف، ولكن لا يأخذ أموالي كلها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامه حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أيها السائل حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك على حل مشكلتك .
أشكرك على هذا الحرص على نفسك وعلى إخوانك، وأنت في استشاراتك كررت كلمة لا تقل لي إنه والدك، فهذا دليل أنك تعلم أنه والدك حقا، وأن له حقا عليك في أن تسمع منه وتنصت له ، ولا تعارضه في اللحظة التي يتكلم فيها، وهذا تقدير له وطاعة ، إلا أن هذا لا يمنع أن يكون لك رأي مستقل في حياتك في تفكيرك في نظرتك للمستقبل، وفي أسلوب حياتك، فأنت تعيش في زمن غير الزمن الذي تربى فيه والدك لك من الحرية والاستقلال، دون الخروج عن إطار العادات والتقاليد والشريعة .
أنا أؤيدك في اختيار ما تريد، سواء الدراسة أو الوظيفة أو الزوجة أو حتى الملبس والمأكل والمشرب، فهذه ترجع إلى الحرية الشخصية، ولكن دائما تبقى مرجعية الوالدين لها مكانة ووجود واحترام.
استخدم ذكاءك الاجتماعي، وهو أن تأخذ ما تريد، وفي نفس الوقت لا تعصي والديك بل ترضيهما وتجعلهما يقتنعان بما تفعل .
أنت تحتاج إلى تفعيل الحوار الهادئ مع والدتك، ويمكن أيضا أن تقنعها وتوضح لها الأمر لتكون والدتك معك في صفك، وتعينك على إقناع والدك .
لا تيأس أخي الفاضل، ولا تجزع، فالأمر يحتاج إلى صبر وروية دون استعجال أو دخول في صراع مع والدك، وإياك أن تخسر والدك فهو طريقك إلى الخير في الدنيا والآخرة، وأكثر من الدعاء بأن يحببك الله وإخوتك إلى قلب والدكم أكثر ويحببه في قلوبكم أكثر.
وبالله التوفيق .