ابني لديه قيء متواصل! ما العلاج؟
2011-12-19 09:27:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني يعاني من قيء متواصل، منذ سنتين ونصف تقريبا، حيث يأكل باستمرار ثم يتقيأ وهكذا، وهو سليم عضويا، والرقية تتعبه جدا، ولكنه تعب نفسيا، وليس روحانيا، وكثرة الرقية سببت له عدم المشي، لأنه عندما نقرأ عليه يصيبه تصلب في جسمه! حتى أدت إلى عدم مشيه.
علما أن أعضاءه سليمة، وقد ترك المدرسة وهو في الأول ثانوي، وزملائه الآن في الثالث ثانوي، وهو مرتاح من الوضع الذي هو فيه، حيث يأكل ويشرب وتلبى له رغباته، وهو جالس وعندما أتكلم معه لرفع روحه المعنوية وأقول له بأن صحتك جيدة يقول لا، أنا مريض، أما تروا أني أتقيأ، وما أقدر أمشي؟!
إذا جاع مثلا أو أُجبر على شيء لا يريده يحصل له مثل ما يحصل في الرقية، حيث يتصلب جسمه ولا يستطيع التحرك، ولكن عقله لا يغيب بل يتكلم، وإذا ركبنا السيارة ودخلنا القرية أيضا يصيبه نفس الشيء، ويقول أنا أكره القرية، والذين يعيشون فيها، والمدرسة، ولكن إذا خرجنا خارج القرية لا يصيبه شيء، ويرفض الذهاب للمستشفى للعلاج، وقد استعملت له بعض الأدوية النفسية مثل ludiomil لمدة شهر، بدون فائدة ثم استعمل cipralex 10mg لمد 3 أسابيع ولكن بدون أي تحسن .
طبعا أنا لم أستعملها من تلقاء نفسي، بل هناك دكتور ذهبت إليه ووصفت له الحالة، لأن الولد يرفض العلاج وكنت أعطيه في وسط الأكل أو على أنه فيتامين، فلا أدري ماذا أعمل في ظل رفضه للعلاج؟! ولا أستطيع أن أغصبه، لأنه يتعب ويتصلب جسمه، ولا أستطيع إجباره على دخول المستشفى.
مع العلم أن الولد عمره الآن 18عاماً، وقد تم فحص المعدة بالمنظار، وأخذ عينه من المعدة، وتم تحليلها وتم عمل التحاليل كاملة، وكانت كلها سليمة، وعمل أشعة مقطعية للرأس للتأكد من عدم وجود ورم، وكانت النتيجة سليمة ولا يوجد ألم مصاحب للقيء أو دم أو ألم في البطن بل صحته جيدة ولا يشتكي من شيء سوى الأكل والتقيؤ سائر اليوم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله تعالى العافية لهذا الابن.
التقيؤ من هذا النوع يمكن أن تكون أسبابه نفسية، وهذا الابن تمت له كل الفحوصات اللازمة، وكانت جميعها سليمة، ويلاحظ أن التقيؤ الذي يعاني منه مرتبط بوضعه النفسي، وواضح جدًّا أن تركه للمدرسة وجلوسه في البيت أشعره بأمان وارتياح أكثر، وهذا يجعله يتعلق بهذا الموقف، ولا يرى أي بديلا أفضل منه، ومن ثم حين يُطلب منه ما لا يريده يبدأ في التقيؤ والتشنج الجسدي كما ذكرت.
هذا الابن يجب أن لا نتهمه بالتصنع، هذا مهم جدًّا وضروري جدًّا.
الأعراض النفسوجسدية من هذا النوع قد تكون ناشئة من اللاشعور، أي أن لا وعي، وهذا نوع من التعبير النفسي عن عدم الرضا، وعدم الرضا يمكن أن يكون من أي شيء.
ما يظهر في حالته هو أن النفور من الدراسة واستحسان أمان البيت هو الدافع أو المكسب الذي جعله في هذا الوضع.
بما أنه يتعب ويتصلب جسمه إذا طُلب منه أن يؤدي ما قام برفضه، هذا أيضًا دليل على العامل النفسي في حالته.
هذه الحالات - وبعد أن تم التأكد التام من عدم وجود علة عضوية - يحتاج هذا الابن لجلسات نفسية.
الجلسات النفسية تساعده على التفريغ عما بداخل نفسه، والتعبير شفاهة هو وسيلة من وسائل التنفيس النفسي التي تساعد على التوقف عن البدائل الجسدية ومنها التقيؤ وتصلب الجسم.
هنالك عدة عوامل أو ما يسمى بالدناميات النفسية قد تلعب دورًا في مثل هذه الحالات.
ليس من الضروري أبدًا أن تكون هنالك مشكلة أساسية، فالأمر قد يتعلق بشخصيته، وكما ذكرت وقلت سابقًا: المردود النفسي الإيجابي والنفع الذي يتحصل عليه من خلال التقيؤ وتصلب الجسم واضح جدًّا، وأكرر مرة أخرى: هذا الأمر ليس تصنعًا من هذا الابن، إنما كلها عمليات نفسية على مستوى اللاوعي.
إذن العلاج هو علاج نفسي تفريغي في المقام الأول، والمساندة والتحفيز والتشجيع أيضًا مطلوبة، أن نشعره بشيء من الاهتمام، وأن نوكل له بعض المهام في داخل المنزل أيضًا سوف تساعده.
التجاهل التام لتصرفاته خاصة التقيؤ وتصلب الجسم. الاكتفاء فقط بالرقية الشرعية دون أي تفسيرات أخرى؛ لأن الدخول في تفسيرات لهذا التصلب الجسدي الذي يحدث له مع الرقية ربما يزيد من مكاسبه النفسية الثانوية ويجعله يستمر في نفس السلوك المرضي دون قصدٍ منه.
العلاجات الدوائية تساعد، والسبرالكس أو اللسترال هي الأدوية التي تُعطى في مثل هذه الحالات، لكن الجلسات النفسية هي المطلب الرئيسي والمهم جدًّا في حالة هذا الابن.
أنا أقدر رفضه الذهاب لمقابلة طبيب، ولكن بشيء من الصبر واللطف حياله، ومساندته يمكن أن يُقنع بالذهاب لمقابلة الطبيب إن شاء الله تعالى.
ومثل هذه الحالات أيضًا تستفيد كثيرًا من التعاون ما بين طبيب الجهاز الهضمي والطبيب النفسي. إذا حدث نوع من التواصل بين الطبيبين من أجل بحث حالته ووضع الخطة العلاجية، هذا أعتقد أيضًا سوف يساعده كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.