العلاقات عبر النت.. أريد التوبة والتخلص من عواقبها
2011-12-22 11:26:29 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاه أبلغ من العمر 20 عاما، من عائلة محافظة جدا أعرف النت منذ أن كنت طفلة، لكن لم أستخدمه مثل الأطفال الآن، لكن بعد أن بلغت وأصبح عمري 17 عاما تعرفت على شاب وأحببته وتركني، عزمت على نسيانه لكن الشيء الوحيد الذي جعلني أنساه هو تعرفي على شاب آخر، وبهذه الطريقة أصبحت أتعرف على شباب.
أريد ترك هذا كله، والله لقد مللت حياتي، لم أعد أريد من الحياة شيئا سوى رضى الله علي، أصبحت أخاف بأن أفضح في يوم ما، وأكبر همي عقاب الله لي أخافه بشدة، ولم أعد أنام الليل دون أن أبكي، أريد أن أرتاح.
مع العلم أن أول شاب تعرفت عليه رآني وأنا خائفة، من هذا أيضا لم أرتح بحياتي مثل باقي الفتيات أحس بأن الله يعاقبني على كل فعل فعلته.
أرجو منكم المساعدة فقد ضاقت بي الحياة!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ما أجمل أن تستشعر المسلمة معية الله عز وجل ورقابته! فخوفك الدائم المصاحب لك طوال رحلتك عبر فضاء النت يثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك بأنك فتاة عفيفة، وإنسانة بريئة، وأن حاجتك الفطرية لحنان الزوج هي التي أوقعتك في فخ هؤلاء الشباب، وهذا لا يعني أنك غير مؤاخذة على تصرفك، فهذا خطأ ينبغي الاستغفار والتوبة منه، ولكن هذا يجعلك معذورة في نظرنا على الأقل، بحيث نقدر حالتك ونتلمس مشكلتك.
من رحمة الله عز وجل بك أن عصمك من الاسترسال والوقوع في مخالفات أعظم مما حصل لك، ومن رحمته أن نبهك لخطأ هذا الطريق، ولا زلت في مقتبل عمرك، والمستقبل أمامك، فعليك بأن تطوي المرحلة السابقة، وتفتحي صفحة جديدة ناصعة البياض، واعلمي أن التوبة تجب وتمحو ما قبلها من الأخطاء والآثام، وأن الله عز وجل يحبك، ولولا أنه يحبك ما هداك، وما عصمك من الوقوع في الخطأ الأكبر!
خوفك الذي منعك من النوم هذا بحد ذاته دليل على صدق التوبة، ودليل على قبولها كذلك إن شاء الله، فهوني على نفسك، ولا تكثري من التفكير في هذا الأمر، فالله غفور رحيم، ويحب أن يرى عملك لاحقا، وهو أن تكوني لبنة صالحة في بناء الأمة العظيم، وأن تعدي نفسك لأني تكوني أما صالحة ومربية ناجحة في المستقبل، فاليأس والحزن على ما فات إذا تجاوز حده صار مرضا، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
ننصحك بسد الباب الذي سبب لك هذه المتاعب (النت)، وأن تقومي بحذف الحسابات التي تربطك بهؤلاء الشباب، وأن تشتركي في أنشطة اجتماعية كحلقات التلاوة، أو الأنشطة الخيرية، وأن تنتبهي لمستقبلك ودراستك، فهذا أدعى لنسيان ما مر بك من آلام، وتذكري أن الله غفور رحيم، وأن الحب ليس للعب والتسلي، وإنما لبناء البيوت والتئام شملها، فهو كالسلاح إن أحسن توجيهه واستخدامه نفع، وإلا فإنه أول ما يضر صاحبه.
وفقك الله، ورزقك الزوج الصالح، والله ولي التوفيق.