ابنتي تغيرت بعد إنجابي فأصبحت عنيدة ونكدة فكيف أتعامل معها؟
2011-12-30 15:53:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابنتي عمرها 4 سنوات، وبعد إنجابي تغيرت كثيرا, أصبحت عنيدة ونكِدة، ولا تسمع الكلام، وإذا طلبت منها شيئا لا تفعله أو تحضره، حتى أني أعاقبها بأنك إن لم تفعلي كذا فسوف أسجنك في الغرفة، أو أن أرمي لعبتك إن لم ترجعيها إلى مكانها، أو أن أصرخ عليها حتى ترد علي.
وهي متعلقة بي كثيرا، وأحيانا تبقى متمسكة بي أو بجانبي عند الذهاب إلى الأهل أو الأصدقاء، ولا تريد أن تلعب مع الأطفال، وبعد فترة تذهب وتلعب, وأصبحت تضربهم، مع العلم أنها كانت قبل ذلك لا تضرب أحدا إلا إذا ضربها، وإذا ضربها أحد تأتي تبكي وتصرخ أمي ضربوني, أو أمي حكى لي كلاما سيئا (أي أنه شتمها ), أو تعيد الكلمة التي قالها، وإن أعادت الشتم في بيتنا منفردة أنبهها بأنك إن أعدتِ هذا الكلام فسوف أضع الفلفل في فمك، وإن أعادتها أضعه، وأحيانا أهددها، ولا أفعل حتى أصبحت لا تخاف.
ومن ناحية النوم: ابنتي تنام بغرفة وحدها, ولكن عند النوم تريد أن أنام معها, أو أن أجلس بجانبها ويدي بيدها, أو أن أطبطب عليها، لكن أنا أجلس بعيدة عنها بعد أن أقبلها, وأحنو عليها، ولكن بالليل تستيقظ كثيرا, فقط لأنها تريدني, أو تريد أباها أن يأتي إليها كي تنام، وإذا لم نذهب إليها تبكي, وتقول: أريد أمي, أريد أبي حتى نذهب إليها، وأياما تبقى مستيقظة لفترة طويلة، وكل فترة تنادي علي؛ لتتأكد أني موجودة وتعيدها.
وتصل مرات استيقاظها في بعض الليالي إلى أربع أو خمس مرات، وفي مرات أصرخ عليها أنا أو أبوها.
ابنتي تغار من أخيها، وتتصرف معه بقسوة, يعني أنها تضربه وهي تلاعبه, أو أنها تقرصه, أو تشد على يده، وحين يبكي أصرخ عليها، وتطلب حمله كثيرا مع أن عمره 6 أشهر، وإن لم تأخذه تظل تطلب حمله حتى تحمله.
ابنتي إذا طلبت شيئا، ولم أعطها إياه تبقى مصرة عليه، وتبكي حتى تأخذه, حتى أني أتضايق منها كثيرا؛ لأنها دائمة البكاء والتباكي، وأصرخ عليها, وأحيانا أضربها.
ابنتي عندها مشكلة في التبول فهي تحبس البول، وحين ألاحظ عليها ذلك، أطلب منها الذهاب إلى الحمام، وتقول لي ليس عندي شيء, وبعد فترة تذهب، ولكنها تكون قد سقط منها بعض البول بكمية قليلة على نفسها، وتفعلها في اليوم عدة مرات, وكل مرة تقول لي: آخر مرة أتبول على ثيابي، حتى أصبحتُ أصرخ عليها، ومرة وضعت لها الفلفل الحار في فمها كي لا تعيد التبول على نفسها، ولم أستفد، ومرة ضربتها على مقعدتها.
ابنتي وهي صغيرة كنا أنا وأبوها مهتمين بها كثيرا، وكنا ندللها كثيرا, خصوصا أبوها, ولم نكن نضربها ولا نصرخ عليها, لكن بعد أن أنجبتُ قلَّ اهتمامنا بها، ولم نعد ندللها مثل الأول، وأصبحنا نصرخ عليها، وفي بعض الأحيان نضربها في حالات قليلة جدا إذا عملت شيئا خطأ، أو لم تردَّ علينا.
أريد حلا لمشكلة ابنتي، وكيف أتعامل معها من غير عصبية وضرب؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأرجوك -أيتها الفاضلة- أن تتوقفي عن ضرب ابنتك، أرجوك أن لا تضعي الفلفل الحار في فمها، هذه عقوبات قاسية جدًّا، منفرة للطفل، وتزيد من عناده، وتشعره بعدم الأمان والطمأنينة، هذا -أيتها الكريمة- منهج تربوي خطأ، وخطأ جسيم جدًّا.
هذه الملاحظة أحببت أن أبدأ بها؛ لأنها قد استوقفتني كثيرًا، وأنا أُقدر أن الأم حين تضع وليدًا آخرا قد تجد صعوبة شديدة جدًّا في التواؤم مع الطفل الأكبر، فهنالك موضوع الغيرة، وهنالك الأم نفسها, فقد تعاني من بعض المزاج الاكتئابي بعد الولادة، عوامل كثيرة متعددة تؤدي إلى هذه الصعوبات التي قد تواجه أبناءنا وبناتنا، لكن الأمر بسيط جدًّا.
أولاً: أنت مدركة أن هذه الذرية هي نعمة من الله تعالى علينا وهبها لنا، هذا يجب أن يكون في المقام الأول.
ثانيًا: هذه الأشياء عابرة في حياة الأطفال، تذكري نفسك وإخوتك وغيرك, وكم سمعنا عن طفولتنا من آبائنا وأمهاتنا، فهذه مراحل تمر بالأطفال، لكن الأصول التربوية يجب أيضًا أن يعجّل بها لأنها تساعد في بناء شخصية الطفل.
هذه الطفلة محتاجة للأمان، يجب أن تُشعر بأنها لم يُنزع منها شيء بعد أن وُلد أخوها، على العكس تمامًا قرّبي بينها وبين أخيها، اجعليها تشارك حتى في شؤونه: تنظيفه، إطعامه... وهكذا.
ثالثًا: ركزي تمامًا على الإيجابيات التي لدى الطفلة، حين يتمشط شعرها مثلاً يجب أن يكون هنالك ثناء عطر لها، طبقي معها طريقة النجوم، هذه طريقة جيدة جدًّا: ثبتي لوحة بالقرب من سريرها، وحسب نظام الإثابة والعقاب تُعطى أو تفقد نجومًا، وبعد ذلك يتم استبدال هذه النجوم في نهاية الأسبوع بهدية بسيطة تناسب ما اكتسبته من نجوم.
رابعًا: من المهم جدًّا أن تلاعبي طفلتك، انزلي إلى مستواها، لاعبيها، قومي بهذا الدور الإيجابي جدًّا، وعليك أيضًا أن تتيحي لها فرصة الالتقاء واللعب مع الأطفال الآخرين، حتى وإن كانت تضرب الأطفال فهذا سيختفي بعد مرة أو مرتين، وهذا مجرب ومعروف.
فيا أختي الكريمة: الأمر التربوي واضح جدًّا: الصبر على الطفل, وتحفيزه إيجابيًا, وتجاهل سلبياته. والطفلة صغيرة، وإن شاء الله حين يستقر الاستقرار النفسي العام لها سوف يتم التحكم في موضوع التبول اللاإرادي، لا تحرجي ابنتك، لا تضعفي ابنتك، أشعريها بالأمان، ويجب أن يتبع والدها نفس هذا المنهج.
الألعاب ذات المكونات والصفات التعليمية أيضًا مفيدة جدًّا للطفل, وتساعده كثيرًا.
توجد كثير من الكتب التي يمكن أن يُرجع إليها في أمور التربية للأطفال، فأرجو أن تقتني منها واحدا أو اثنين، ففيها فائدة كبيرة جدًّا.
أريدك أيضًا أن تتوقفي مع نفسك قليلاً، هل أصبح مزاجك فيه شيء من العسر؟ هل أصبحت عصبية أكثر من اللزوم؟ هل أصبح مزاجك أقل مما كان؟ .. هذا لا يعني -أختي الكريمة- أنك مريضة، لكن بملاحظاتنا العامة نلاحظ أن بعض الأمهات تكون لديهنَّ مشاكل مما ذكرتُ.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والعافية، وأن يحفظ لك ذريتك وأن يكونوا من الصالحين.