الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،
بالنسبة للبقع البيضاء على جسد طفلة عمرها 4-5 شهور: فالبيانات قليلة, وغير كافية لوضع تشخيص نهائي.
وحيث إن السؤال لم يرد فيه تفاصيل عن المرض، ولا عن مسيرته، أي كيف بدأ؟ وكيف يتطور؟ أي هل يزيد أم أنه ثابت أم يتحسن مع الزمن؟ ولم يذكر إن كان عارضا، وهل يأتي على هجمات متكررة أم أنها مرة وانتهت؟ ولم يذكر العوامل المؤثرة على ظهورها، ولا العوامل المساعدة على تحسنها، أو اختفائها فيما لو حدث ذلك، ولم يذكر ما هي هذه البقع الجلدية وما شكلها، وما حجمها، وما عددها،وأين توضعها, وكيفية توزعها.
كذلك هو قوامها؟ وهل سطحها أملس أم خشن أم طبيعي؟ وهل هي واضحة الحدود؟ وهل لها أعراض كالحكة والألم أو غير ذلك؟ ولم تذكري ما هو الانطباع المبدئي للطبيب الفاحص المعاين؟ ولا ما هو تشخيصه؟ ولا ما هي العلاجات التي تم وصفها؟ كما ولم يذكر ما هي نتيجة هذه العلاجات, وما هي تأثيراتها.
ومع ذلك فيمكن وضع بعض الاحتمالات منها:
1- البهاق.
2- والنخالية القاصرة.
3- ونقص اللون التالي للالتهاب.
4- و نقص اللون ما بعد النخالية المبرقشة.
5- والوحمات مثل الوحمة عديمة الصباغ، والوحمة عديمة الأوعية الدموية.
أولاً البهاق: وهو الغالب والشائع -إن وجدت قصة عائلية بهقية- وتكون الحدود واضحة، أو حتى أغمق قليلاً من الجلد الطبيعي، ولا توجد وسوف, ولا قشور .
غالباً ما تظهر على مناطق انتقائية، مثل ما حول العينين، وأطراف الأصابع، والمواضع التي تتعرض للرضوض، مثل الكوعين والمرفقين.
ويستجيب للعلاج بالمحسسات الضيائية، مثل (البوفا)، و(الأشعة فوق البنفسجية – ذات الحزمة الضيقة النارو باند).
وللتوسع في موضوع البهاق يرجى مراجعة الاستشارة (
280516).
ثانياً: النخالية القاصرة وغالباً ما تكون عند الأطفال دون سن البلوغ، ولكن قد تظهر بعد البلوغ أيضاً، وغالباً تُصيب المواضع المكشوفة، وغالباً ما تكون ناقصة الصباغ، وليست عديمة الصباغ، وغالباً ما تكون وسفية، أي عليها قشور رقيقة ناعمة بيضاء.
علاجها بتجنب الشمس، مع استعمال المرطبات والفيتامينات، وأحياناً تُستطب بالكورتيزونات الموضعية لفترةٍ محدودة.
ومن باب التوسع نورد ما يلي عن النخالية القاصرة من استشارة أخرى:
(النخالية القاصرة أو (pityriasis alba )، وهي عبارة عن بقع ليست ناصعة البياض كالبهاق، ولكنها أقل لونا من المواضع الطبيعية للجلد المجاور، وهي أكثر ما تصيب الوجه خاصة عند الأطفال، وبدرجة أقل عند البالغين، وعندما تبدأ تكون عليها وسوف بيضاء خفيفة تشبه الملح، أو الدقيق المطحون، وقد تبدأ بشيء من الاحمرار الذي غالباً لا يلاحظه صاحبه، وهي غالباً ما تزيد في أشهر الصيف، وتقل في أشهر البرد، وغالباً ما تزيد عند من يتعرضون للشمس أكثر من أولئك المقيمين في الظلال؛ ولذلك عزاها بعض الأطباء للشمس، وقد وجد بالتجربة أن إعطاء الفيتامينات يقلل من حدوثها ويحسنها؛ فعزاها البعض إلى نقص الفيتامين، ويعتبر ذلك من طرق العلاج التي يمكن مشاركتها مع غيرها، وهناك دراسات وجدت أن زيادة نسبة الديدان المعوية عند من يعاني منها، ولكن هذه دراسات قديمة لم تتكرر، وقد وجد أيضاً أن استعمال المراهم الكورتيزونية الخفيفة تحسنها؛ لأنها التهاب، والكورتيزون هو مضاد التهاب.
وفي النهاية: ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة والتشخيص، ونفي أو إثبات أسباب أخرى؛ فالتشخيص والعلاج عن بعد عرضة للأخطاء، وأحياناً للأخطار، وللاستزادة عن النخالية القاصرة -والتي غالباً هي ما تشتكي منها ابنتك- يرجى مراجعة الاستشارة (
253304)، ففيها إجابات لاستفسارات خاصة عن النخالية القاصرة.
ونحن هنا ومن باب التفصيل، وإرضاء السائل نوسع المجال الذي نفكر به، ونتابع الاحتمالات.
ثالثاً: نقص التصبغ التالي للاندفاع أو التالي للالتهاب:
غالباً ما يُلاحظ المريض التهاباً يتظاهر باحمرار، أو تقيحا، أو تغيرا في الجلد يتلوه نقص في اللون، وغالباً لا تكون وسفية بعد زوال الالتهاب، وغالباً ما يرسم شكل الالتهاب السابق له، وغالباً نقصا في اللون، وليس بياضاً ناصعاً كالبهاق.
علاجه يكون [بالزمن]، مع تجنب الالتهاب وتكراره، وقد تُستطب المحسسات الضيائية -إن كان شديداً-.
رابعاً: النخالية المبرقشة وتوابعها: وهي نادرا ما تصيب الأطفال في هذا السن، وهي ما تسمى بالتينيا، ولكن علينا أن نميز بين التينيا وبين نقص اللون في الجلد التالي للتينيا.
التينيا تتميز بوجود القشور البيضاء الخفيفة، وكأنها الملح، أو أنها بالحك الخفيف تُعطي هذه القشور التي من الممكن أن تكون ملتصقة.
وإن الفحص المجهري المباشر يظهر العوامل المسببة لهذا المرض، ويكون علاجها في الحالات الخفيفة بمضادات الفطر الموضعي ( كلوتريمازول, أو البيفاريل, أو الميكانازول)، علماً بأن التعرض لأشعة الشمس قد يزيد من احتمالات الابيضاض التالي للتينيا.
أما البقع البيضاء التالية، أو التي تأتي بعد التينيا، فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي، ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن، أو بالتعرض الدوري المتزايد إما للشمس, وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة.
إذن: هما مرحلتان:
الأولى ـ فطرية فعالة ذات قشور، تحتاج تجنب الشمس، وتُعالج بمضادات الفطريات.
والثانية هي: آثار وليست فعالة، وتتحسن عفوياً، أو تعالج بالتعرض المدروس لأشعة الشمس.
خامسا: الوحمات ومنها الوحمة عديمة الصباغ، أو عديمة اللون، أو عديمة الأوعية الدموية، وأهم ما يميزها أنها تظهر منذ الولادة, ولا تكون مكتسبة.
وأما عديمة الأوعية الدموية فلا تحمر بالفرك، بينما عديمة اللون أو الصباغ فتحمر بعد الدلك.
ختاما هذه احتمالات، ولا يمكن الترجيح دون قصة وافية، وفحص سريري، ومختبر، وإجراءات استقصائية -لو لزم الأمر- ولم تستطع العين المجردة الوصول إلى التشخيص اليقيني.
وأما عن إجلاس الطفل فانظري متى يبدأ إجلاس الطفل؟: )
264143 -
272229)
وبالله التوفيق.