الجلطة الدماغية أسبابها وعلاجها
2012-01-08 11:12:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يسددكم على الخير وجزاكم الأجر والمثوبة.
عندي استفسار يا دكتور، أبي عمره 70 سنة, أصيب بالجلطة الدماغية فجأة وكان لا يستطيع الحركة والكلام, ثم نقل إلى مستوصف وأعطي مغذية وبعض الإبر وأكسجين, بعد ذلك أصبح يتكلم ويحرك يده ولكن لا يستطيع تحريك رجله اليمنى وقد يحركها قليلا, بعد ذلك تم نقله إلى مستشفى عام وبعد الأشعة المقطعية قالوا إنه مصاب بجلطة في الدماغ, مع العلم أنه في ذلك الوقت يتكلم ويحرك يداه ورجله اليمنى على الخفيف واليسرى سليمة, ولكن في اليوم الثاني اختلف الوضع وأصبح لا يتكلم ولا يستطيع تحريك يداه ولا رجله.
ما السبب الذي جعله في أول يوم يكون شبه طبيعي أما في اليوم الثاني غير طبيعي؟
ما مدى خطورة الجلطة الدماغية؟ وهل تؤدي للوفاة مثلا؟
هل من الممكن أن يعود إلى وضعه الطبيعي؟
ما الفرق بين الجلطة الدماغية والجلطة القلبية؟ وأيهما أخطر؟ وأيهما يسهل علاجه؟
كم مدة العلاج؟ وكم المدة اللازمة المتوقعة لبقائه في المستشفى؟
أرجو يا دكتور التعليق في أقرب وقت ممكن, لأني خائف على والدي.
هل ننقله إلى مستشفى آخر أكثر عناية؟
هل يعود الشخص المصاب إلى حاله الطبيعية كما كان؟ نص السؤال.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك كثيرًا على اهتمامك بأمر والدك، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية.
الجلطات الدماغية أمراض معروفة، والجلطة الدماغية قد تكون جلطة بمعنى الجلطة، أي تكون كمية من الدم تجمعت وتكوّرت وقفلت أحد الشرايين الصغيرة في الدماغ، وحين يتم انقطاع الدم عن منطقة معينة فهذا يؤدي إلى ضعف أو عجز في الجسم، وذلك نسبة لتعطيل المنطقة العصبية المسئولة عن تحريك ذاك الجزء من الجسم، أو قد تكون الجلطة نَزْفيّة، بمعنى أنها تؤدي إلى نزيف يتفاوت في حجمه وذلك حسب المنطقة المعنية في الدماغ, وكذلك الوعاء الدموي هل هو صغير هل هو كبير وفي أي منطقة من الدماغ.
هذه هي الأنواع المعروفة والشائعة بالنسبة للجلطات الدماغية، وحقيقة يجب أن يُحدد نوع الجلطة، لأن طريقة العلاج مختلفة، مثلاً في الجلطات النزْفية إذا أُعطيت الأدوية التي تزيد من سيولة الدم كالـ (أسبرين) أو الـ (بالفاكس) أو (الهبارين) أو الـ (والفارين) فهذه ربما تؤدي إلى نزيف أكبر، وفي نفس الوقت إذا كانت الجلطة تكوّرية – أي جلطة حقيقية – هنا يجب أن تُعطى الأدوية التي تساعد في سيولة الدم، وهذه الأشياء معروفة لدى الأطباء المختصين، والصورة المقطعية تساعد في ذلك كثيرًا.
بالطبع أنا لستُ على إدراك بحجم ونوع ومكان الجلطة التي أُصيب بها والدك، لكن من الذي يتضح لي أنها -إن شاء الله تعالى- من الجلطات البسيطة، وكمعلومة عامة: أخطر مرحلة في الجلطات هي في الأسبوع الأول بعد الجلطة، هنا تكون الحالة حرجة بعض الشيء، لكن بعد ذلك إذا حدث تحسن واستقرار في الحالة فهذا -إن شاء الله- من المبشرات الجيدة جدًّا.
إذن خطورة الجلطة تحدد على هذا النسق الذي ذكرته لك.
بالنسبة لسؤالك: هل تؤدي الجلطة إلى الوفاة؟ .. قد تؤدي إلى الوفاة لا شك في ذلك، قد تكون سببًا إذا قدّر الله، وإذا شاء أن يحدث الموت فسوف يحدث، ويعرف أن حوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة من الجلطات خطيرة، والبقية وهي الأكثر ليست خطيرة، ولكن قد ينتهي الإنسان بفالج أو ضعف في أحد أطرافه.
سؤالك: هل من الممكن أن يعود إلى وضعه الطبيعي؟ .. من الممكن، هذا قد يحدث، خاصة أن والدك – كما لاحظتُ – حالته متقدمة بعض الشيء، ونسأل الله له الشفاء، وحقيقة أمر علاج الجلطات لا يمكن الحكم عليه إلا بمرور الوقت، والعلاج الطبيعي يعتبر علاجًا مهمًا جدًّا لمساعدة الجسم والعضلات أن تحتفظ بوضعه الطبيعي.
في بعض الأحيان قد تكون لدى الإنسان معيقات في حركته أو ضعف في أحد أطرافه أو بعض الصعوبات في الكلام، لكن من الواضح أن مركز الكلام لم يتأثر عند والدك، وهذا شيء جيد.
سؤالك: ما الفرق بين الجلطة الدماغية والجلطة القلبية وأيهما أخطر؟ .. كلاهما متشابه من حيث التكوين، أي أنه تحدث جلطة تضعف أو توقف ضخ الدم إلى منطقة معينة في القلب أو في الدماغ، ونستطيع أن نقول كلاهما خطير في بعض الأحيان، وذلك حسب النوع وحسب الشدة، لكن الجلطة القلبية قد تكون أخطر لأنها كثيرًا لا تُمهل الإنسان خاصة إذا كانت في الشريان الرئيسي الأيسر.
الجلطة القلبية علاجها أسهل إذا تم تشخيصها في وقت مبكر وكانت هنالك إمكانيات، أما الجلطة الدماغية فعلاجها حقيقة يعتمد أيضًا على نوعها ومكانها والإمكانيات المتاحة، لكن الزمن هو العامل الرئيسي لمعرفة مآل الجلطات الدماغية، وكما ذكرت لك فالعلاج الطبيعي يعتبر هو من العلاجات الضرورية والتي تفيد في هذه الحالات.
كما أنه من المهم جدًّا أن تُتخذ التحوطات اللاحقة لأن الجلطات قد تتكرر، والأطباء يهمهم جدًّا أن يعرفوا أسبابها، هل هي ناتجة من ارتفاع في الضغط أو السكر أو زيادة في الدهنيات أو لعلة في شرايين الدماغ, أو ناتجة من التدخين وشيء من هذا القبيل؟ .. فإذن معرفة السبب ومحاولة علاجه أو على الأقل إيقافه وذلك درأً لئلا تحدث جلطات مستقبلية، وهذا مهم جدًّا، وهذا معلوم لدى الأطباء، وبالطبع سوف يضع لكم الطبيب إن شاء الله تعالى الخطة العلاجية بالنسبة للوالد، ويقدم لكم النصح الكامل فيما يخص الوقاية بإذن الله تعالى.
بالنسبة لمدة العلاج وكم المدة المتوقعة لبقائه في المستشفى؟ .. هذا يتفاوت من حالة إلى حالة، وبعض الناس يحتاج لأسبوعين، وبعضهم يحتاج لشهرين أو أكثر، لكن تعتبر مدة الستة أشهر هي الفترة الحرجة والمحددة إلى مدى التقدم من عدمه.
فإذا حدث تقدم في الحالة - أي تحسن - فهذه تعتبر بُشرى كبيرة أن أحواله سوف تتحسن، أما إذا لم يحدث تحسن حقيقي خلال الستة أشهر الأولى من الجلطة فهنا يكون احتمال التحسن المستقبلي ضعيفا بعض الشيء.
ليس هنالك حاجة بالطبع أن يبقى في المستشفى كل هذه المدة، فبعد أن تستقر حالته ويقرر الطبيب أن يخرج فيمكن أن يخرج إلى البيت، وقد يحتاج أن يواصل العلاج الطبيعي، ومن الأشياء المهمة والضرورية هي أن يتم التأكد أن الإجراءات الوقائية قد اتُخذت، إذا كان لديه ارتفاع في ضغط الدم أو ارتفاع في الكلسترول مثلاً فهذه يجب أن تعالج حتى لا تحدث جلطات أخرى.
لا أن هنالك داعٍ لأن تنقله إلى مستشفى آخر ما دامت العناية الأساسية متوفرة، ويجب أن تتبع إرشادات ونصائح الأطباء لاتخاذ مثل هذا القرار من عدمه, هل يعود الشخص المصاب إلى حالته الطبيعية؟ .. هذا يتفاوت من حالة إلى حالة، البعض قد يرجع إلى حالته الطبيعية، وهذه ربما تكون أقلية، والبعض يظل لديه علة، لكن يحدث تحسن ملحوظ مما يجعله يعتمد على نفسه في إدارة شؤون حياته اليومية، وهنالك عدد من الناس يظل معاقًا وفي حاجة إلى معاونة الآخرين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له الشفاء والعافية.