هل أرضى بابنة عمي ذات الخلق لكنها متوسطة الجمال؟
2012-01-12 08:43:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أسأل الله أن يثيبكم الجنة على جهدكم, وبعد:
أنا -والحمد لله- شاب ملتزم, وقد عزمت على الزواج, وقد مرَّ عام وأنا أبحث عن الزوجة المناسبة, ولم أجد من أبحث عنها, فإن وجدت الجميلة كان هناك خلل في أخلاقها, وإن وجدت ذات الخلق لم يعجبني جمالها, والآن عرض علي والدي الزواج بابنة عمي, وهي -والحمد لله- ذات خلق ودين وحياء, ولكن المشكلة أن شكلها مقبول إلى حد كبير, لكني أريدها أن تكون جميلة جدا, فهل أوافق أم أبحث عن غيرها؟ لأني أجد في نفسي تركيزا على جمال الشكل والوجه.
بارك الله فيكم, ونفع بكم الأمة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمنّ عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه، وأن يرزقك الاعتدال والإنصاف في طلباتك، وأن يوفقك لكل خير، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه مما لا شك فيه أن الجمال شيء مهم في الحياة الزوجية، ولكنه ليس كل شيء؛ فإن المرأة إذا جمعت بين الجمال والدين فهذه من أعظم نعم الله تبارك وتعالى على الرجل في الحياة، ولكن كما ذكرت أنت أيضًا أحيانًا تجد المرأة الجميلة ولا تجدها صاحبة خلق, أو العكس، وأرى أن الأخت ابنة عمك التي يعرضها عليك والدك مناسبة جدًّا, وأنه ينبغي عليك أن تتوسط في طلباتك؛ لأنك فعلاً قلَّ ما تجد امرأة تجمع بين الصفات كلها في وقت واحد.
ومما ينبغي أيضًا أن تعلمه أن المرأة إذا كانت فائقة الجمال فقد تسبب مشاكل لزوجها لا يعلم بها إلا الله تعالى، ولعله أيضًا من خلال الإحصائيات التي أقامتها بعض المؤسسات في الغرب أن المرأة كلما كانت فائقة الجمال كلما أسرعت الأمراض النفسية إلى زوجها، ولذلك يصاب بأمراض الضغط, والسكر, بسرعة أكثر من غيره.
أما إذا كانت المرأة عادية: فإن الأمور تكون طبيعية، وهذا الكلام يقولونه في بلاد الغرب, وأنت تعلم أن بلاد الغرب -كما لا يخفى عليك- فيها من برود الأعصاب, وفيها من موت المشاعر وفقدان الغيرة ما الله به عليم، فما بالك أنت الآن بالمسلمين العرب الذين يعيشون في بلاد المشرق، وهم يتقدون حرارة -كما تعلم- وغيرة على أعراضهم، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من الذي لا يغار على عرضه، حيث قال: (من لم يغر على عرضه فليس منا), وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة ديوث).
إذن أقول -أخي الكريم-: المرأة المتوسطة الجمال التي تتمتع بقدر من الدين والخلق أفضل بكثير جدًّا من المرأة الفائقة الجمال التي يكون دينها ضعيفا, أو أخلاقها متواضعة، وأرى أن ابنة عمك مناسبة جدًّا لك كرجل مسلم وغيور على عرضك، وفي نفس الوقت أيضًا تريد امرأة تعينك على أمر دينك ودنياك، ما دامت مقبولة إلى حد كبير؛ فأرى أن تتوكل على الله, ولا تبحث عن غيرها، ولا تضيع وقتك، واستعن بالله، ولا تفوت هذه الفرصة لاحتمال أن يتقدم إليها أحد قبلك فتكون قد فقدت شيئًا كبيرًا.
أنا أقول ذلك من واقع النصيحة, ومن واقع معرفتي بالحقائق، وأثنى الله تبارك وتعالى على أمته فقال: {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا} وكان صلى الله عليه وسلم يُحب الرفق في الأمور كلها، وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن التطرف، ومن التطرف أيضًا أن يكون الإنسان حريصًا على امرأة في قمة الجمال والروعة, وفي قمة الديانة؛ لأن في هذا نوعا من الصعوبة أن يتيسر في كل حين, وفي كل زمان، بل لعلك قد تمر على بلدة كاملة بتمامها لا تجد فيها امرأة تتمتع بهذه الصفات.
فأرى -بارك الله فيك- أن تستعين بالله عز وجل, وأن لا تضيع هذه الفرصة على نفسك، وأن تتقدم عاجلاً غير آجل لهذه الأخت، وادع الله تبارك وتعالى أن يبارك لك فيها، وأن يجمّلها في عينك؛ لأني أعرف أن هناك إخوة يتزوجون بنسوة على قدر قليل من الجمال، ولكن مع الدعاء والابتهال والتضرع إلى الله يرى بأنها أجمل امرأة خلقها الله تبارك وتعالى، وكذلك العكس.
فأرى أن ترضى بقسمة الله تبارك وتعالى لك، ولك في ابنة عمك أجر عظيم باعتبار أنها من أرحامك، وفي ذلك إرضاء أيضًا لوالديك أيضًا، وفي ذلك تقوية لصلة الرحم بينك وبين أهلك، وهي تتمتع كما ذكرتَ بدين وخلق وحياء، وهذه كلها أشياء رائعة.
بارك الله لك فيها، وجمعك بها على خير، وجعلها من نصيبك، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.