هل أترك خطيبتي لأنها عصبية؟
2012-01-18 10:41:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله,,,
أنا شاب خطبت فتاة من غير بلدي، هي فتاة وجدت فيها ما أصبو إليه في شريكة حياتي، أنا أعلم بأن الكمال لله, ولا يوجد أحد كامل في كل شيء، الفتاة شخصيتها قوية, واثقة من نفسها, كانت غير ملتزمة كثيرا بالدين, لكنني لمست عندها الحرص على التغيير, وبدأت بالفعل, وهي تريد أن تبني معي أسرة، لكن هنالك شيء واحد يجعلني محبطا منها, وهو أنها عصبية المزاج, وحساسة جدا، في أمور الدين جدا تتقبل النصيحة, وعندما أرى منها تقصيرا تبادر للتصحيح, ولا تعاند أو تكابر, لكن عندما أتحدث معها عن أي موضوع آخر لا يعجبها تراها يتغير مزاجها, وتصبح حادة الطباع, وترد بطريقة عصبية, ويصبح بيننا مشكلة, وبعد أن تحس بأنها قد أغضبتني تبدأ بالرجوع, ومحاولة إصلاح الوضع, والاعتذار.
هي لا تريدني أن أغضب منها, ومتعلقة بي جدا, خصوصا بأنها كانت يتيمة منذ أن كانت صغيرة, وأحيانا أحس بأنها ليست فقط متعلقة بي كخطيبها, وبأنني سأصبح عن قريب زوجها, لكني أيضا أحس بأنها متعلقة بي لدرجة كبيرة جدا, كأنني كل حياتها, إلى حد أنها ممن المكن أن تؤذي نفسها إذا أحست بأنني غاضب منها, أو أنني من الممكن أن أتركها.
أنا أحبها كثيرا, لكنني بصراحة صرت أخاف أن أعاني معها من جراء خلقها الضيق وعصبيتها, وأنا لا أريد أن أجرحها, وبنفس الوقت لست مرتاحا لعصبيتها, والتي تسبب الكثير من المشاكل.
لا أعلم كيف أتصرف معها؟ هي تعلم بأنها عصبية المزاج, وتقول لي: بأن هذا الشيء ليس بإرادتها, وبأنها تحاول أن تتغير.
أتمنى أن تنصحوني ماذا أفعل؟
وكيف لي أن أتعامل معها؟
وما هي الطرق المثلى للتخلص من عصبيتها؟
شكرا جزيلا على جهودكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
لا شك -أيها الحبيب- أنك قد ذكرت الكثير من الصفات الحسنة في هذه الفتاة، ومن ذلك حبها العميق لك, وحرصها على البحث عما يُسعدك ويرضيك، مع حرصها أيضًا على تصحيح مسارها بجانب التدين, وقبولها للنصح, ومسارعتها إلى التغيير دون مكابرة ولا معاندة، وكل هذه صفات حسنة جدًّا. تدعو إلى التمسك بهذه الفتاة، لا إلى تركها، مع ما هي عليه أيضًا من الضعف والحاجة واليُتم، فكل ذلك ينبغي أن يكون محرضًا لك -أيها الحبيب- الحرص على هذه الفتاة, وعدم التفريط فيها.
وهي ما دامت تتمتع بهذا القدر من الرغبة في تغيير سلوكها؛ فإنها ستتغير -بإذن الله تعالى-، مع دوام النصح والتوجيه بالرفق واللين؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه, وما نُزع من شيء إلا شانه، والنفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.
ونحن واثقون -إن شاء الله- كل الثقة بأنها ما دامت تحبك كل هذا الحب, وتحرص على البقاء معك؛ فإنها ستتقبل منك النصح, وستتغير -بإذن الله تعالى-؛ فإن الأخلاق تُكتسب بالتمرن عليها, والتعود عليها، فالحلم بالتحلم كما جاء في الحديث.
وينبغي لك -أيها الحبيب- أن تحرص على إعانتها في التخلص من الغضب، ومن ذلك - بل من أهم الأسباب – تجنب تعاطي الأسباب التي تؤدي إلى الغضب، وهذا هو المقصود بالحديث النبوي الذي أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم – الرجل حين أتى إليه يسأله الوصية، قال: أوصني يا رسول الله. قال: (لا تغضب)، وكررها ثلاث مرات؛ قال العلماء: المقصود أن لا تتعاطى الأسباب التي تؤدي إلى الغضب.
فنحن نصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تكون حريصًا على تجنيب زوجتك مستقبلاً ما يؤدي إلى الغضب؛ فإن الجدال في أحيان كثيرة يؤدي إلى مثل هذه النتائج غير المستحسنة.
كما أنها ينبغي أن تنصح أيضًا بمحاولة تعديل مزاجها بقدر الاستطاعة, وتفهم الرأي قبل الغضب من أجله, ومحاولة مداواة الغضب إذا حصل لها غضب بأن تتبع المنهج النبوي في دفع الغضب عن الإنسان بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم أولاً، بتغيير هيئته إذا كان قائمًا يقعد, أو قاعدًا يرقد، بالوضوء؛ فإن الغضب من الشيطان, والماء يطفئ النار، وبالوضوء تطفئ الغضب الذي من الشيطان، وبهذه الوسائل ستجد هذه الفتاة نفسها تتغير -بإذن الله تعالى- إلى الأحسن.
مما نحاول -أيها الحبيب- أن نؤكد على النصح فيه وتذكيرك بضرورة مراعاته: أن هذه الفتاة ما دامت أجنبية عنك فإنه يجب عليك أن تقف في حدود تعاملاتك معها عند الحدود الشرعية حتى تعقد عليها عقد الزواج، وقبل الزواج لا تزال أجنبية عنك؛ فلا يجوز لك الحديث معها إلا فيما تدعو إليه الحاجة، ويكون ملتزمًا بضوابط الشرع، محفوفًا بسياج الأدب، فلا تتحدث بكلام فيه خضوع ولين، كما أرشد الله تعالى النساء إلى ذلك، كما لا يجوز لك الخلوة بها, أو مس شيء من جسدها, أو أن تنظر إليها بعد أن نظرت إليها النظرة التي تدعوك إلى خطبتها، كما لا يجوز لها هي أن تضع حجابها أمامك؛ فكل هذه التعاليم الدينية والتزامها مما يؤكد أسباب سعادة الحياة الزوجية بعدها؛ فإن السعادة كل السعادة في طاعة الله.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان, ويرضيك به، وأن ييسر لك الزواج وإتمامه على أتم الوجوه وأحسنها في أقرب الآجال.