أعاني من ضيق في التنفس وتعب عند بذل أي مجهود
2012-01-19 07:15:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ عدة أشهر من ضيق شديد في التنفس، أحس وكأن أحداً يخنقني، ويصاحب هذا الضيق ألم، وهو عبارة عن وخز في القلب لا يحتمل، الضيق والوخز يدوم لدقائق معدودة ويذهب، لكن يصاحب هذه الأعراض دوخة وفقدان شهية وخمول.
وزني ينزل بشكل ملحوظ، مع أنني عندما أنظر لنفسي لا ألاحظ على جسمي أي نقص، لكن ألاحظ الشيء هذا من ملابسي، حيث أنها أصبحت واسعة جداً، وأيضاً كل من يراني يقول لي بأني نحفت كثيراً، ويعتقدون أنني أمشي على ريجيم.
أجريت فحصاً للدم -ولله الحمد- لم يكن لدي فقر بالدم، وأجريت فحصاً لوظائف الكبد والرئتين والغدة الدرقية، وفحصاً لنسبة كريات الدم الحمراء والبيضاء، ولنسبة الأكسجين بالدم، وكلها سليمة -ولله الحمد-.
لا أعلم لماذا هذا الضيق الذي يأتيني فجأة، حتى لو كنت مرتاحة ولم أفعل أي مجهود! أصبحت أتضايق من الخمول الزائد، لأنني لست متعودة على قلة الحركة، أجبر نفسي على الحركة، لكن إذا تحركت أتعب بسرعة، وإذا مشيت لمدة 5 دقائق أحس وكأني كنت أجري لمدة ساعة، وكأنه ليس مشياً، كما أن صعود الدرج يتعبني، حتى لو كانت عشر درجات، أتعب تعباً شديداً، وأبدأ أتنفس بسرعة، وضربات قلبي تكون سريعة، كأنني كنت أجري وتوقفت لأرتاح، مع أن المجهود الذي مارسته لا يذكر لأتعب هذا التعب.
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hanade حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،
فقد قمت بعرض شكواك، والأعراض واضحة جدًّا، وأحسنت حين قمت بإجراء الفحوصات الطبية، والتي اتضح أنها كلها سليمة، وأنا أقول لك على ضوء ذلك أن أعراضك كلها تشير وبوضوح شديد إلى أنك تعانين من قلق نفسي يشوبه درجة بسيطة من الوساوس والاكتئاب النفسي البسيط.
القلق يؤدي إلى شعور بالضيق، شعور بالغصة في الحلق، شعور بالكبت، والوخزات والآلام الصدرية هي من الأعراض الشائعة جدًّا التي نشاهدها مع هذا النوع من القلق، وهي ناتجة عن تقلصات عضلية، والبعض يعتبر هذه الحالات حالات نفسوجسدية، بمعنى أن الأعراض تظهر كأعراض عضوية، لكن منشأها وسببها الرئيسي هو سبب نفسي، أي القلق، فأرجو أن تطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة- أن الحالة ليست خطيرة وإن كانت مزعجة.
أتفق معك أنها تفقد الإنسان طاقاته النفسية وكذلك الجسدية، ولا يود الإنسان أن يكون مِقدامًا ويفعل ويُنجز، وتكون رؤياه فيها شيء من التشاؤم، والإجهاد الجسدي الواضح لديك ما دامت الفحوصات كلها سليمة هذا يؤكد أنها ناتجة من الحالة النفسية التي تعانين منها، وهو القلق كما ذكرت لك.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أن تضعي خطة علاجية واضحة، أولاً: قمنا بشرح الحالة لك، وأرجو أن يكون ذلك مطمئنًا لك.
ثانيًا: لابد أن تمارسي الرياضة، حتى وإن كنت تحسين بإجهاد، لكن ابدئي بدايات بسيطة، ثم بعد ذلك ارفعي المعدل، مثلاً رياضة المشي مفيدة جدًّا، وفي أمريكا متاح فرصة كبيرة لتطبيق مثل هذه الرياضات.
ثالثًا: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تقومي بتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية هذه التمارين وقومي بتطبيقها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
رابعًا: كوني حريصة جدًّا على إدارة وقتك بصورة جيدة وسليمة وصحيحة، لأن إدارة الوقت هي مفتاح الراحة النفسية وأن يكون الإنسان ناجحًا -بإذن الله- تعالى في حياته.
خامسًا: أنا أفضل أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق والوساوس والمحسنة للمزاج، وأرى أن عقار (باروكستين PAROXETINE) والذي يسمى في الولايات المتحدة (باكسيل Paxil)، سيكون دواءً جيدًا لحالتك، ابدئي بجرعة عشرة مليجرام يوميًا، استمري عليها لمدة شهر، يفضل تناول الدواء بعد الأكل، وبعد انقضاء هذه المدة – أي شهر – ارفعي جرعة الدواء إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، وهذه جرعة بسيطة، وتعتبر في حالتك جرعة علاجية ويجب أن تستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
الحالة إن شاء الله بسيطة وطرق العلاج أيضًا بسيطة، وعليك بالتطبيق، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وبالله التوفيق والسداد.