أعاني من اشتداد الشهوة وكثرة التفكير بالزواج، ما النصيحة؟
2012-01-23 11:14:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي: كثرة التفكير بالزواج، صحيح أن عمري صغير، لكن بسبب أن صديقاتي أغلبهن تزوجن -أعلم أنه قسمة ونصيب- ولكن صار يسبب لي مشكلة، وهي أني طول الوقت أفكر في الموضوع، لدرجة أنه أثر على دراستي.
الحمد لله قبل كل شيء توجهت لربي، -والحمد لله-، وأنا مداومة على صلاة الوتر، والاستغفار بنية الزواج، لكن المشكلة التي تواجهني أني من كثرة التفكير بدأت أميل للعادة السرية، لكن -الحمد الله- ما أمارسها، فقط فكرت بهذا الشيء بسبب شهوتي، ومتابعتي للأفلام، فقط للهروب من التفكير، لكن زاد الوضع سوءً، والآن قررت أن أبتعد عن التفكير بالزواج والعادة السرية، ولكن عجزت أن أجد الطريق.
خاصة أن التفكير والقلق بدأ يؤثر على نفسيتي، وعلاقتي مع الناس وأهلي، ودراستي وصحتي.
السؤال: كيف أبتعد، ومن أين أبدأ، وأي طريق أسلك؟
وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ذابلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك, وتسكن إليه نفسك.
نحن نتفهم -أيتها الكريمة- ما تشعرين به من الحاجة إلى الزواج، فهذه فطرة وجبلة فطر الله تعالى عليها الإنسان ذكرًا كان أو أنثى، ولكنّ الشاب أو الشابة مطلوب من الواحد منهما حين يبلغ هذا السن، وتبدأ الشهوة بشدة إليه، مطلوب أن يتخذ الأساليب والتدابير التي تجنبه الوقوع في غائلة هذه الشهوة، وما تجره عليه من آلام نفسية، وتعكير للمزاج، وتفكير وتأثير على حياته الشخصية والاجتماعية، وربما الدينية أيضًا من خلال وقوعه في بعض المعاصي والمنكرات.
نصيحتنا لك -أيتها البنت العزيزة- أن تتخذي أساليب الاستعفاف وسيلة في حياتك، وطريقًا ومنهجًا لك، وسترين أثر ذلك صحة في جسمك، وسلامة في دينك واستغلالاً لعمرك، وسيعود عليك ذلك كله بالنفع العاجل والآجل .
قد أمر الله -سبحانه وتعالى- من لم يستطع الزواج بالاستعفاف، فقال سبحانه في كتابه الكريم: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم * وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}.
وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- الشباب إلى الاستعفاف أيضًا حين لا يقدرون على الزواج، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء).
نصيحتنا لك أن تأخذي بالأسباب التي تجنبك الوقوع فيما يضرك في دينك أو دنياك من جراء هذه الشهوة، وأول هذه الوسائل: الابتعاد عن المثيرات سواء كانت المرئية، أو المسموعة، أو المقروءة، فراقبي الله تعالى على الدوام، وتجنبي ما قد يجرك إلى شيء من معصيته، وبهذا تريحين نفسك أولاً، وترضين ربك، وتحفظين نفسك من الوقوع في مخالفة أمر الله -عز وجل-.
الوسيلة الثانية: أن تكثري من الصيام، وتداومي عليه ما استطعت؛ فإن في ذلك أثرا عظيما بإخبار النبي -صلى الله عليه وسلم-.
الوسيلة الثالثة: الإكثار من شغل نفسك بالحق والنافع، وتجنب الخلوة بنفسك وقضاء أوقات الفراغ وحدك؛ فإن النفس إن لم تُشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل، فحاولي دائمًا أن تملئي أوقاتك بالأشياء النافعة من أمر الدين أو أمر الدنيا، وتتجنبي الانفراد بنفسك بقدر الاستطاعة.
الوسيلة الرابعة: محاولة الإكثار من مجالسة الفتيات والنساء الصالحات، والاندماج معهنَّ في برامجهنَّ الدعوية والتعليمية، وأنت بهذا تحققين مصالح عديدة منها التعرف على النساء، وهذه وسيلة هامة في الحصول على الزوج المناسب، ومنها أيضًا تنمية المهارات, والاشتغال بالشيء النافع من أمور الدين والدنيا.
نحن على ثقة -أيتها الكريمة- بأنك إذا فعلت بهذه الأسباب، وبالتوجه إلى الله -سبحانه وتعالى- والتضرع إليه بأن يُعفّك، وأن يرزقك الزوج الصالح، نحن على ثقة بأن الله -عز وجل- سيجعل لك فرجًا ومخرجًا؛ فإنه سبحانه وتعالى وعد ووعده لا يتخلف، فقال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
كوني مطمئنة إلى حسن تدبير الله تعالى؛ فالله -عز وجل- أرحم بك من نفسك، ومن ثم فإذا تأخر الزواج عنك قليلًا فلحكمة يعلمها الله، ولأمر يريده الله عز وجل لك، ولعله الخير وأنت لا تشعرين بذلك، فطيبي نفسًا بتدبير الله عز وجل وقضائه، واعملي بهذه الأسباب التي قلنا، وسترين أثر ذلك في حياتك -بإذن الله-.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان, وييسره لك.