زوجي يحادث امرأة متزوجة... فكيف أتصرف معه؟
2012-01-30 10:43:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
متزوجة منذ أربع سنوات, ولدي طفلين, وزواجي من زوجي كان بعد قصة حب, وقد اكتشفت أن زوجي يخونني بالتليفون- ولكني كنت أسامحه من أجل أبنائي- وأنا امرأة تهتم بالمظهر, وبملابسها, والمشكلة أني أحبه, وأنا أعرف أنه يحبني ويعشقني, وكانت صديقاتي يتدخلن في الأمور, ونتحدث عن مشاكلهن, والمشكلة الكبيرة أن لي صديقة غريبة جدًّا, وكانت بمثابة أختي, وقد اكتشفت أنها تكلم زوجي هاتفيًا, وقمت بالانفصال عنها, والابتعاد عنها, وبعدها جاءني زوجي واعتذر, وسامحته, والصدمة الكبيرة أني اكتشفت أنها على علاقة بزوجي الآن, وهي متزوجة, وقد ضبطها زوجها تحدث زوجي هاتفيًا, وانقطعت العلاقة.
السؤال: ماذا أفعل مع زوجي؟ وكيف أتصرف معه؟ أأطلب الطلاق والانفصال عنه نهائيًا؟
أرجوكم أريد حلًّا, وكيف أعيش معه؟
شكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
لا شك -أيتها العزيزة- أن ما يفعله زوجك معصية لله تعالى، ووقوع في استدراج الشيطان؛ فإن الله عز وجل حذرنا من خطوات الشيطان التي يحاول من خلالها استدراج أحدنا ليجره إلى سخط الله تعالى، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.
ولكن يبقى في هذا الزوج -أيتها الأخت- جوانب إيجابية كثيرة ينبغي أن لا تُغفليها، وأن تستعيني بها في محاولة إصلاح هذا الزوج، مريدة بذلك ثواب الله تعالى ومبتغية إنقاذ زوجك من الوقوع في المنكر ومعصية الله، ونحن على ثقة تامة -أيتها الكريمة- أنك متى صححت نيتك, وجعلتِ غيرتك لله, وخشيت على زوجك من الوقوع في معصية الله أولًا، فإن الله عز وجل سيكلل جهودك في محاولة رد الزوج عن ما هو عليه بالنجاح؛ ولذا فنصيحتنا لك أن تتبعي هذه الخطوات:
أولًا: أن تجعلي غيرتك - بالدرجة الأولى - لانتهاك حرمات الله تعالى, والوقوع في معصيته، وهذا لا يعني أننا نطالبك بأن لا تغاري لنفسك, ولما يفعله الزوج مع كونك زوجة له، ولكننا نندبك إلى الأكمل والمطلوب منك شرعًا، وهو أن تغاري على حرمات الله تعالى، وإذا كان تصرفك بعد ذلك, واندفاعك بهذا التأثير؛ فإن الله سيكلل هذا الجهد بالنجاح -كما قلتُ سابقًا-.
الأمر الثاني: أن تحاولي إنقاذ زوجك من هذا السلوك الذي هو فيه، فهو بحاجة ماسَّة لمن يأخذ بيده، وكلنا نُخطئ، وكلنا ذنوب، وكل بني آدم خطاء, كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – ولو أراد الواحد منا أن يخالل ويصاحب إنسانًا لا عيب فيه ولا ذنب له فإنه لن يجد، لكن من حق زوجك عليك في هذه الحالة أن تبذلي وسعك في إنقاذه مما هو فيه، وهذا يتطلب منك أن تتبعي الرفق والأسلوب الحسن؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - .
فحاولي تذكير زوجك بعقاب الله تعالى، ومن أحسن الأساليب لهذا أن تغتنمي أوقات هدوئه وراحته فتسمعيه بعض المواعظ، ويستحسن أن لا يكون بطريق مباشر، بأن تقترحي عليه أن تستمعا إلى مادة فيها التذكير بالآخرة, والجنة والنار, ولقاء الله تعالى, والعرض عليه يوم القيامة, وعرض الأعمال, والتذكير بالقبر؛ فإن تذكير الإنسان الغافل بهذه الأحوال والأمور يطرد من قلبه الغفلة.
الوسيلة الثانية: أن تحثيه -أيتها الكريمة- على حضور الصلوات في المسجد جماعة، ومصاحبة الصالحين, والإكثار من مجالستهم؛ فإن الصاحب ساحب.
كذلك ينبغي لك أن تحرصي جيدًا على رفع مستوى إيمانك وإيمان زوجك داخل البيت؛ فإن الإيمان إذا علا في القلب وارتفع كان حاجزًا للإنسان عن الوقوع فيما حرم الله عز وجل في السر والعلن, وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (الإيمان قيد الفتك).
ومن ثم فحاولي أن توجدي في البيت برامج إيمانية تتشاركين فيها مع زوجك، كحلقة للقرآن الكريم داخل البيت، وقراءة بعض المقاطع من السيرة النبوية والأحاديث النبوية؛ فإن هذه الأجواء الإيمانية كفيلة بأن تصنع في القلب اليقظة والانتباه, وتطرد عنه الغفلة, والركون إلى الشهوات.
ونحن على ثقة -أيتها الكريمة- بأن هذه الجهود إذا بُذلت, مبتغية بها وجه الله تعالى فإنها ستثمر، وعلى كل حال فلا تيأسي من إصلاح زوجك؛ فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولا ننصح أبدًا بأن تسارعي إلى طلب الطلاق لهذه الأسباب؛ فإن هذا لا يبرر لك طلب الطلاق ما دام الزوج يعتذر ويعترف بذنبه، ونحن على أمل كبير بأن يُصلح حاله.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك وله الخير حيث كان, ويديم الألفة والمحبة بينكما على الدوام.