ابني يعاني من مرض التوحد ومن كهرباء زائدة في مخه، كيف أتعامل معه؟
2012-02-02 12:27:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أشكر كل من ساهم وقام على هذا الموقع الطيب، وأدعو الله أن يجعل جزاءكم الجنة.
يا دكتور: ابني عمره 5 سنوات و 3 أشهر، يعاني من زيادة في الكهرباء في المخ، يتناول دواء التيجريتول وحالته مستقرة، كما أنه يعاني كذلك من مرض التوحد، ولديه فرط في الحركة، وأريد أن تقدم لي مجموعة من النصائح أو تدلني على أي موقع آخر يفيدني في هذا الموضوع بشكل مفصل في كل من النقاط التالية:
1- ابني الآن يستطيع تكوين جملة من كلمتين إلى ثلاث كلمات، كيف أطور الكلام لديه؟ مع العلم أنه يتابع عند مختصة في الأرطفونيا، وهي تقول إن أساس المشكلة نفسي، لأنه يعرف أسماء الأشياء والأفعال والألوان والأشكال والأرقام بشكل جيد.
2- كيف أجعله يعتمد على نفسه اعتماداً كلياً للذهاب إلى الحمام؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريموز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التجراتول يعتبر علاجًا متميزًا جدًّا بالنسبة لتنظيم كهرباء الدماغ، فأرجو الالتزام بالجرعة كما وصفها الطبيب، والجرعات يجب تعديلها في بعض الأحيان، وذلك حسب وزن الطفل، كما أنه يفضل أن تتم بعض فحوصات الدم خاصة الدم الأبيض ما دام الطفل يتناول التجراتول.
علة فرط الحركة لا شك أنها مزعجة، وهذا الطفل لا أريد أن أنظر إلى علله كأجزاء وجزئيات، إنما ننظر إليها ككل، وهذا هو المهم جدًّا.
التوحد قد يتميز بفرط الحركة، قد يتميز بمحدودية في الذكاء، ولاشك أن تطور اللغة هو من المشاكل الأساسية التي نشاهدها في متلازمة التوحد، وأن يعامل الطفل الناس ومن حوله كالأشياء، وهذا نوع من الانفصال الوجداني الذي كثيرًا ما يكون مزعجًا للوالدين.
الطفل لابد أن يكون تحت إشراف مختص، ومواصلتك مع المختصة هذا سوف يفيد الطفل كثيرًا، الطفل يمكن أن يتطور، وما دام لديه المقدرة على تكوين جملة من كلمتين إلى ثلاث هذا يُعتبر تقدمًا جيدًا، لأن المحك الرئيسي والمحدد الرئيسي للتطور من عدمه في متلازمة التوحد هو تكون اللغة وتطورها.
المبادئ العامة لتعديل السلوك معروفة جدًّا في التعامل مع أطفال التوحد، المبادئ الأساسية بالضبط هي: التحفيز، التشجيع، الإثابة، التكرار، الترديد، والصبر على ذلك، وكل فعل أو كل مسلكٍ نريد الطفل أن يطبقه لابد أن يكون هذا هو المنهج، وأعتقد أن الذهاب للحمام هو أحد المحاور التي من خلال تحفيز الطفل وتشجيعه، وأن نجعله يقلّد يمكن أن يحدث تغييراً إيجابياً جدًّا لدى هذا الطفل.
أنا أقدر درجة انزعاجك، وأقدر بُطء التعلم عند هؤلاء الأطفال، لكن هذه هي الوسيلة الوحيدة.
علة فرط الحركة يجب أن تُعالج، وأعتقد أن هذه مسئولية الطبيب، الطفل الآن بلغ من العمر خمس سنوات، وهنالك مجال أن يُعطى جرعات أدوية صغيرة مثل عقار رزبريادون مثلاً، هذا يُعطى الآن في التوحد المصحوب بفرط في الحركة، لكني بالطبع لا أنصحك مطلقًا بأن تبدئي الطفل على هذا الدواء أو غيره دون موافقة الطبيب المختص والذي يُتابع حالة طفلك.
حين ذُكر لك أن مشكلة الطفل نفسية: التوحد أصلاً يأتي تحت السياق النفسي إلى درجة أن نقول أنه مرض أو علة غير مفهومة المعالم بالدقة الشديدة، لكن الأطباء النفسانيين يفهمون كثيرًا بعلة التوحد، والطفل سلوكه حتى وإن كان مرده لأسباب نفسية لا يعدل إلا من خلال التحفيز والتكرار والتشجيع، والطفل يستطيع أن يتبع -بل يتقمص- أفعال الشخص الذي يقوم بترديد الفعل بصورة محببة، وهذه هي الوسيلة المتاحة للتعلم، ولا شك أن هؤلاء الأطفال يمكن أن تتكون لديهم مقدرات خاصة جدًّا، هذا معروف، الطفل قد ينبغ، وقد تحصل له إفاقة سريعة جدًّا في بعض المدارك والمعارف، كثير من أطفال التوحد نجدهم متميزين جدًّا في حفظ الأرقام، بعضهم تجده يردد أشياء مفيدة جدًّا، وهكذا.
الطفل ما دام الآن أصبح مدركًا للألوان والأشكال والأرقام هذا في حد ذاته يعتبر تقدمًا كبيرًا، فأرجو أختي الكريمة أن تسيري على نفس المنهج والمنهل التدريبي السلوكي العلاجي التحفيزي، ومن جانبي أسأل الله تعالى أن يراع ويحفظه، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.