ما هي خطوات تنشئة الطفل لاستقامة سلوكه؟
2012-02-12 11:48:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي ابن عمره سنة ونصف، وبما أننا نعيش لوحدنا في المنزل، وعندما لا يكون زوجي في البيت، عندما يكون في العمل، وعندما أريد الدخول إلى الحمام أعزكم الله، أفتح باب الحمام حتى أراه، وحتى يدخل ويخرج كيف شاء, دون أن ينشغل بالي عليه.
سؤالي هو: هل ما أقوم به صحيح أم لا؟ فقد قرأت إحدى الاستشارات وأثارت مخاوفي، فأنا لا أريد أن أكون سبباً في سوء أخلاقه أو أن أكون سبباً في تصرف شاذ يقوم به, دون قصد مني، وبسبب الجهل وعدم الدراية بخصائص مرحلته العمرية.
لذا فإن رجائي الثاني هو أن تدلوني على خصائص هذه المرحلة، وما بعدها من المراحل، حتى أتجنب الوقوع في أخطاء كان بإمكاني تجنبها، وأرجو أن تخبروني بما يجب علي أن أقوم به أو ما لا يجب أن أفعله.
علماً أنه ينام معنا، ومما يبدو لي فهو ليس معتاداً لينام وحده .
ما هو السن الذي يجب علي أن أعزله عن غرفتي؟ وماذا بشأن الجماع وهو معنا في الغرفة؟ طبعاً وهو نائم، وهل يتأثر بالاستماع إلى الآهات؟ أعتذر عن الكلمة، وهل يؤثر ذلك في شخصيته مستقبلاً؟
بدأت في هذه الأيام أشغل له التلفاز قناة براعم، لأقل من ثلاث سنوات، ولقد أصبح يبكي إن أطفأتها وهو يشاهدها ثلاث مرات في اليوم, تقريباً نصف ساعة أو أكثر في كل مرة.
يعني إلى ساعات في اليوم! مع العلم أني أخفض حدة الضوء في التلفاز حتى لا تكاد تظهر الشخصيات بوضوح, وأدع الصوت معتاداً حتى يستمع إلى كلامهم, رغم أني أكره استماعه إلى الموسيقى والغناء الذي يرافق كل الرسوم والفقرات.
لقد لاحظت أنه يشاهدها بتركيز شديد, حتى إنني أرمش بعيني ثلاث مرات أو أكثر دون أن يفعل هو ذلك، أي أربع رمشات مني مقابل 1 فقط منه!
عندما أطفئها أو يمل هو منها ألاحظ كأن في كلتا عينيه دمعاً قليلاً، ولا ينزل، فقط مقدار دمعة واحدة, وأحس بأنه مرهق, بالإضافة إلى أنه يتناول الطعام، وهو يشاهد التلفاز, وجبة الفطور ووجبة ما بعد القيلولة، ينام ساعة واحدة.
أشيروا علي يرحمكم الله, ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
أنا الآن أفكر في الإنجاب ثانية, لكنني متخوفة جداً من الأمر, لأنني تعذبت كثيراً أثناء الرضاع، والفطام، فابني كان يستيقظ كل ساعتين بالأخص في الليل، وأحياناً كان يستيقظ كل ساعة، يرضع ثم ينام، وهكذا طول الليل.
ذلك كان يتعبني ويؤرقني ويبكيني! ما ارتحت يوماً طول هذه السنة والنصف إلا في هذين الشهرين الماضيين، لا أعلم إن كان ذلك بسوء تدبير مني أم لجهل بكيفية تنويم وإرضاع الطفل بالليل؟! علما أنه طفلي الأول.
لذا فإني أطلب منكم النصح والمشورة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maryem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على أسئلتك حول طرق التربية وطرق التعامل مع طفلك الصغير.
من الواضح، وهذا أمر طبيعي، أن تكوني شديدة الحذر والتخوف على سلامة طفلك، وخاصة عندما تكونين معه بمفردك في البيت، فلا حرج أبداً من ترك باب الحمام غير مغلق، فضمان أمن الطفل وسلامته من أولى واجبات الوالدين.
أما عن السن المناسبة لتوفير ظروف خاصة لنوم الطفل بعيداً عن سرير والديه، فهو الآن طالما أن عمر طفلك سنة ونصف، ويمكن أن تفعلي هذا خلال الشهرين القادمين، وإن كان من الخطأ الشائع استمرار نوم الطفل في سرير والديه حتى سنّ متقدمة، وليس هناك مانع من محاولة نقل الطفل خارج سرير والديه في سن مبكرة، وبحيث لا يشهد ولا يسمع ما يدور بين الزوجين.
لا حرج من مشاهدته بعض برامج التلفاز الخاصة بالأطفال كقناة البراعم، وخاصة أنه لوقت قصير محدود كما تفعلين، وأن لا يكون على حساب قضائه وقتاً مفيداً معك، ومع أبيه باللعب والحديث، ولاشك أن بعض هذه الأوقات على التلفاز تعطيك فسحة من الوقت للقيام ببعض أعمالك الخاصة.
أما في موضوع إنجاب الطفل الثاني، فأنت وزوجك أدرى بظروفكما، ربما وكما ذكرتِ في سؤالك أن بعض هذه الصعوبات ربما تعود كون طفلك هو الطفل الأول، وحيث أنك اكتسبت الآن الكثير من التجربة والخبرة مما يسهل عليك رعاية الطفل الثاني.
ملاحظة أخيرة أذكرها أنه بدلاً من تقديم سمكة لك، يمكنني أن أعلمك الصيد، وذلك من خلال الاطلاع على بعض كتب تربية الأطفال، فهذا يمكن أن يضيف للخبرة التي تكسبينها من خلال التعامل مع طفلك الصغير.
وبالله التوفيق.