ماذا أفعل وقد تعلقت بشاب أصغر مني، وأحببته مثل أخي؟
2012-02-20 10:04:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أطرح مشكلتي، أنا فتاة لست متزوجة، حياتي كلها خالية، لا يوجد فيها شيء، لقد توفي والدي وأمي، وتزوجت أخواتي وأصبحت وحيدة في هذا العالم، أصبحت الصلاة والقرآن هدفي، ولكن مللت من هذا الوضع؛ لأنه أصبح روتينياً، فأصبحت لا أواظب على قراءة القرآن، ولكن ما زلت مواظبة على صلاتي.
المشكلة أني أردت أن أدخل عالم الفيس بوك، وقررت أن أدعو الناس، وأعمل شيئاً مفيداً، وهذا ما حدث إلى أن تم العرض علي من قبل شخص أن أشترك معه في صفحة كبيرة، ورفضت أولاً ثم قبلت؛ لأنه لا يوجد لي أي شيء أقوم بفعله، وقد أعلمت أخواتي بهذا، وهذا الشخص طلب مني أن يعلمني كل شيء الكترونيا، بمعنى عن طريق الكمبيوتر، أي يدخل على جهازي ويعلمني، وكنت قد استأذنت أخي في ذلك ووافق، طالما أنه تعليم.
تعلمت وأصبحت جيدة والحمد لله أصبح هذا الشخص هو المنقذ لي من آلامي، وأحزاني، المهم بدأت أسأله عن أشياء كثيرة في الصفحة، وكان يجيب، وكان هذا بالتليفون والشات.
أعلم جيداً أن هذا حرام، لكن افهموني، هو أصغر مني بثلاث سنين، وخاطب أيضاً، وعرفني على خطيبته، وأنا كل مشكلتي أني متعلقة به مثل أخي الصغير، يعني أحب أطمئن عليه، هو وخطيبته، وأحب أعرف أحوالهم ولا أريد منهم شيئاً، وقلت له إن كلامي معه حرام، قال لي أنا ما أتغزل فيك، أنا أساعدك، لأنه دارس علم نفس، ويساعد الناس، ويحل مشاكلهم، ويقول لي هو بمثابة طبيب نفساني.
أنا فعلاً أرتاح لما أتكلم معه، علماً أنا ذهبت لطبيب نفسي، ولم أرتح له بل أعطاني مهدئات كانت تجعلني نائمة فوق ال10 ساعات!
حاولت الابتعاد عنه ولم أستطع، أريد أن (أفضفض له) وأحكى همومي لأنه يدفعني للأمام، ماذا أفعل؟ أنا أحبه مثل أخي، أريده أن يطمئن علي ويقف بجانبي فقط، كأخت له، وسمعت نصائح كثيرة ولم أعمل بها، لأني أعامله كأخ أصغر مني.
وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن الإنسان لا يمل من التلاوة والطاعات، خاصة إذا سار فيها على خطى وهدى من بعث خاتماً للرسل والرسالات، والقرآن لا يبلى بكثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، ورغم أني أدركت أنك لا تقصدين الملل بمعناه الدارج بين الناس، ومع ذلك فقد أحببت أن أنبهك وأذكر نفسي بل والجميع، بأن الراحة والسعادة الحقة لا تكون إلا بالإصلاح جانب العبادة وتقوية الصلة مع الله سبحانه أولاً، ثم بعد ذلك ينظر الإنسان في الأسباب الأخرى التي تجلب السعادة.
يسعدني أن أشكر لك النية التي دخلت بها إلى عالم النت والفيس بك، ونسأل الله أن يسددك وأن يردك إلى ما كنت عليه من الطمأنينة والرضوان، ونحن دائماً ننصح بناتنا بأن يكون تعاملهن مع الفتيات ومع المواقع النسائية، وندعو الشباب كذلك لتجنب التواصل مع النساء الأجنبيات، والأجنبية كل فتاة يجوز للشاب أن يتزوجها؛ وذلك لأن الإنسان لا يملك مشاعره ويحصل التعلق والميل ويصعب الخروج ويتعذر إكمال المشوار كما هو الحاصل الآن.
لا يخفى على أمثالك أن الإسلام لا يرضى بمثل هذه العلاقة إلا إذا كان هدفها الزواج، مع ضرورة أن تكون معلنة وشرعية، ومن هنا فنحن ندعوك إلى قطع هذه العلاقة، والبحث عن صالحات للتواصل معهن، وننصحك بأن تتواصلي مع المراكز النسائية، وأماكن تعليم القرآن الخاصة بالنساء، وهناك سوف تجدين من يبحثن عن الفاضلات من أمثالك لأبنائهن أو لإخوانهن أو لمحارمهن، والفتاة تستطيع إظهار ذوقها وجمالها للنساء، وتستطيع أن تبذل عواطفها الطاهرة في مواطنها الحلال أخوة في الله، وحباً في الله، ولله وبالله وعلى مراد الله.
لا شك أن هذا الشاب يشكر على نصحه لك، ولكن الاستمرار في هذا الوضع سوف يزيد المسألة تعقيداً، فهو في النهاية رجل وأنت امرأة وسوف يصعب عليه الاستمرار بهذه الطريقة بعد الزواج، وتزداد صعوبة الفراق من طرفك، وكل ذلك خصم على سعادته وسعادتك، ونحن بلا شك نقدر صعوبة اتخاذ قرار، ولكن الأصعب والأخطر هو التمادي والاستمرار، ومن ترك شيئاً عوضه الله خيراً.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأسعدني أن أكرر إعجابي بنفسك اللوامة التي دفعتك للسؤال، وأقول لك كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس) أو كما قال.
نسأل الله أن يرزقك بالزوج الصالح، الذي يعوضك ويعنيك على الخير.
وبالله التوفيق والسداد.