ولد أختي يستمتع بضربها، فكيف يتم تقويم سلوكه؟
2012-02-21 12:55:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي متزوجة وعندها بنت وولد، عمر الولد سنة و4 شهور تقريباً، ولدها متعلق بها لدرجة غير طبيعية، وكان يبكي إذا خرجت من الغرفة فقط، ولكن الآن تحسنت حالته قليلاً، لكنه بقي متعلقا بها، والمكان الذي تكون فيه لا بد أن يكون فيه، حتى الحمام إذا دخلت يقف ويتمسك بالباب ينتظرها!
الغريب أحس أنه يضربها ويعضها بقوة حتى إذا كان يضحك ورأى أمه لا بد أن يعضها، وأحس أنه يستمتع بعضها، وهي الوحيدة التي يعمل معها هكذا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reham حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
تعلق الطفل بأمه هو ترابط وجداني ذو اتجاهين، تكون الأم قد ساهمت فيه بالنصيب الأكبر، وبعد ذلك يكون الطفل قد استمرأه وأحبه، ويشعر بعدم الأمان إذا ابتعدت عنه أمه، وهذا هو الواقع، وهذا هو الحاصل بالنسبة لهذا الطفل، وهذا نشاهده كثيراً في بيوتنا، ولا نستطيع أن نقول إنه خلل تربوي حقيقي، لكن بالطبع فيه شيء من الإزعاج وعدم السوية التربوية.
هذا الطفل لازال صغيراً، لكن يفضل أن تنبئه أختك بأن تعلقه بها لهذه الدرجة ليس أمراً مستحسناً، ولا محموداً، لأن الطفل لم يستطع أن ينمي شخصيته، وفي ذات الوقت تبنى شفقة مفرطة لدى الأم هي نفسها، فلا تتحمل فراقه ولو لحظه، وهنالك ما نسميه بظاهرة التبادل العصابي، ما بين الأم وطفلها، وهي ظاهرة فيها جزء كبير لا شعوري، لكن الجزء الشعوري فيها أيضاً مهم.
والمهم أن تنبئيها أن كل المبادرات والسلوكيات التي تبدو من الطفل هي قد ساهمت فيها، فنحن لا ندري أبداً هل نلومها أو نعاتبها على ذلك، فهي أم حنون وفخورة بولدها، لكن لابد أن يكون هنالك شيء من المسافات ما بينه وبينها، وما يقوم به الطفل من عض لوالدته وضرب ليس من قبيل الاستمتاع، إنما هي إحدى الوسائل السلوكية المتاحة للطفل.
الطفل لا يتكلم في هذه السنة، ولا يعبر عن انفعالاته ووجدانه إلا من خلال اللغة الحركية أو الأفعال المشابهة كالضرب والعض، وما شابه ذلك هو ليس استمتاعاً بل هي مداعبة، ومحاولة للفت النظر.
هنا الطفل يجب أن ينهى بصورة لطيفة، ويجب أن نصرف انتباهه ونوجهه إلى أنشطة أخرى، كأن نجعله ينسجم مع لعبته مثلاً، وفي ذات الوقت يجب أن لا تنفعل الأم انفعالاً شديداً حين يقوم بهذه الممارسة، ولا تقبلها أيضاً في ذات الوقت .
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أشكر لك التواصل مع إسلام ويب، والاهتمام بهذه الأمور التربوية.