التشنجات والشحنات الكهربائية الزائدة، ماسببها وما العلاج؟

2012-02-28 10:15:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن تفيدوني في حالة أخي بأسرع وقت، فلدي أخ عمره الآن أربع سنوات ونصف، حصلت له (4) حالات من التشنجات، علماً أنه ليس لديه أي حرارة مرتفعة حينها، وما أعلم أنه سقط فتأثر.

أول حالة قبل سنة و4 شهور تقريباً، وحينها كان نائماً لمدة ربع ساعة، ثم أفاق ساكناً في مكانه وعيناه تحدق إلى أقصى الزاوية اليمين من عينة، ونتحدث إليه ولكن لا يرد علينا، وبدأ يخرج من فمه مادة بيضاء (تفلان بالعامي)، وحاول أبي بالتحدث إليه تكراراً، إلى أن عادت عيناه لوضعهما الطبيعي، ثم عاد إلى النوم وكأن شيئاً لم يكن، وأفاق من بعد نومه بكل صحة وعافية، وكأن لم يحصل له شيء، فلم نذهب به إلى أي مستشفى.

بعد هذه الحالة ب 11 شهراً، حدثت له هذه الحالة مرة أخرى، ولكن بشكل أكبر وصلت للغيبوبة، حينها كنا في السيارة وانتبهت أنا أنه لا يتحرك في مكانه.

قمنا نتحدث إليه وهو لا يرد علينا، وعيناه تحدقان إلى أقصى الزاوية اليمين، ويخرج من فمه المادة البيضاء (التفلان بالعامي)، وحاولنا أن نجعله يقف ولكنه كان يقع فنمسكه، وكانت ضربات قلبه سريعة.

ذهبنا فوراً إلى أقرب مستوصف، وبدؤوا يرون حالته بسرعة، وفجأة استفرغ بسبب الذي أدخلوه لفمه، ومن ثم أعطوه أكسجين، وبعدها بعشر دقائق تقريباً بدأ يرتعش جسمه كله، وعينه اليمين ترمش بشكل متكرر.

تم نقله فوراً إلى أقرب مستشفى لعدم توفر أي إمكانيات لديهم، وحين وصوله للمستشفى وقد دخل بغيبوبة، أدخل إلى غرفة الإنعاش، ولم يخرج منها إلا بعد 6 ساعات، وتم عمل تخطيط مخ له، وأشعة مقطعية ونسبة الأكسجين أذكر أنها كانت جيدة، وقالوا لنا إنه سليم.

لكن ممكن تكون هذه شحنات زائدة، فيجب عليكم مراجعتنا بعد شهر عند طبيبة الأعصاب، وهو الآن بخير، ويمكن أن تأخذوه معكم، ولم يصفوا لنا أي دواء.
بعد هذه الحالة كان أخي في قمة النشاط -ما شاء الله- وشقاوته زادت، والذي يراه لا يقول إن فيه شيئاً .

بعدها بشهرين عادت هذه الحالة مرة ثالثة وكنا حينها نائمين، ولكن الوالدة مرت علينا فوجدت أخي في حالة تشنج، وبنفس الأعراض يحدق في أقصى الزاوية اليمين، ويخرج من فمه المادة البيضاء، والجهة اليمنى من جسمه تهتز! أقصد ذراعه وساقه، وعينه اليمين فقط ترمش بشكل متكرر، وأخذناه إلى نفس المستشفى وأعطوه إبراً ومغذيات وأكسجين.

أوصت لنا الطبيبة المناوبة بدواء (الديباكين) من دون أن ترجع لملفه، وترى نتيجة الأشعة والتخطيط الذي عمل له في وقت سابق، وصفت له ذلك لأنها المرة الثالثة التي حصلت له، وقالت استمروا على الدواء في موعده المحدد، لمدة شهر، ومن ثم قوموا بمراجعة طبيبة الأعصاب.

ولكن لم نعطه الدواء بسبب الوالدة، الله يهديها، فكانت تقول ابني ليس فيه شيء ابني ليس فيه شيء، و(ديباكين) يعطونه للناس الذين عندهم صرع، وولدي بخير ما فيه شيء.

بعد هذه الثلاث حالات بين فترة وفترة يشتكي من ألم في أذنه ورأسه وأحياناً بطنه، وذهبنا إلى طبيبة الأعصاب، ولكن لم تفدنا تلك الإفادة، وقالت إنه ممكن تكون عنده شحنات زائدة، فيجب أن نأخذ له مرة أخرى أشعة مقطعية وتخطيطا، وأعطتنا موعداً، وحين ذهبنا كان يبكي بشدة لأنه لا يريد! وأعطونا موعداً آخر، ولكن لم نذهب.

وآخر حالة حدثت له بالأمس، وقبلها كان يشتكي من بطنه وطول اليوم كان يستفرغ، إلى الساعة 5 عصراً بدأت عينه اليمين ترمش وجهة اليمين من جسمه تهتز، ونقله أبي فوراً للمستشفى نفسه، وأعطوه إبراً ومغذيات وأكسجين.

الطبيب لام أبي لعدم إعطائه دواء (الديباكين)، وقال كان من المفترض أن تعطيه الدواء بدل أن يحدث له كل هذا، وكنت أسأل أخي ماذا يؤلمك؟ يقول لي رأسي يؤلمني. للعلم كل مرة نذهب للمستشفى نقابل طبيباً مختلفاً.

أرجوكم أفيدوني في حالته، ماذا عنده بالضبط؟ وما سبب هذه الأعراض؟ وهل هي شحنات زائدة؟ وهل يكون هذا صرعاً؟ اشرحوا لنا بالتفصيل بكل ما عندكم، والله حالتنا حالة سيئة، ولا نعلم ما الذي يحدث له؟!

وجزاكم الله خيراً، والله يرزقكم من حيث لا تحتسبون.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأخيك، وأؤكد لك التفاصيل التي وردت في الرسالة، فهي مهمة ومفيدة جدًّا، ومفصلة وواضحة جدًّا، ومن خلالها أستطيع أن أقول إن هذا الابن – حفظه الله – يعاني من تشنجات صرعية حقيقية، فلا شك في ذلك، الوصف واضح، الوصف دقيق، الوصف لا يمكن أبدًا أن يؤوَّل أو يفسّر بخلاف أن هذه نوبات صرعية عامة وشاملة، وهي غالبًا ناتجة من بؤرة موجودة في الدماغ، والذي شاع بين الناس هو كلمة الشحنات الكهربائية الزائدة، هذا التعبير ليس دقيقًا، ليس من الضروري أن تكون هذه الشحنات الكهربائية الزائدة، إنما توجد بؤرة تُخرج ومضات كهربائية غير منتظمة أو قد تكون زائدة أو تكون ذات طبيعة خاصة.

الناس يتحسسون ويتجنبون كلمة الصرع، وذلك نسبة لما التصق بها من وصمة اجتماعية، لكن هذا ليس صحيحًا، الأمراض موجودة، والصرع هو مرض مثل كل الأمراض والشفاء والعافية من الله تعالى، والإنسان إذا أدرك حقيقة الأمور تفهمها دون أي نوع من النكران أو التبريرات الخاطئة، هنا يمكن أن يتم العلاج والشفاء بإذن الله تعالى.

أيتها الفاضلة الكريمة: الصرع يشخص بعدة وسائل، منها تخطيط الدماغ، وهذا أمر إيجابي، ونحو أربعين إلى ستين بالمائة من الحالات الصرعية تشخص عن طريق الملاحظة الطبية والوصف، وهذا أهم وأدق، كما أن تكرار النوبات يكون مؤشراً حقيقياً إلا أنها حالة صرعية.

ما وصفته دقيق جدًّا، ويمثل كل مراحل الصرع المعروفة، وعقار (دباكين) من الأدوية الجيدة، والممتازة جدًّا لعلاج الصرع، لكن المشكلة تكمن في امتناع الوالدة، وهذه قضية أساسية، وتحتاج إلى جهد حتى لا يحرم هذا الصغير من نعمة العلاج.

يجب أن ندرك ويجب أن نعرف أن كل نوبة تأتي له هي حقيقة أذىً بالنسبة له، لأن النوبات تقلل من مستوى الأكسجين في الدماغ، وهذا الطفل الآن في مرحلة النمو خاصة فيما يخص خلاياه الدماغية، وانقطاع الأكسجين حتى ولو كان على فترات، هذا ليس بالأمر الجيد.

من الواضح أنك ذات اهتمام كبير لموضوع أخيك، أعتقد أن الذي يجب أن يكون هو اتباع الخطوات الآتية:
1- يجب أن يجلس أحد أفراد العائلة مع الوالدة، وأنا ليس لديَّ مانع أبدًا أن تعرضي عليها هذه الاستشارة التي أرسلتها لك، وأنا أتحمل المسؤولية كاملة في ذلك، يجب أن يتم الشرح لها أن هذا مرض، وأن المرض هذا موجود، وأنه يعالج.

2-المسؤولية تقع على الطبيب المعالج، وأقصد بذلك طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب وليس سواه، وهذا مهم جدًّا، الآن الطب هو تخصصات دقيقة -والحمد لله تعالى- المختصون متواجدون، والطبيب المختص سوف يقوم بشرح كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة لوالدتك، وهنا سوف تقتنع.

لدينا تجارب كثيرة جدًّا مع الأهل في مختلف مستوياتهم التعليمية والاجتماعية، وشرحنا لهم حالات مشابهة وحالات أكثر تعقيدًا، وفي نهاية الأمر يقتنعون بالعلاج وأن هذا مرض.

والدتك سوف تقتنع ولا شك لدي في ذلك، لكن هذا يعتمد على درجة الشرح وتمليكها الحقائق، وأفضل أن يكون ذلك الذهاب به إلى الطبيب، لأن المختص يمكن بسلطته العلمية التي تؤهله بأن يعطي الناس الحقائق، وحين يمتلك الناس الحقائق لابد أن يقتنعوا.

هذا هو المطلوب، وهذا هو الذي يجب أن تسعوا إليه، لا تحرموا هذا الطفل من العلاج، أرجوكم لا تحرموه أبدًا، الطفل سوف يستجيب للعلاج إن شاء الله تعالى، توجد أدوية كثيرة جدًّا وفاعلة، والالتزام بالعلاج لنوبة الصرع هو مطلوب جدًّا كأساس رئيسي والمسؤولية تقع على الأسرة.

أنا أشكرك وأسأل الله تعالى لأخيك الشفاء، وأقول لك إنه يعاني من مرض الصرع ولا شك في ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net