الوسواس فى الطهارة والنظافة، كيف أتخلص منه؟
2012-02-28 12:50:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أوسوس من لمس ملابسي لأرضية الحمام أو الحوض أو (التواليت)، وأضطر لتغيير ملابسي بالكامل، وكذلك أوسوس من دخول الحمام خارج المنزل، وعندي سجادة كان قد جامعني زوجي عليها، أوسوس منها لأقصى درجة، وإذا مررت عليها أقوم بتغيير ثيابي وغسلها، مع أني مسحت السجادة بمنشفة مبللة بالماء.
أحس بضيق طول الوقت من الموضوع هذا، والوسوسة ذه حصلت لي بعد سفر زوجي من شهر تقريباً، وأحس أني لو ما أنساق وراء الوسوسة أن ربي سيعاقبني، وأن ملابسي ليست طاهرة! وصلاتي غير صحيحة، وأني ألوث سجادة الصلاة التي أخواتي يصلين عليها إذا صليت عليها بالملابس التي لامست أرضية الحمام، بدون تغييرها.
مع أني لم أكن أهتم ولا أنظر لهذه الأشياء قبل سفر زوجي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نانو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أنك مُلِمَّة بالوسواس القهري، وكيف أنه أصبح منتشرًا ومزعجًا ومعطلاً لحياة الناس، والوسواس في الأمور الدينية، وما يتعلق بالطهارة هو وسواس منتشر جدًّا.
الوساوس التي تتعلق بالنظافة والخوف من الأوساخ تعتبر هي الأكثر شيوعًا، وأنت لديك مزيج حقيقة من الوساوس ذات الطابع الديني، وفي نفس الوقت الخوف من الأوساخ والنجاسات.
الوسواس يعالج بالتحقير، والتحقير يتطلب التركيز، والتركيز يجب أن يعقبه التطبيق، وأن نعرف أن الوسواس سخيف، والسخيف يجب أن يُحقّر، ويستبدل بما هو أطيب وأفضل، خذي هذه الكلمات بتمعن وقوة، وأنزليها إلى أرض الواقع وطبقيها، وسوف يساعدك ذلك كثيرًا.
علاج الوسواس في أفضل حالاته يكون تمازجاً بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، مع وجود إرادة التحسن لدى الإنسان، فالإنسان الذي لا يُقدم على العلاج بقناعة ودافعية وإصرار ويعطيه قيمة حقيقة في جدول أسبقياته لا شك أن العلاج لن يفيده أيًّا كان.
أنا أفضل أن يبدأ الناس بالعلاج الدوائي، لأن العلاج الدوائي سهل وبسيط، ويحد من شدة الوساوس، ويقلل من القلق، ويعطي النفس فرصة للتدبر والتأمل في طبيعة الوساوس ومن ثم تحقيرها.
ابدئي بالدواء، وأفضل دواء هو عقار بروزاك والذي يسمى في مصر تجاريًا (فلوزاك)، واسمه العلمي هو (فلوكستين) الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة يوميًا، يتم تناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعدها ترفع إلى كبسولتين يوميًا، يتم تناولهما كجرعة واحدة، وبعد شهر آخر ترفع الجرعة إلى ثلاث كبسولات في اليوم، يتم تناولها كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين مساءً، وحين تصلين إلى هذه الجرعة والتي يجب أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر أضيفي علاجاً آخر يعرف باسم (رزبريادون)، والجرعة المطلوبة هي واحد مليجرام، هذا الدواء يتم تناوله ليلاً لمدة أربعة أشهر، بعدها يتم التوقف عنه.
الآن نواصل الحديث حول الفلوزاك: بعد أن تنقضي فترة الثلاثة أشهر، وأنت على ثلاث كبسولات في اليوم، خفضي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.
الفلوزاك يعمل من خلال تنظيم إفراز مادة السيروتونين، والتي يُعتقد أن اضطرابها هو السبب الرئيسي في ظهور الوساوس القهرية واستمرارها، فائدة العلاج تبدأ غالبًا من ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية تناول الدواء.
المعيار الرئيسي والمطلوب كمحدد لنجاح العلاج هو الالتزام القاطع بتناول الجرعة في وقتها، وللمدة المطلوبة ليتم البناء الكيميائي بصورة صحيحة، والبروزاك -أو الفلوزاك- دواء سليم، وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وحتى في أثناء الحمل يمكن تناوله لكن يجب أن يكون ذلك بإشراف الطبيب.
بالنسبة للعلاجات السلوكية: أنت مطالبة بتحقير الفكرة، وأن لا تناقشيها كثيرًا، وقومي بلمس الأماكن التي تتخوفين من أنها نجسة، هذا اللمس يجب أن يكون تدريجيًا، سوف تحسين بالقلق في بداية الأمر، ولكن مع التكرار والاستمرارية سوف تحسين أن الأمور قد أصبحت ممتازة جدّا.
أرجو أن تتجنبي (التجنب)، أي الأماكن والأوضاع التي تحسين فيها أن الوسواس يسيطر عليك ويمنعك منها، أرجو أن تخترقيها، وهذا هو العلاج الرئيسي، لا تقومي بتغيير ملابسك وغسلها دون لزوم، تحملي دفاعات القلق الأولى، وبعد ذلك سوف تجدين الأمور طبيعية جدًّا.
أرجو أن تلمسي أرضية الحمام بيدك، بل تلمسي أسفل حذائك بيدك، ولا تغسليها إلا بعد خمس دقائق، ويجب أن تكون كمية الماء محددة في كوب وليس من خلال استعمال ماء الصنبور.
هذه هي المبادئ السلوكية العامة، وهي كثيرة وتتطلب الكثير من التفصيل، وأنا أستحسن أن تقابلي أخصائية نفسية لتدربك أكثر على هذه التمارين، لكني على ثقة بأن وساوسك سوف تنتهي تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.