الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.
نحن نتفهم أيها الحبيب المشاعر التي تجدها أو كنت تجدها عند خطبتك من لا ترغب في نكاحها، وهذه المشاعر راعاها الشرع الحنيف، ومن ثم أفتى العلماء بأنه لا يجب على الابن طاعة الوالدين في تزوج من لا يرغب في الزواج بها، وليس لهم إكراهه على ذلك، كما ليس لهم أن يُكرهوه على أكل ما يعافه أو ما لا يرغب في أكله، كما قال بهذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه من أهل العلم.
ومن ثم فأنت لم تفعل إثمًا في فسخ الخطبة من هذه الشابة بالسبب المذكور، وربما كان الفراق لها في هذا الحال قبل الدخول في عقد النكاح وما يتبعه من التزامات، ربما كان الفراق في هذه المرحلة خير لك ولها من الفراق بعد ذلك.
فنحن نوصيك أولاً بأن تهون الأمر على نفسك، وتعلم بأنك لم تفعل محظورًا شرعيًا، ولكن مع هذا نحن نوصيك بالاهتمام والعناية بحق الوالدين، وأن تحرص كل الحرص على استرضاء والدتك، وامتثال ما تطلب منك فيما ليس عليك ضرر به، وأن تبين لها عدم رغبتك في هذه الفتاة، وأن ذاك هو الباعث لك على فسخ الخطبة، وهي ستتفهم ذلك - إن شاء الله – ولا تحزن ولا تأس إذا ما سمعت والدتك تدعو لك بأن تتزوج هذه الفتاة، فإن الله عز وجل سيقدر لك بإذنه تعالى الخير حيث كان، فأحسن ظنك بالله وأكثر من دعائه أن يرزقك الزوجة الصالحة.
وليس ثم زمن محدود يفصل بين خطبتك الأولى والخطبة الثانية، فمتى شئت أن تخطب المرأة المناسبة لك فلك أن تتقدم لخطبتها. وخير ما تعتني به من الأوصاف فيما تختارها زوجة أن تهتم بتدين الفتاة، والتدين المقصود به صلاح المرأة، بمعنى أنها تؤدي الفرائض التي فرض الله عز وجل عليها من صلاة وصوم وحجاب، وكل ما كانت أوفر دينًا كانت أتم وأكمل.
ولا حرج عليك أبدًا في أن تبحث عن الصفات الأخرى التي يُرغب في تزوج المرأة من أجلها كالجمال، لكن لا ننصحك بالمبالغة في اشتراط الجمال الفائق في المرأة التي تبحث عنها، فإن هذا أولاً مع ندرة اجتماعه مع الدين هو كذلك سبب قد يُطغي المرأة وقد يوقعها في الهلاك والعطب، ولهذا أوصى العلماء بأن الزوج لا ينبغي له أن يبحث عن زوجة فائقة الجمال، لكن لا حرج عليك أبدًا في أن تبحث عن الجمال الذي يدعوك إلى السكون إلى المرأة وحبها وإعفاف نفسك وعينك بها.
أما عن الأدعية فإنه ينبغي لك أن تدعو الله تعالى بكل خير ترغب فيه من خير الدنيا والآخرة، وتداوم على ذلك، لاسيما في الساعات التي تُرجى أو يشتد فيها رجاء الإجابة، كالدعاء حال السجود، والدعاء أدبار الصلوات، والدعاء بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، ونحو ذلك من الأوقات التي يعظم فيها رجاء الإجابة.
ولا حرج عليك في أن تدعو بما شئت من خير الدنيا والآخرة كما قلنا.
أما عن ذهاب الهم والحزن؛ فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – الدعاء المشهور: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).
وأما الآية التي سألت عنها؛ فإن الله تعالى أخبر فيها أنه بحكمته جعل مشاكلة ومشابهة بين الطيبين من الرجال والطيبات من النساء، فيسوق هؤلاء لهؤلاء، كما أنه يسوق الخبيثات للخبيثين، والطيبون هنا مناسبون للطيبات بجميع أصنافها، أي الطيبات من الكلمات، والطيبات من الأعمال، والطيبات من النساء، كما قال المفسرون، فالطيبون يوفقون للاقتران بالطيبات من أقوالهم وأفعالهم وأزواجهم، ونحن نرجو الله تعالى أن يجعلك من الطيبين، وأن ييسر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
---------------
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول كيفية اختيار الزوجة الصالحة: (
242628 -
231066 -
227234)، وأدعية الهم والحزن: (
237889).
والله الموفق.