ما طرق معرفة أنواع الشخصية؟ وكيفية التعامل معها؟
2012-03-08 09:40:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحب التعرف على شخصيتي دائماً ومعرفة خفاياها, ونقاط قوتها وضعفها وايجابياتها وسلبياتها, فأنا لا أستحي من مواجهة نفسي بالأخطاء، ولكنني لا أعرف كيف يمكن أن أعرف نوع شخصيتي, وكيفية التعامل معها وكشف خباياها.
الرجاء إفادتي بطرق معرفة أنواع الشخصية، وكيفية التعامل معها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن صفات وسمات الشخصية يمكن أن تكون قائمة على انطباعات معينة من المجتمع، أو من الشخص نفسه، وهذا هو أحد أسس تقييم الشخصية، أي انطباع الشخص عن نفسه، لكن التشخيص الصحيح لمعرفة نوعية الشخصية والذي يقوم على معايير مهنية وعلمية يعتمد على أربعة محاور:
المحور الأول: هو من خلال ما يسمى بالفحص الإكلينيكي المباشر، وهذا يتم من خلال لقاءات مع الطبيب النفسي, يقوم من خلالها توجيه أسئلة معينة وحوارات لمعرفة أبعاد شخصية الإنسان.
المحور الثاني: هو ما يعتقده الإنسان عن نفسه فيما يخص شخصته، هل هي قلقة؟ متوترة، انبساطية، انشراحية، اكتئابية، وسواسية، شكوكية، مُحبة للذات؟ وهكذا... وهذا مقياس لا نعتبره ذو مصداقية عالية إلا إذا كان الشخص متجردًا.
المحور الثالث: هو ما يلاحظه ويظنه ويعتقده الأشخاص الذين يعرفون الشخص عن قُرب، ما يعتقده هؤلاء الأشخاص عن هذا الشخص.
المحور الرابع: هو الفحوصات النفسية والإكلينيكية, وهي اختبارات معروفة لدى المختصين تعرف باختبارات الشخصية، ومن أشهرها وأفضلها (اختبار مينسوتا) لتحديد الشخصية.
هذه الأطر أو الأسس أو المحاور الأربعة هي التي من خلالها يتم معرفة الشخصية بصورة صحيحة، وبدونها لا أعتقد أبدًا أن الوسائل الأخرى سوف تكون مُجدية.
أيتها الفاضلة الكريمة: إن أردت أن تعرفي شخصيتك على حقيقتها وبكل تجرد يفضل أن تتصلي بالمختصين، وقسم خدمات الأخصائيين النفسانيين بقسم الطب النفسي يقدم خدمات ممتازة في هذا السياق، وبه أشخاص ذوي معرفة وإلمام تام.
هنالك أيضًا بعض المواقع على شبكة الإنترنت تبين كيفية معرفة وتحليل الشخصية، لكن ليس كل ما يقدمه الإنترنت صحيح, أو يمكن أن نخضعه لضوابط وقواعد الجودة، فالسبل لمعرفة الشخصية بطرق صحيحة يجب أن تكون علمية.
أعتقد أنه من الأفضل للناس كثيرًا أن لا يكونوا حساسين حول هذا الموضوع، ولا يزعجوا أنفسهم به، المهم تمامًا هو أن يفهم الشخص نفسه، يعرف عيوبه وإيجابياته، وهذا يتطلب الكثير من الشفافية والمصداقية والموضوعية، وأن يفهم الإنسان نفسه، بعد ذلك يجب أن يقبل شخصيته، يجب أن يقبل نفسه بمحاسنها وأخطائها وصوابها وعيوبها، وبعد ذلك ينتقل للمرحلة الثالثة, وهي تطوير النفس أو تطوير الذات أو تطوير الشخصية، وهذا يتأتى من خلال تدعيم الإيجابيات التي تحدثنا عنها سلفًا ومحاصرة السلبيات.
كثيرًا ما تعتمد أيضًا الشخصية على النضوج الوجداني, وكذلك ما يسمى بالذكاء العاطفي، هذا أصبح الآن يُحدد مسار الشخصية, وأفضل وسيلة للتعامل مع الشخصية هو كما ذكرنا أن يكون الإنسان ذا مصداقية مع نفسه، يعرف محاسنها وعيوبها، ويحاول أن يطورها, ويُعتقد الآن أن المعرفة واكتساب العلم هي أفضل الطرق لتطوير الشخصية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.