كيف أعرف أن ما عند ابني ليس مرض التوحد؟
2012-03-14 06:00:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم، ولدي ابن عمره الآن سنة وخمسة أشهر، وليست لدي خبرة كافية في تطور وتصرفات الطفل إلا ما أسمعه من هنا وهناك، وما أراه في الأطفال من عمر ابني من تصرفات وسلوك، لاحظت على ابني تصرفات يكررها، وقرأتها في المنتديات ووجدتهم يصفونها بالتوحد.
وللعلم أني أعيش في إحدى الدول الأوروبية وله دكتور يتابع نموه منذ الولادة في جميع الأصعدة، وفي موعده الأخير قال: أن كل شيء طبيعي، وكان تركيزه على الناحية الحركية أكثر، فذكرت له أن ابني يستجيب أحيانا لاسمه، وأحيانا لا يستجيب خاصة إذا كان يشاهد التلفاز، فقال: هذا طبيعي للأطفال، وقال: إن الحركة وقوة عضلاته هو دليل على عدم وجود أي مرض في الطفل، وهذا الطفل سليم مثلما أرى! وسألني إن كان يستطيع أن يأكل لوحده؟ فقلت: نعم، ولكن محاولاته بالشوكة تفشل دائما، وكذلك يبكي مرات إن حاولت إطعامه، فهو يحب أن يأكل بيديه، فقال: هذا ممتاز!
فأريد أن آخذ معلومات منكم لكي أكتشف مبكرا إن كان هناك ما يدعو للقلق، وأن أبوح بها لكي لا تكون مجرد شكوك.
فسؤالي هو: أن ابني يلعب معنا إن لعبنا معه، ويضحك ويبتسم معنا، ويحاول أن يقلدني في اللعب أيضا، ويضحك عندما يرى أطفالا يلعبون، ولا يحب العزلة، لا يقول ماما وبابا لنا، ولكنه يقولها أثناء اللعب والجوع.
يعرف حين أقول: حليب .. فيأتي مسرعا، وكذلك حين أقول: ساخن .. لا يقترب، يعرف الألم والخطر ويحافظ على نفسه من الوقوع كثيرا، ويعرف: (خذ وتعال فقط، ويستجيب مرات ومرات لا يستجيب .. لديه تواصل بصري عندما يريد أن ينام أو أثناء اللعب، أو أثناء ما أغني له الأغاني التي يحبها.
يحبني ويبكي إن لم يجدني على السرير، ولا يحب أن أنام وأدير ظهري، فيقوم ويلف وجهي باتجاهه، وعندما آخذه للحضانة يبكي حين أتركه، وعندما آتي لآخذه يكتفي بالابتسامة، يحب الرسوم كثيرا ويأتي من غرفة أخرى لو سمع قناة براعم أو الإعلانات، يعرف الباص ويبكي إذا رآه؛ لأنه يريدنا الركوب فيه، ويبكي إذا توقف، يحاول أن يضع الشاحن في كهرباء الحائط وعندما يرى أباه يقوم بفصله، يغار من أي أحد يأتي بجانبي ويبعده بيديه!
يحب أن يحمله الناس وأن يحضنوه، وخاصة أنا، كثيرا ما يحب الجلوس في حضني ولمس وجهي، ووضع وجهه على وجهي، لا يستعمل يده للإشارة على ما يريد، بل يبكي وينظر لما يريد، ينتبه لكل شيء خاصة الأصوات، فيلتفت وقد يبحث عن الصوت، تبهره الألعاب التي بها ضوء فينظر لي بابتسامة بها دهشة.
المحير أنه يضحك بدون سبب لثوانٍ، ويجري في البيت ذهابا وإيابا، وهو يحمل معه أي شيء يراه على الأرض، ولا يبكي بقوة إن أخذتها منه، ويمشي على أطراف قدميه، مع العلم أن جسمه قوي.
قال لي زوجي أن طفل التوحد ينظر للجدار ويضحك طويلا، أو يقوم ببعض الأفعال، ولكنه يطيل فيها قد تصل للساعات! فهو شيء يلاحظه كل من رأى الطفل، فهل هذا الكلام صحيح؟ وأن أفعال الأطفال متشابهة كالرفرفة والسرحان ولكن ؟ما يميز طفل التوحد هو الإطالة في تلك التصرفات بالساعات وتكراراها كل ساعة؟ وهل عدم استجابته لاسمه طبيعية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال، والجواب عليه باختصار: اطمئني فهو طبيعي جدا.
كل ما ورد في سؤالك تصفين فيه طفلك الذي عمره سنة وخمسة أشهر هو وصف طبيعي لطفل طبيعي في مثل عمره، بل هو طفل سليم وفي صحة وعافية ولله الحمد. ولم أقرأ في سؤالك ما يشغل بالي حول هذا الطفل، وأوافق تماما ما قاله لك الطبيب الذي يتابع نموّ الطفل وتطوره.
ومن قال أن الطفل الطبيعي لا يحب الأكل بيده؟
ومن قال أن الطفل الطبيعي لا يستجيب إن كان يلعب أو يشاهد برامج الأطفال والدعايات؟
ومن قال أن الطفل الطبيعي لا يحب اللعب مع أمه ولمس وجهها؟
ومن قال أن الطفل الطبيعي لا يبتسم من نفسه بسبب لا نعرفه أو نراه؟
وهكذا لكل ما ورد في السؤال.
والمشي على رؤوس أصابع قدميه، طبيعي طالما أن الطفل لم يصل لعمر الثلاث سنوات.
نصيحتي أنك - ولله الحمد - تتابعين تطوره ونموه خاصة عند طبيب متخصص، والأمر الثاني أن تريحي بالك وتطمئني عليه وعلى صحته، طالما هو في هذه الحالة من النمو الطبيعي، فقلقك غير المبرر قد لا ينفعه وإنما يجعل منك متوترة وقلقة عليه، وهو في حاجة إلى اطمئنانك وهدوئك.
ولابأس من الاطلاع على كتاب متخصص في تربية الأطفال، وبعضها موجود على هذا الموقع في سيرتي الذاتية.
وفقك الله.