الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdelrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الذي حدث لك وتعاني منه هو وساوس قهرية، ونسبة للنفس الطيبة البريئة هذا سبب لك الكثير من الخوف والفزع والقلق، وتجربة الوساوس خاصة حين تكون وساوس فكرية ذات طابع ديني مفزعة جدًا لصاحبها، لا شك أن العلاج الدوائي مهم ومطلوب، وكل الأدوية التي وصفها لك الأطباء هي أدوية جيدة وفعالة، لكن الإشكالية في العلاج الدوائي هو أن الإنسان يجب أن يصبر عليه، ويجب أن تكون الجرعة الدوائية جرعة صحيحة وللمدة المطلوبة، وأنت الآن تتناول المودباكس والفافرين، وكلاهما علاج جيد، لكن اصبر عليهما، وإن شاء الله تعالى سوف تجد مزاجك قد تحسن، وأن الخوف قد انتهى، وأن الوساوس قد تلاشت، وحتى تساعد نفسك عليك أن تصرف انتباهك وتفكيرك عن هذه الوساوس، وهذا يتم من خلال تحقيرها وتجاهلها، واستبدالها بفكر مخالف، والتركيز على دراستك وممارسة الرياضة يعتبر أمراً مهماً، هنالك أيضا تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وأرجو أن تطبقها، وسوف يشير لك الإخوة في إسلام ويب في كيفية تطبيق هذه التمارين، وعليك بالرفقة الصالحة.
أيها الفاضل الكريم: أنت في بدايات الشباب والمستقبل إن شاء الله تعالى للشباب، زود نفسك بالدين والمعرفة، فهي الثوابت والركائز، ولأنه منهل طيب فلن يصيبه أبداً ضررا بإذن الله تعالى، وسوف تجد أن صحتك النفسية قد تحسنت جداً، وكذلك المداومة على الأدوية مهمة جداً والالتزام بجرعته ضرورية كما ذكرت لك.
بالنسبة للوساوس وعلاقته بالشيطان؛ هنالك وساوس لاشك أن للشيطان سبب فيها، ولكن الوساوس الشيطانية حقيقة علاجها أسهل بكثير من الوساوس الطبية؛ لأن الوسواس الشيطاني متى ما استدرك الإنسان أنه من الشيطان وتعوذ بالله السميع من الشيطان الرجيم، وقرأ المعوذتين وسورة الإخلاص بجد وقناعة سوف يخنس الشيطان، وسوف ينتهي بإذن الله تعالى، ربما يترك أثراً على الإنسان في شكل قلق وتوتر، وهذا إن شاء الله تعالى يزول بتناول الأدوية المضادة للقلق.
الوساوس الشق الأكبر منها نعتبره طبيا وليس شيطانيا، وأعتقد أن الذي أتاك ويعتريك هو نوع من الوساوس الطبية، والمنهج العلاجي الذي ذكرناه لك والذي أكد عليه الطيب الذي قام بفحصك هو العلاج الصحيح لحالتك، الأدوية سليمة ليس لها أثار جنسية في المستقبل، وأنا سعيد جداً أن أعرف أنك قد توقفت عن ممارسة العادة السرية.
نشكرك كثيراً، ورسالتك طيبة، وليس هنالك كلمات خاطئة أبداً، نسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يعافيك، وأن يشفيك، وأرجو أن تنظر إلى المستقبل بنظرة إيجابية .. هذا يفيدك كثيراً.
وبالله التوفيق والسداد.
ملاحظة: بالنسبة لتمارين الاسترخاء يمكنك الاطلاع على الاستشارة التالية:
2136015