كيف أحافظ على حجابي أثناء العمل ببلاد الكفار؟
2012-04-11 07:54:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة مححبة، أقطن في فرنسا مع زوجي، أنا أعمل كمساعدة ممرضة في دار العجزة، ولكن القانون الفرنسي يمنع العمل بالحجاب، مما يضطرني إلى نزعه عند باب العمل، فريق العمل يتكون من النساء لكن هذا لا يمنع من دخول بعض الرجال.
أتقن عملي بدرجة عالية، بنية إعطاء نظرة جميلة لديني الإسلامي، ولكنني خائفة أن أكون عاصية لله، لكنني مضطرة، فأنا أساعد أمي المريضة بالفشل الكلوي بالمغرب، وأساعد زوجي كذلك، فهل أنا عاصية؟ وهل أؤجر على عملي مع العجزة الكفار أم لا؟
شكراً على حسن تفهمكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقضي حاجتك ويغني فقرك، ويجزيك خيرًا على إحسانك وبرك بأمك ومساعدتك لزوجك.
نشكر لك حرصك أيتها الأخت على إظهار الإسلام بالمظهر الحسن، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
لا شك أيتها -الأخت الكريمة- أن الحجاب فريضة من فرائض الله تعالى على المؤمنات، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدْنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين} ومن ثم فالواجب على المؤمنة أن تمتثل توجيه الله تعالى لها، وتعلم أن في ذلك الخير كل الخير، ولا يجوز لك أيتها الأخت الكريمة أن تضعي حجابك أمام الرجال الأجانب، فإن كنت تعملين في مكان ليس فيه رجال أجانب إنما الحاضرون كلهم نساء فلا بأس عليك بأن تكشفي أمامهنَّ ما جرت العادة كشفه أمام النساء، ومن ذلك الشعر والرقبة ونحو ذلك إذا كنَّ نساء كافرات، وبعض العلماء يوسع فيما هو أكثر من ذلك، ما دمت أمام النساء.
أما أمام الرجال الأجانب فلا يجوز لك أن تكشفي ما تعلمين أنهم سينظرونه منك، ومن ثم فإذا تمكنت من العمل في هذا المكان بأن ترتدي حجابك إذا دخل الرجال الأجانب وتخلعيه في ما عدا ذلك فهذا لا حرج عليك فيه، وإذا لم تتمكني من ارتداء حجابك وقت دخول الرجال الأجانب، فعليك أن تبحثي عن عمل آخر تستطيعين فيه الحفاظ على دينك وعدم ارتكاب ما حرم الله عليك، ولا يجوز لك البقاء في هذا العمل مع وجود المنكر، إلا في حالة الضرورة والحاجة التي تقرب من الضرورة إليه.
إذا كانت أمك تحتاج إلى الدواء ولا تجدين ما تدفعينه لها إلا بهذا العمل، فلا بأس من أن تبقي فيه إلى أن تبحثي وتجدي عملاً آخر، وتبذلي وسعك واستطاعتك في البحث عن عمل آخر، ولو كان أقل أجرًا.
كوني على ثقة بأن الله تعالى سيجعل لك فرجًا ومخرجًا ما دمت متقية له، فقد قال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، ويقضي حاجتك، ويعينك على القيام بأمر دينك.