زوجة أخي تسيء معاملتي وتنقل لأخي عني كلاما خاطئا، فماذا أفعل؟
2012-04-12 10:11:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم،،،
أنا فتاة أعيش مع والدتي، وأكبر إخوتي متزوج ويعيش في الشقة المجاورة لنا.
مشكلتي أنني أشعر بأن زوجة أخي تنقل عني أخبارا سيئة لأخي ولوالدتها، ولا أعرف التعامل معها، وأصبحت الآن أتحاشى الكلام معها، وحتى إن تحدثت لا ألقي لها بالاً، وأشعر بأن أخي بدأ يراقب تعاملي مع زوجته، وفي حديثي معها، وفي تعاملي مع أبنائه، والحقيقة أنه عند وجود زوجته لا أهتم بوجودهم، وأشعر بأنهم غرباء عني.
قد يكون هذا بسبب تعامل والدتهم معي، والسبب الآخر أنها منذ أن أنجبت أول طفل لها، إذا أتيت لأمسكه فإنها تقوم بإبعاد يدي عنه، وأشعر بأنها تخشى عليهم مني، وقد يكون ذلك لأننا في عمر واحد، وترى بأنني لم أتزوج بعد، فتخشى عليهم من أن أؤذيهم فتبعدهم عني.
فإن حدث وسقط أحد الأطفال أراها تنظر إلي أولاً وكأنني المتسببة بما حدث، بدأت أشعر بأنني إنسانة غير مرغوب بها في كثير من الجلسات، حتى وإن تحدثت تحاول إشعاري بأنه لم يهتم أحد بحديثي، أو تعلق علي بتعليقات تافهة فلا أجيبها إلا بسكوت وتضييع الموضوع، فأصبحت في وقت جمعتنا مع أخواتي المتزوجات أشغل نفسي بأي شيء في يدي، المهم أن لا أتحدث بكلمة، فأجد أخي يسألني عنها، أو أن والدتها تتحدث بأنني فعلت كذا وكذا.
أتمنى أن تساعدوني في كيفية التعامل معها، لأن صبري بدأ ينفد، وأريد أن أسمعها كلاماً، ولكن أقول في نفسي أن الكلمة في يدي فإن خرجت فإني لن أستطيع أن أملكها.
ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيلاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل وصحابته ومن والاه .
في البداية نشكر لابنتنا الفاضلة تواصلها مع الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرها، وأن يلهمها السداد والرشاد، فهو القادر على ذلك.
نوصيك بالاقتراب من شقيقك وحسن التعامل معه، وأن تراعي أولاده الصغار، لأن الله تبارك وتعالى أعلم بالنيات، ومهما كانت نية زوجة الأخ، فإن الإنسان يعطى على قدر نيته، والعاقلة تنوي الخير وتفعل الخير، والإنسان لا يزال بخير ما نوى الخير وعمل بالخير.
وإذا كانت هنالك أخبار لا تريدين أن تصل إلى زوجة الأخ، أو إلى من حولها، فبإمكانك أن تحجبي عنها هذه الأمور، والإنسان يجتهد في أن يقضي حاجته بالكتمان، ومثل هذه المشاكل توجد في كثير من البيوت، ولكن المهم كيفية التعامل معها، وحرصها في إطارها الزمني والمكاني حتى لا تتحول إلى وساوس، ولا تكون سببا في قطيعة الرحم، أو الإساءة إلى الآخرين الذين لا ذنب لهم.
وأعلمي أن هذه الزوجة، أو أي امرأة تريد بالناس الشر، فإن المكر السييء لا يحيق إلا بأهله، وسينقلب الأمر عليها، فكوني أنت على ما يرضي الله تعالى، واجتهدي في الإحسان إلى إخوانك وأخواتك، وتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء، فإن الله تعالى بيده مقاليد الأمور، إذا حاولت زوجة الأخ أن توجه إليك الإساءة فإن السكوت لك علاج ودواء، فخير إجابة السكوت كما قال الإمام الشافعي - رحمة الله تعالى عليه -، السكوت، وإهمال الكلام الذي ليس في مكانه، من أكثر ما يؤلم، ويشعره ذلك أنه محتقر عندك، وأن الناس لا ترد على هذا الكلام القبيح.
والمؤمنة تدفع بالتي هي أحسن، فاجتهدي في الصبر، ولا تعطي هذا الموضوع أكبر من حجمه، وأعلمي أن المهم هو علاقتك بشقيقك وبأبنائه وأطفاله، وأن هذه المرأة إذا أحسنت فلنفسها، وإن أساءت فعليها.
ولذلك ينبغي أن تكون الوالدة حاضرة وهي التي تتكلم بلسانك، وإذا تم الاضطرار كلمي الأخ وبيني له حقيقة ما يحصل، ولكننا نتمنى أنه طالما كانت الأمور في إطار الكتمان، والقدرة على السيطرة عليها فإن هذا هو الأفضل، لأن صلة الرحم لا تدوم إلا بنسيان المرارات، والصبر على الجراحات، ومثلك أنت أيتها العاقلة، يا من كتبت لهذا الموقع الإسلامي تريدين حكم الله تعالى، فإننا ندعوك لأن تكوني الأفضل دائماً، وأنت ولله الحمد أفضل، والدليل على هذا هو صبرك الطويل على الأذى الذي يأتيك، فأبشري فإن العاقبة للصابرين.
الإنسان لا يندم على صبره، ولكنه يندم على تهوره، ويندم على مقابلة الإساءة بمثلها، لذلك كوني أنت دائماً على الطريق الذي يرضى الله تعالى، وإذا سقط أطفال أخيك وشقيقك فمن حقك أن ترفعيهم وتعاونيهم، ولا تنظري ولا تلتفتي إلى نظراتها، فإن هؤلاء هم أبناء شقيقك أنت، وأنت مسئولة عنهم، وهم أطفال أبرياء، ولا ذنب لهم في جريمة والدتهم، وليس لهم دخل في تلك التصرفات التي أثرت فيك أو لم تؤثر، فإنها تمثل نفسها فقط، أما هؤلاء الصغار فهم على البراءة، وهم بحاجة إلى رعاية من الجميع، وبحاجة إلى الإحسان.
وإذا كانت هذه موجودة، فتكلمي كلاما يرضي الله تعالى، ولا تعطي أسرارك لأحد، فإن الأمر كما قلت: الكلمة في يد الإنسان يتحكم فيها فإذا أخرجها أصبحت ملكا لغيره، يمكن أن يزيد عليها أو ينقص، ولذلك لكي تفوتي الفرصة على أي إنسان، ينبغي أن تقتربي من محارمك كالوالدة وإخوانك ومن أخواتك، حتى يعرفوك على الحقيقة، وعند ذلك فلن يضرك ما يقوله الناس أو تقوله هذه المرأة، فإن الإنسان إذا فعل الخير، وتوجه إلى الله تبارك وتعالى، فإنه يكسب كل الجولات.
وليس في تأخير الزواج ما يحزن، فإن هذا أمر يقدره الله تعالى، ونعم الله تعالى مقسمة، ولكل أجل كتاب، وليس كل متزوجة سعيدة، فالسعادة هي نبع النفوس المؤمنة الراضية بقضاء الله وقدره، وواظبي على ما وهبك الله تعالى من الخير والعقل، واستخدميها فيما يرضي الله تعالى.
ونحن سعداء بمثل هذا التواصل بمثل هذه الاستشارة التي تدل على الصبر ونضوج العقل، ونرجو أن تستمري على ذلك فإن العاقبة للصابرين.
ومهما حاولت هذه المرأة أن تثيرك، فينبغي أن تكوني أنت العاقلة، وعندها سوف تحترق من داخلها، ولن تجد ما تريده أو تصفوا إليه، وينبغي أن تعلمي أيضا أن بعض الزوجات تغار من أخوات الزوج، ومن اهتمامه بأخواته، وهذا يعني من الأمور التي يعرفها الناس خاصة في الأماكن التي فيها غفلة وبعد عند أدب هذا الشرع الذي شرفنا الله تعالى به، فكوني أنت على الطريق الذي يرضي الله، واهتمي بإخوانك وأطفالهم، وأحسني إلى الجميع، لأن هذا مما يهيئ لك الخير، فإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وإذا صبر الإنسان على الأذى فإن الله يعوضه خيراً.
والحياة كلها صبر ساعة، فاتق الله، واصبري، وتوكلي على الله، وأكثري من اللجوء إليه، واشغلي نفسك بالمفيد، واحشري نفسك مع الصالحات، ولكل واحدة منهن ابن أو أخ أو محرم يطلب أمثالك من الصالحات، واشغلي نفسك بالخير قبل أن تنشغلي بالباطل، وتواصلي مع إخوانك وأبنائهم على الوجه الذي يرضي الله تعالى.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير، وأن يكفيك شر كل ذي شر، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق والسداد.