التفاؤل أو التشاؤم من أشياء تحدث للإنسان وعلاقة ذلك بالشرع

2012-04-12 10:18:32 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية أوجه شكري لكل القائمين على هذا الموقع الرائع، فهل التفاؤل من أشياء أو التشاؤم من أشياء حدثت أو تحدث من الإنسان كل يوم من الإسلام أم لا؟

حيث مع اقتراب تشطيب شقة الزوجية، وتركيب الباب الخارجي للشقة قامت حمامة بيضاء بوضع البيض وفقس البيض أيضا فوق باب الشقة، هل هو فعلا فأل حسن لي قبل زواجي؟ وهل هذا الكلام صحيح أم لا؟

حيث سمعت أنه فأل حسن على صاحب الشقة وزوجته، ولكني لا أعرف ما حقيقة هذا في الإسلام، هل هو صحيح أم لا؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب.

الفأل شيء جميل أيها الأخ الكريم، والشارع الحكيم يدعو إلى التفاؤل وإحسان الظن بالله تعالى ورجاء الخير منه سبحانه، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يكره الطِّيرة – يعني التشاؤم – ويُحب الفأل، ولكنه - عليه الصلاة والسلام – كان يحب الفأل الحسن الذي له نوع علاقة بالأمل الذي تفاءل فيه، فكان يتفاءل أو يُحب التفاؤل - عليه الصلاة والسلام – بالكلمة الطيبة، كما جاء في الحديث في تفسير الفأل بأنه الكلمة الطيبة التي يسمعها أحدكم، فإذا سمع الإنسان كلمة طيبة وهو مقبل على أمر من أمور حياته كأن سمع كلمة (زواج مبارك)، أو (أنت - إن شاء الله – ستعيش سعيدًا)، أو نحو ذلك من العبارات فيتفاءل بهذا، فإن هذا من التفاؤل الحسن الذي يُحبه النبي - صلى الله عليه وسلم – ذلك لما في التفاؤل من المنافع، فإنه يقوي الروح، ويشحذ الهمة نحو العمل والإنتاج، كما أنه يدفع الإنسان إلى إحسان الظن بالله تعالى والتطلع إلى الخير ورجاء المنفعة، وهذه كلها أمور طيبة حسنة.

أما التشاؤم فإن الشارع حاربه أشد المحاربة، وإذا كان التشاؤم بشيء لا علاقة له بالأمر فإن هذا عده الشرع من الشرك، ويحكم عليه بأنه مخالف للدين، إما مخالفة كلية تُخرج صاحبها عن الإسلام إذا تشاءم بأشياء واعتقد بأنها هي التي تؤثر بنفسها، كمن يتشاءم بالأيام أو بالشهور، فيرى بأنه إذا فعل الشيء الفلاني في اليوم الفلاني أو في الشهر الفلاني فإنه لن يوفقك فيه، أو يتفاءل ببعض المناظر التي يراها كمن يرى إنسانًا أعور فيتشاءم، أو يرى طيرًا أسود فيتشاءم أو نحو ذلك مما جرت به عادة عوام الناس، فإن هذا التشاؤم يسميه الشرع الحكيم بالطيرة، والنبي - عليه الصلاة والسلام – حكم على الطيرة بأنها شرك، فإن كان المُعْتِقد يعتقد في قلبه أن هذا الشيء بنفسه يفعل الضر ويجلب المكروه فهذا شرك أكبر مُخرج من الإسلام والعياذ بالله، لأنه اعتقد أن هناك من يُدبر أمر الخلق غير الله تعالى ويتصرف في المخلوقات، وهذا من خصائص الله، فهو سبحانه وتعالى الرب الحكيم.

أما إذا كان يعتقد بأن هذه الأشياء سببًا لحصول مكروه ولكن المكروه لا يحصل إلا بتقدير الله فهذا شرك أصغر، أي معصية لا تُخرج صاحبها عن الإسلام، ولكنها معصية مبغوضة يبغضها الله تعالى وينفر منها رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وبهذا تعلم أيها الحبيب أن تفاؤلك أمر مطلوب وهو شيء حسن، ولكن لا تعلق هذا التفاؤل على كل شيء، فإن هذا التفاؤل لابد أن يُبنى على مقدمات صحيحة، كما سمعت كسماع الإنسان للكلمة الطيبة ونحو ذلك.

أما كون الحمامة تبيض على الباب أو تفرخ على الباب أو نحو ذلك، فهذا لا مدخل له، ولا ينبغي للإنسان أن يبني عليه شيئًا في تفاؤله.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويكتب لك السعادة في حياتك، ويرزقك الزوجة الصالحة والذرية الطيبة.

www.islamweb.net