الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد 777 حفظه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقبل أن نصف لك الدواء المطلوب – وهو الحمد لله تعالى متوفر، هنالك أدوي فعالة جدًّا – أود فقط أن أعطيك فكرة بسيطة عن نوعية المخاوف التي تعاني منها.
هذه المخاوف تسمى بالمخاوف البسيطة، وهي مكتسبة، وخوفك من أصوات بعض الأشياء دون غيرها، هذا مرتبط بما نسميه بالارتباط الشرطي، والارتباط الشرطي هي تجربة خاصة جدًّا يعرفها صاحبها، بمعنى أنه قد يكون نما إلى عقلك الباطني تجربة سلبية في الماضي، مثلاً الخوف من صوت المفرقعات كانت تجربة سلبية بالنسبة لك، تجربة مكتسبة، وعلى ضوء اكتسابها ظلت مخزنة لديك، وبعد ذلك تحينت الفرصة لتظهر في شكل مخاوف، وهكذا بالنسبة لقتّالة البعوض وصوت السيارات ... وهكذا.
فإذن المخاوف لها رمزية، لها تخصصية، وأبسط مثال دائمًا نحاول أن يطلع عليه الأخوة ويتأملوا فيه هو أن الإنسان يمكن أن يكون مروّضًا للأسود لكنه يخاف من القط! وهذه حقيقة شاهدناها وعرفناها.
إذن المخاوف ليست جُبنًا، وليست ضعفًا في شخصية الإنسان، إنما هي سلوك مكتسب من خلال آليات نفسية معينة، والتجارب والخبرات السابقة خاصة في مرحلة الطفولة تلعب دورًا كبيرًا في ذلك.
وعليه نقول دائمًا أن التعلم المعاكس أو المخالف هو الأفضل، وذلك من خلال تحقير هذه المخاوف، أن نتفهم طبيعتها، وأن يقوم الإنسان بفعل ما هو ضدها، وأن يواجهِهَا دائمًا، مثلاً الخوف من المفرقعات: أفضل طريقة للتعرض هو أن تقرأ عنها، أن تطلع عليها، أن تشاهد صورها، أي منظر تلفزيوني أو في فيلم أو مقطع لأي صور متحركة يخص هذه المفرقعات، هذا يجعلك تكون قريبًا لها، وهذا نوع من التعرض، والتعرض يُضعف الخوف من الشيء؛ لأن الإنسان يتقرب إليه أكثر ويتفهمه أكثر، وينشأ لديه التحقير بصورة معرفية ممتازة جدًّا.
تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة ومفيدة لتقليل قلق المخاوف وهي
2136015.
القلق والخوف تنشأ منه الوسوسة، وهذا الذي حدث لك، لكن كل هذا يواجه من خلال التحقير.
وكثير من الأخوة الذين يعانون من المخاوف تجدهم يضخمونها جدًّا، مثلاً موضوع العطاس والسعال الذي منعك من المسجد: أعتقد أن هذا العطاس والسعال ليس بهذه الدرجة التي تجعلك لا تذهب إلى المسجد، فحقّر هذه الأفكار، وإن شاء الله تعالى سوف تجد أن الأمور قد تيسرت جدًّا.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأنا أبشرك تمامًا أن الدواء الذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت) وله مسميات تجارية أخرى في بعض الدول، هذا الدواء فعال جدًّا في علاج هذا النوع من المخاوف البسيطة والمبسطة، وحتى تتحصل على الفائدة الكاملة للدواء أرجو أن تتناوله بجرع متكاملة وصحيحة.
تبدأ في تناول السيرترالين بجرعة نصف حبة – والحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا – تناولها ليلاً، وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة (خمسين مليجرامًا) استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هو من أفضل الأدوية التي أثبتت الأبحاث والخبرات العملية أنها ممتازة جدًّا وفعالة جدًّا في علاج هذا النوع من المخاوف وما يصاحبه من وساوس وقلق.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.