أشعر بنفور تجاه كل من يتقدم لي..هل أنا مسحورة، وما علاجي؟
2012-04-25 10:14:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 30 سنة، أنعم الله علي بالجمال، والعائلة ذات سمعة حسنة، ومتعلمة وأنيقة، ومتدينة -والحمد لله- , مشكلتي هي أنه كلما تقدم لي خاطب لا يتم الموضوع، فإما أن ترفض أمي، أو أخي، أو لا يعجبني، أو يترك هو.
هذا تكرر كثيرا حيث تقدم عدد طبيعي من الخطاب، ولكن المشكلة أن الموضوع يتعثر دائما حتى أنني حاولت العلاج بالرقية، ولكن المعالج لم يكمل علاجي، وربما أكون مسحورة، وربما يكون هذا من السحر نفسه, مع العلم بأنني محافظة على الصلاة وأصلي النوافل، وأداوم على المسجد لحفظ القرآن، وأكثر الدعاء أن ييسر الله أمر زواجي منذ سنين، وأيضا مصدر رزقي طيب.
في آخر رقية نصحني الشيخ بقراءة سورة البقرة يوميا، والاستماع للرقية مرتين يوميا لمدة 5 أيام، وكنت أشعر بدوار أحيانا منذ أن بدأت العلاج، وهو مستمر حتى الآن، يأتي وينقطع ( الدوار ), كذلك أحيانا كثيرة أشعر بنفور تجاه الخاطب، إما لأنه غير جميل، أو لسلوك معين كضعف شخصيته، أو لأنه مغرور، أو غير مكافئ لي في أي ناحية، وحدث هذا مرات كثيرة, كيف أعرف إن كنت مسحورة؟ وما هو علاجي؟ خصوصا أني لم أدع وقتا من أوقات إجابة الدعاء إلا ودعوت الله فيه بتضرع، وتوكل عليه وأكثرت الاستغفار، والذكر، وفي قيام الليل؟
أعلم بأن من أقاربي من يحاول في كل مرة أن لا يتم زواجي، أما للحسد أو حبا في أن يستفيدوا مني، لأني أخدمهم، ولكن الله إذا أراد شيئا لن يستطيعوا تغييره؟ ماذا أفعل خصوصا بأني أعاني من معاملة أخي السيئة لي (والدي متوفى)، وأخاف إن توفيت أمي أن يتفاقم الوضع مما يجعل الزواج ضروريا كحل لمشكلتي عدا أنه احتياج طبيعي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لا أريد أن أقول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، كم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يزيدك توفيقًا وسدادًا وقبولاً، وأن يمنَّ عليك بحل مشكلتك، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يثبتك على الحق، وأن يكرمك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فإنه يبدو لي فعلاً أن ما تذكرينه من أمر السحر حقيقة، لأن هذه الأعراض التي وردت في رسالتك تدل على أنك غير طبيعية، وأن هناك من خلق الله تعالى من أراد أن يسبب لك إزعاجًا، أو يحول بينك وبين الزواج والارتباط الشرعي، ولذلك هذه الأعراض كلها تدل على أنك فعلاً غير طبيعية، وأنك في حاجة إلى رقية شرعية.
نعم إنك تحافظين على عبادات عظيمة ورائعة، ولكن كما تعلمين أن قضية السحر حقيقة، وأن القرآن تكلم عنها؛ لأنها واقع، والله تبارك وتعالى ذكر لنا في آيات وبيّن لنا في ذلك مواقف، والنبي صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي والنبوة والمعجزة والرسالة حدث له هذا الأمر، ولا يخفى عليك ذلك كما هو موجود في كتب السنن.
فإذن أقول: هذا ابتلاء يقدره الله تبارك وتعالى، لأن الساحر لا يملك من الأمر شيئًا، وإنما سبب من الأسباب لتحقيق مراد الله عز وجل، وفي الواقع أنت الآن لم يشأ الله لك الارتباط، لأن الله لو قدر لك شيئًا فلابد أن يكون كما قدره الله تبارك وتعالى؛ لأنه كما تعلمين لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأحمدُي الله أنك على عقيدة صحيحة، لأن كلامك يدل على أنك مدركة وواعية وتعلمين أن الأمر كله لله، وأن الله إذا أراد شيئًا أمضاه، ولكنها مسألة وقت أختي الكريمة الفاضلة، وفي الوقت الذي قدره الله سوف يتم القضاء على ذلك كله.
أنا سعيد لأنك تحاولين علاج نفسك ومساعدة نفسك باعتبار أنك أخت مثقفة وواعية ومدركة، وتعلمين أن لكل داءٍ دواء كما بشر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكن لعل هذا الأخ الذي بدأ في علاجك، ولم يُكمل لعله ليس هو المطلوب، فأنت طبيبة تعرفين أن الأطباء ليسوا سواء، فهناك طبيب متميز، وهناك طبيب أداؤه متواضع، وإمكاناته بسيطة ومعلوماته قليلة إلا أنه يحمل شهادة ممارسة مهنة الطب، كذلك أيضًا هذا في شأن الرقية، وفي شأن كل شيء، فقد يكون هناك شخص ضعيف، وقد يكون هناك شخص قوي، ولذلك عليك بارك الله فيك بمواصلة البحث عن راقٍ آخر وأكثر حتى تجدي الشخص المناسب الذي يقوم بمساعدتك بإذن الله تعالى للقضاء على تلك الأعراض التي وردت في رسالتك.
فأنا أتمنى أن لا يتسرب اليأس إلى قلبك، واعلمي أن لكل داء دواء، ولكل أجل كتاب، وأن الله على كل شيء قدير، واعلمي أن الله لا يضيع أهله، وأنه يحب أوليائه، وأنه يدافع عنهم، فثقي وتأكدي بمعية الله لك، وثقي وتأكدي من محبة الله لك ما دمت على هذا المستوى من الطاعة والاستقامة والصلاح، ولا أزكيك على الله تعالى.
فواصلي أعمال الطاعات التي أنت عليها، ولا تتخاذلي فيها، ولكن كما ذكرت لك: ابحثي عن راقٍ متميز يعرف عنه سلامة المعتقد، وصحة الطريقة، فلا يستعمل أشياء غير معلومة، أو غير واضحة، أو غير مفهومة، وكذلك أيضًا لا يستعمل وسائل غير مشروعة، وواصلي الدعاء واطلبي من أمك – حفظها الله – أن تكثر من الدعاء لك، لأن دعاء الوالدة أو الوالد للولد لا يرد كما بشر الحبيب المعصوم صلى الله عليه وسلم، وأنت كذلك أكثري من الدعاء لنفسك، وحافظي على ما أنت عليه من الطاعات، واجتهدي في أن تكوني على طهارة دائمًا، وأكثري من قراءة آية الكرسي قدر استطاعتك، لأنها كما تعلمين سيدة آي القرآن، وعليك بقراءة سورة البقرة يوميًا، (فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة) – أي السحرة – كما ورد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأبشري بفرج من الله قريب.
وأسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمنّ عليك بزوج صالح عاجلاً غير آجل، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.