دلوني على أسماء كتب لأصبح عالماً وأحقق النجاح
2012-04-26 10:59:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كل شيء أريد أن أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع، وبارك الله لكم وزاده في ميزان حسناتكم. اَمين.
أنا شاب أريد أن أتفقه في ديني، وأريد أن أصبح عالماً خلال عمري بإذن الله، وأنا أعلم أن العلم يأتي تدريجياً، وأنا لست مستعجلاً على التعلم، قد قرأت في رد من الردود هنا: (وإذا أراد الإنسان أن يتبحر في العلوم الشرعية فذلك فضل من رب البرية، والصواب أن يأخذ من كل شيء بطرف، وأن يدرس في كل علم مبادئه وقواعده، ولابد أن يتلقى العلوم عن الأشياخ الثقات، فإن التصحيف والخطأ شأن الصحفي، وقد أحسن من قال: لن ينال العلم كل أحد، كلا وإن عاش ألف سنة، إنما العلم عميق بحره فخذوا من كل شيء أحسنه).
أنا أعلم أني في حياتي كلها لن ألم بكل شيء، ولكني أريد أن أعرف شيئاً عن كل شيء في ديني لأكون عالماً به، وأفيد كل من سأل واستفسر من عائلتي وأصدقائي، وكل من أقابله في حياتي.
أطلب منكم أن تدلوني أولاً: على أسماء كتب ملخصة لأبدأ بها، ثم ثانياً: أسماء كتب جامعة ومفصلة لأكمل التعلم فيها إذا ما انتهيت من الملخصة،.ومثالاً لأبين ما أقصده (قد قرأته قبل): في السيرة مثلاً ابدأ بكتاب "الرحيق المختوم"، ثم إذا ما انتهيت منه اذهب إلى "سيرة ابن كثير" أو "سيرة ابن هشام"
أطلب منكم أن تدلوني على كتب في جميع علوم الدين، القراَن والحديث والسيرة والفقه والعقيدة ... إلخ، وبنفس الطريقة إذا أمكن الملخصة ثم الجامعة المفصلة، أو الجامعة المفصلة مباشرة إذا ما وجدت الملخصة، أسأل عن كتب لعلماء ثقات لأدرس وأفهم جيداً.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله لك التوفيق والإعانة، وأن ييسر لك طلب العلم، ولا شك أيها الحبيب أن أولى ما ينبغي للإنسان المسلم أن يبذله من ساعات عمره أن يبذل أوقاته في طلب العلم، ولا سيما العلم الشرعي، فإنه أغلى ما بُذلت في نفائس الأوقات كما قال الإمام النووي – رحمه اله تعالى – وهذا العلم أيها الحبيب كما تفضلت أنت فيما نقلت بأنه كثير وبحر عميق، ولا يستطيع الإنسان أن يجمعه كله، ولكن ينبغي أن يكون حصيفًا ذكيًا في طلبه لهذا العلم، فيأخذ من كل علم أهمه وأحسنه، ويتحرى في هذه العلوم أيضًا في الترتيب فيبدأ بتعلم الأهم فالمهم وهكذا.
الكتب في جميع الفنون التي ذكرت كثيرة جدًّا، ولكن يمكن القول اختصارًا أن هناك كتباً مختصرة في كل فن من الفنون التي ذكرتها أنت في سؤالك، ففي علوم العقيدة التي يسميها بعض العلماء (أصول الدين) هناك كتب مختصرة مهمة تؤدي بك إلى معرفة المهم من أمور العقيدة، ومن تلك الكتب (أعلام السنة المنشورة) للشيخ حكمي – رحمه الله تعالى – وهو في مائتي سؤال وجواب شامل لجميع أبواب العقيدة.
من المختصرات أيضًا في هذا الباب وهو نافع (شرح أصول الإيمان) للعلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – وكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – كتاب (التوحيد) فإنه اعتنى فيه بإبراز توحيد العبادة وبيان مكمّلات التوحيد ومنقّصاته أو مفسداته بالكلية، وهو كتاب عظيم في بابه، ينبغي لك أن تطالعه، وأن تقرأ بعض شروحه، وخير ما تفعله أن تتلقى هذه العلوم عن أهل العلم الذين هم متضلعون منها راسخو الأقدام فيها، فإن طلبك العلم على طريق التعلم عن العلماء يسهل عليك الصعب ويقرب لك البعيد ويختصر لك الأوقات، فهذه خير وسيلة تتبعها في التعلم.
وفي علوم القرآن كذلك هناك كتب كثيرة مختصرة في تفسير القرآن، من هذه الكتب الجليلة القدر (تفسير الجلالين) فإنه مختصر جدًّا، ولكن فيه بعض التأويلات في مسائل العقائد ينبغي لك أن تقرأ هذا الكتاب إن استطعت أن تقرأه على بعض الثقات من أهل العلم الذين عرفوا بالتزام السنة والدعوة إليها، ومن الكتب المستحسنة في التفسير كتاب (تفسر الإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي) رحمه الله تعالى، فهو كتاب جيد في بابه.
وفي علوم الحديث هناك كتب عديدة مما جُمع فيها الحديث النبوي، من أهم ما ينبغي أن تبدأ به الأربعين النووية، ثم إذا انتهيت منها فهناك كتب كثيرة في أحاديث الأحكام وكتب كثيرة في أحاديث الآداب والفضائل والرقائق، فمن الكتب الجامعة في أحاديث الأحكام (العمدة) للإمام المقدسي – رحمه الله تعالى – وهو في نحو خمسمائة حديث، وبعده كتاب (بلوغ المرام) للحافظ بن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى – وفي أحاديث الرقائق والأخلاق والآداب أحسن كتاب جُمع في هذا الباب (رياض الصالحين) وهو كتاب مشهور متداول بين المسلمين.
أما في الفقه، فإن الفقه كما هو معلوم كتب على مذاهب متعددة، وهذا يعسر الحديث عن مختصرات في كل مذهب من المذاهب، ولكن ما دمت في أرض مصر فإنه يكثر فيها التمذهب بمذهب الشافعي وأصحابه، ويكثر أيضًا في الأزمان المتأخرة التمذهب بمذهب الحنابلة.
نحن على ثقة بأنك إذا بحثت عن العلماء المعروفين بالتدريس والإفتاء في بلدك فإنك ستجد فيهم الخير الكثير، وستجد عندهم الإرشاد النافع لك بما يعينك على تحصيل العلم، ولكن نقول ابتداء إن من الكتب المختصرة الجميلة كتاب الشيخ الفوزان (الملخص الفقهي) فقد لخص فيه مذهب الحنابلة بأسلوب سهل يسير، يمكنك إذا قرأته أن تخرج منه بخير كثير، وهذا لا يغنيك عن تلقي العلم عن أهله كما أخبرنا.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الهمة العالية في طلب العلم، وأن يجعلك من العلماء بدينهم العاملين به الداعين إليه، وأن يجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر.