كيف يصفو إيماني وأتخلص من وساوس العقيدة؟
2012-05-01 10:04:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر الله ثم نشكركم على هذا الموقع الرائع.
حالتي تغيرت كليا بسبب الوسواس, صار ذكر الله ثقيل علي, لا أقدر أن أكمل شيئا من العبادة, كان قبل هذه الحالة إيماني بالله شديد وقوي, والآن عندي أسئلة تشغل بالي:
1- هل أحاسب إن لم أقتنع بالفكرة الوسواسية؟
2- ما حكم التكلم بالوسواس؟
3- لقد قلت أعاهد أن لا أشرك بالله شيئا ولكن الوساوس الشركية ذبحتني, لا أعرف ماذا علي, وأنا أحب الله ورسوله, وأخاف أن أخرج من الإسلام, أنا حزينة جدا وقلبي لم يعد يحب العبادة, فهل معنى هذا أن الله عز وجل ليس راضٍ عني؟
4- كيف أتغلب على هذا الوسواس وأنا أشعر أني أنا التي أقصد الوسواس ولكن كيف أقول شيئا وأنا أحبه؟
5 - أريد أن أقوي إيماني, كنت إذا جاءت هذه الوسواس أبكي وأحزن وأندم, أما الآن فقط أني لا أصدقها, كرهت نفسي, أريد أن أموت, إني دعيت على نفسي بالموت في حالة غضب, وأنا خائفة من أن أموت وأنا كافرة أو مشركة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى أن يُذهب عنك ما تجدين من وسوسة، ونحن نقدر الحالة التي أنت فيها من الضيق والكرب، ونسأل الله تعالى أن يرفع عنك كل كرب ويُذهب عنك كل هم وضيق.
لا شك أيتها البنت الكريمة أن الوسوسة داءٌ يُفسد على الإنسان حياته، وربما أفسد عليه دينه، وهذا إذا استرسل مع هذه الوساوس وتمكنت منه، ولذا فنصيحتنا لك أن تكوني جادة في مدافعة هذه الوساوس عن نفسك وستتخلصين منها قريبًا بإذن الله تعالى إن كنت جادة في ذلك.
ونحن نضع بين يديك نقاطًا مهمة بها إن شاء الله تتخلصين من هذه المشكلة إذا أنت أخذتها بحزم. أول هذه الأمور:
- أن تعلمي يقينًا أنك على الإيمان والإسلام ولله الحمد، فإن كراهتك لهذه الوساوس وبغضك لها وتمنيك الموت بسببها دليل على إيمانك، فإنه لا يتألم من هذه الوسواس ولا ينفر منها إلا القلب المؤمن، أما القلب المشرك فهو مطمئن إليها مرتاح لها ينبسط لها، فانزعاجك منها وكراهتك لها دليل على وجود الإيمان في قلبك.
ولهذا شكا بعض الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الوساوس التي تجدينها، وأنهم يتألمون منها، وأن الواحد منهم يفضل أن يُحرق حتى يصير حُمَمًا، يفضل ذلك على ألا يتكلم بهذه الوسوسة التي في صدره، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم منهم هذا قال لهم: (ذاك صريح الإيمان) فجعل نفورهم وكراهتهم لهذه الوساوس وتفضيلهم الموت والاحتراق؛ دليلا على إيمانهم ومحبتهم لله تعالى.
فنحن نبشرك ونطمئنك أنك ولله الحمد على إيمانك، وأن الشيطان لم يُفلح في إخراجك عن الإيمان، فاثبتي على ما أنت فيه، ولكن اعملي بالدواء النبوي الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم, وستشفين من ذلك بإذن الله تعالى، وهو الأمر الثاني.
- الأمر الثاني: هو أن تعملي جاهدة في دفع هذه الوساوس عن نفسك، ذلك بألا تسترسلي معها، فكلما عرضت لك فأنت مطالبة بأمرين:
الأول: الاستعاذة بالله تعالى، بأن تلجئي إلى الله سبحانه وتعالى وتطلبي منه الحماية والصون والتوفيق والثبات، فتسأليه سبحانه وتعالى بصدق واضطرار أن يهدي قلبك ويثبت إيمانك، ولن يردك سبحانه وتعالى خائبة.
الثاني: الانصراف عنها وعدم الاسترسال معها، بأن تفكري في شيء آخر.
وهذان الدواءان هما دواء الوسوسة القالع لها بإذن الله، وقد جاء الدواءان في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (فليستعذ بالله ولينتهي). ونحن على ثقة تامة بأنك إذا فعلت ذلك فإنه سيزول ما تجدينه بإذن الله.
وأما الطاعات فننصحك بأن تجالسي الصالحات كثيرًا، وأن تستمعي إلى الذكر كثيرًا، وكلما جالست الصالحات فإنك ستشاركينهن في العبادة والذكر والطاعة، وستجدين الرغبة تعود إليك شيئًا فشيئًا.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُذهب عنك كل مكروه، وأن ثبتنا وإياك على الدين حتى نلقاه.