الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالة الاكتئاب التي تعانين منها من الواضح أنها استجابت استجابة فاعلة جدًّا لعقار بروزاك، والذي استوقفني هو أن النوم قد قلَّ لديك، وفي ذات الوقت لا تحسين بحاجة إلى النوم.
هذا العرض كما ذكرت لك استوقفني، والذي جعلني أتخوف قليلاً هو أنه ربما يكون لديك في الأصل ما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، بمعنى أنه لديك قطب اكتئابي، وفي ذات الوقت لديك قطب انشراحي، القطبان ليس من الضروري أن يكونا على نفس المستوى أو بنفس الشدة، فقد تكون فترة الاكتئاب أطول وفترة الانشراح أقصر مثلاً.
فخوفًا من أن تدخلي في قطب انشراحي إذا كانت حالتك بالفعل هي ما يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فهنا يجب التعامل مع البروزاك بحذر وحذر شديد، لأن الأدوية المضادة للاكتئاب وعلى رأسها البروزاك قد تدفع الإنسان إذا كان تشخيصه اضطرابا وجدانيا ثنائي القطبية، الدواء سوف يدفعه نحو القطب الانشراحي.
الذي أود أن أقترحه هو أن تتناولي البروزاك كبسولة واحدة يومًا بعد يوم، تتناوليها في الصباح، وتراقبي نفسك، إذا استمرت الأمور جيدة وموضوع النوم وعدم النوم إن لم يكن مزعجًا ولم تحسي بنشاط زائد، فهنا أقول لك أن الاستمرار على البروزاك بهذه الطريقة –أي يومًا بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر– سوف يكون كافيًا جدًّا كعلاج لهذه المرحلة.
أما إذا حدث الانشراح بالرغم من تناول الجرعة الصغيرة من البروزاك فهنا أعتقد أن البروزاك يجب التوقف عنه مباشرة، وفي هذه الحالة أفضل أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا ليقيّم حالتك، وغالبًا تحتاج الحالة إلى ما يعرف بمثبتات المزاج، وهي أدوية معروفة تستعمل في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
أرجو ألا يكون ما ذكرته لك من معلومات مزعجًا، فهي حقائق علمية لابد أن ندركها ولابد أن نكون على بصيرة متسعة لنضع جميع الاحتمالات.
ألخص الحالة في أنه ربما لديك فعلاً اكتئاب آحاد القطبية أو ربما يكون لديك اكتئاب ثنائي القطبية.
آحاد القطبية: مضادات الاكتئاب هي خط العلاج الأول، أما ثنائي القطبية فهنا الأدوية التي تثبت المزاج هي خط العلاج الأساسي، وفي بعض الحالات تكون هناك حاجة لمضادات الاكتئاب، وفي بعض الحالات تكون مضادات الاكتئاب مضرة، بمعنى أنها سوف تؤدي إلى انشراح زائد وربما هوس، وهذه الأمور الفنية معروفة لدى الأطباء المختصين.
أنا لا أريدك أبدًا أن تقلقي، فأنت الآن الحمد لله تعالى في وضع جيد، طبقي ما ذكرته لك من إرشاد فيما يخص عقار البروزاك، حاولي أن تغيري من نمط حياتك، أنت حريصة جدًّا على التفكير الإيجابي وعلى ممارسة الرياضة والاسترخاء والحرص على الدعاء، هذه كلها حقيقة طرق علاجية ممتازة جدًّا وتغيير نمط الحياة كما نقول دائمًا هو من أفضل الوسائل التي يمكن للإنسان أن يستثمر من خلالها وقته، ويتخلص من أعراض الاكتئاب.
بالنسبة للتاريخ المرضي في الأسرة: أنا لا أعلم إلى أي مدى التشخيصات التي ذكرتها مؤكدة أن الوالد كان يعاني من الفصام، وهذا حقيقة أمر يحتاج إلى شيء من الاستقصاء، وعمومًا إذا كان الوالد يعاني من مرض الفصام فلا ننكر الدور الوراثي، لكن هذا الدور ضعيف وضعيف جدًّا.
بالنسبة للذرية: أحد طرق مقاومة الأمراض هذه هو التزود بالمعرفة، تطوير المهارات الاجتماعية والوظائفية والمعرفية والأكاديمية، وفي نفس الوقت تجنب الضغوطات الحياتية بقدر المستطاع.
إذن لا تعيشي تحت الخوف وتهديده حول المستقبل، المستقبل إن شاء الله تعالى مُشرق، خذي الحياة بقوة، وعيشي المستقبل بأمل ورجاء.
وانظري منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 )
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.