الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ s/h حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إن المخاوف كثيرة ومتعددة، فهنالك المخاوف المركبة، وهنالك المخاوف البسيطة، وهنالك المخاوف الوسواسية، وهنالك المخاوف القلقية، ويوجد نوع من المخاوف يكون مرتبطًا بالقلق والوساوس وكذلك الاكتئاب.
هذا النوع من المخاوف الذي تعانين منه يعرف بالمخاوف البسيطة، وما دامت بسيطة يجب أن تُفهم أنها بالفعل حقيرة، وبالفعل يجب أن يتخلص منها الإنسان، وذلك من خلال تفهمها، والتفهم نعني به الارتباط بالواقع، أن تجلسي مع نفسك، أن تحللي هذه المخاوف، وقولي لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ الناس كلها تبقى وحدها لفترات طويلة، الناس تبقى في الظلام، الناس تكون تحت المطر، لا يخافون من صوت الرعد، لا يخافون من الظلام، لا يخافون من الأسود المفترسة، فلماذا أنا أخاف مثل هذا الخوف؟) لابد أن يكون هنالك ما نسميه بالفكر المعرفي التحقيري، يعني أن تحقري الخوف، هذا هو المبدأ الرئيسي.
ثانيًا: عدم التجنب، ونعني به التعريض، أن تعرضي نفسك لهذه المخاوف، وأفضل نوع من التعريض هو ما نسميه بالتعريض في الخيال، ابدئي تأملي أنك وحدك لفترات طويلة ظللت في منزل مهجور، وذلك لأنه لا يوجد حولك أشخاص، ذهبت في الظلام من بيت أهلك وذويك مثلاً إلى بيتك، وكنت وحدك لفترة طويلة، ظللت في الطريق، ثم كان لابد أن تكوني وحدك، تأملي أنك كنت في مشوار ثم حضرت إلى المنزل ولم تجدي زوجك وفتحت باب المنزل ودخلت الغرف... وهكذا. هذا يسمى بالتعريض ومنع الاستجابة السلبية، وهو مهم جدًّا.
ثالثاً: عليك الحرص على ترديد والتأمل في الأذكار ذات الطابع الذي بالفعل يُشعر الإنسان من خلاله الطمأنينة والسلام، سلي الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن يسارك ومن فوقك ومن تحتك، وهكذا. لابد أن تحرصي على هذا الأمر.
رابعًا: اعرفي أنك في معية الله، وإن كنت في سياج وداخل هذا السياج لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، ولن تستطيعي أبدًا أن تفلتي مما كتبه الله لك، هذه مفاهيم يجب أن تُبنى ويجب أن يكون تفهمك لها بجدية وبصدق، وسوف تحسين أن درجة الطمأنينة لديك بدأت ترتفع، وهذا مهم ومهم جدًّا.
خامسًا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أريدك أن تبدئي في تطبيقها بجدية واستمرارية، وسوف يشير لك الأخوة في إسلام ويب إلى بعض الاستشارات التي بها كيفية القيام وتطبيق هذه التمارين.
سادسًا: أنصحك بأن تنخرطي في عمل خيري أو تطوعي أو اجتماعي يجعلك تتفاعلين أكثر مع الناس، هذا أيضًا يزيل الخوف.
أخيرًا: أعتقد أن تناولك لجرعة صغيرة من الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) وربما تكون له مسميات تجارية أخرى في الأردن، تناولي هذا الدواء وإن شاء الله تعالى سوف يكون فيه خير كثير لك، مزيل للخوف والقلق والتوترات، ابدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء. هو دواء سليم فاعل غير إدماني، أسأل الله أن ينفعك به.
وانظري كذلك العلاج السلوكي للمخاوف: (
262026 -
262698 -
263579 -
265121 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.