ألم داخلي وتعب نفسي يجعلني أتمنى الموت، ما نصيحتكم؟
2012-05-12 22:12:39 | إسلام ويب
السؤال:
ماذا أفعل إذا كانت الحياة بالنسبة لي لا تعني شيئًا؟
وإني أود الموت لكني أستيقظ كل يوم من نومي وأنا لا زلت حية أتنفس، وأحدث نفسي بأن الموت بأحد أمراض العضال أفضل لي في آخرتي, كل شيء باهت، وبلا لون.
لا أعلم كيف سأعيش لو مد الله سبحانه في عمري أكثر، بصدق سئمت الحياة بكل تفاصيلها، ليتني حجرًا أو حتى شجرة لا عقاب لي ولا جزاء.
أدرك في داخلي بأن هذا الموت سيأتي لا محالة، لكني تعبت العيش والتنفس والسعي في هذه الأرض، تعبت من ذاتي، ومن تعاقب الليل والنهار.
أخاف الله سبحانه وأقرأ القرآن، وأحرص على ذكره خلال يومي بالاستغفار والتسبيح، أحب الله سبحانه، وأشعر بأني لولاه لكنت أكثر سوء.
آسف على نفسي لأنها هكذا، وأتذكر عندما كنت طفلة، كم وكم حدثت نفسي بأمور أصبحت أمامي الآن سرابًا وهشيمًا.
أنا لست بحزينة، ولا أعاني الاكتئاب -والحمد لله- لكني متعبة الروح، وألمي داخلي من الخذلانات المتكررة، والنهوض منها بنجاح، ثم معاودة الانكسار من جديد.
متألمة من شبابي الذي ضاع في اللا شيء، لم أكن يومًا شابة أنا عجوز في العشرين.
أعتذر لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على رسالتك المعبرة وكذلك المؤثرة، وأبدأ حقيقة بأن أعبر عن تعاطفي معك، وأقول لك: إن كل كلمة وردت في رسالتك تدل على أنك تعانين من اكتئاب نفسي، أنت ذكرتِ أنك لا تعانين من الاكتئاب، لا، هذا هو الاكتئاب في حد ذاته، الاكتئاب له ألوان، وله أشكال وله أقسام وجزئيات، وهذه أحد جزئياته، ليس من الضروري أن يحس الإنسان بأنه حزين، لكن الشعور بالأسى المطبق، وافتقاد الكينونة والذاتية، واهتزاز الذات، والسأم بهذه الصورة، لا شك أنه اكتئاب، اجترارات الأسى والأسف على ما مضى، والتشاؤم حول المستقبل، والحاضر هو الاكتئاب النفسي.
فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: لا يعتريني أي شك في أن حالتك اكتئابية، وأنا حقيقة أشكرك كثيرًا على أنك تواصلتِ معنا، وذلك لأنه من واجبنا أن نوجه لك النصح، ونصحي هو أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، الطبيب النفسي الذي تثقين فيه سوف يقدم لك -إن شاء الله- كل العون، والعلاج في هذه الحالة يجب أن يتركز حول ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي فهو مهم جدًّا، وكذلك العلاج الدوائي، والأدوية المضادة للاكتئاب مفيدة ومفيدة جدًّا وكذلك العلاجات السلوكية والتأهيلية النفسية، التي تقدم لمواجهة الفكر السلبي والإحباطي الذي يجلبه الاكتئاب للناس.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: أنت لديك دفاعات نفسية ممتازة, بالرغم من وطأة الاكتئاب المؤلمة، فثقتك في الله تعالى عالية، وهذا حقيقة أسعدني وبشرني، وأعتقد أن هذه سوف تكون نقطة الانطلاقة لزوال الاكتئاب، وإسعادك.
أنت لديك أشياء جميلة في حياتك موظفة في قمة الشباب، وهنالك أشياء كثيرة إيجابية لا أدريها، ولكنني أتصور أنها موجودة.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: لا تتصيدي ما هو سلبي في حياتك، هنالك أشياء طيبة وجميلة، أنا أريد أن أذكرك بها، وفي ذات الوقت أدعوك دعوة أخرى أن تذهبي إلى مقابلة أحد الأطباء النفسيين -والحمد لله تعالى- هم كثر في الإمارات، وأنا على ثقة تامة أن مكوناتك النفسية الإيجابية وكذلك الجسدية، سوف تنطلق إلى آفاق طيبة، وتسعدين -إن شاء الله تعالى- وتتمتعين بأفضل وأرقى درجات الصحة النفسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.