أريد أن أتغير وتصبح ثقتي بنفسي قوية، فماذا أعمل؟
2012-05-19 22:38:12 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة مغتربة، تربيت في بيت كله مشاكل، وكلما كبرنا زادت المشاكل،أمي تضخم الأمور، وأبي يحاول يهدئ الوضع، في السابق كانت مشاكل أمي وأبي بينهم، ولمّا أصبح عمري 13 سنة، بدأت المشاكل ظاهرة، وعندما أراهم يصرخون بصوت عالٍ أطردهم من البيت.
فيذهبوا إلى مكان بعيد، المهم إن إخواني لا يشعرون بشيء، ولما أصبحت في الـ16 من عمري، كنت مع أبي في السيارة ذاهبة إلى المدرسة فقال لي: يا أفراح أنت كبرتِ، ولا بد أن تعلمي عن كل شيء بصراحة، تعلمين بوالدتك ومشاكلها التي لا تنتهي، وأنا لا أستطيع أن أتحمل، فقررت أن ننفصل إذا لم يتحسن الوضع، وبعد آخر سنة في الثانوية لم أكمل الجامعة، جلست سنة في البيت لا لألتحق بمركز ولا دار تحفيظ، وإنما للخدمة بالبيت سنة كاملة، والمشكلة في كل مرة تزيد.
أخواتي 6 كلهم أصغر مني، وأبي وأمي حملوني مسؤوليتهم، كانوا يضغطون عليّ كثيرا، وفي يوم وضعت لنفسي ثلاثة احتمالات: إما السفر، أو الهروب، أو الانتحار، وبعدها بأسبوع قال لي أبي: أنت مسافرة خلال الأسبوع القادم.
سافرت وليـــتني لم أسافر! أولا: لأن الغربة كانت صعبة علي، ولم أستطع أن أتأقلم، وليس لدي أسلوب في التعامل، وثانيا: لأني خجولة لدرجة مبالغة، ومسافرة لوحدي هناك، استقبلوني أناس من معارفنا لم أرهم، وحدثت مشكلة مع صاحبتي وافترقنا، وهذه واحدة من المصائب التي جعلتني أفكر بالانتحار.
أبي كان صاحبي ومرشدي، ولكن الآن أصبح التواصل بيننا صعب، وأشعر أن روحي ضائعة، ولا يوجد لدي أحد أرجع له أو أستشيره في الغربة.
وأيضا لدي صعوبة في اتخاذ قراراتي، أريد أن أتغير، وتصبح ثقتي بنفسي قوية، مرنة في تعاملاتي الاجتماعية, وأريد أن أكسر حاجز الخجل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفراح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال وعلى التفصيلات.
لاشك أنه وضع صعب وظروف غير سهلة مررت بها، والآن تعيشينها، وخاصة في الغربة، حيث تفتقدين سند الأسرة ودعمه، أو خاصة والدك الذي كان صاحبك ومرشدك، طبعا التواصل ليس بالصعب في هذه الأيام، وتقدم وسائل التواصل والإنترنت والأسكايبي والهواتف.
من المفيد محاولة تجاوز ما تم في الماضي، فما جرى قد جرى، والسؤال الآن: كيف يمكنك الانطلاق إلى المستقبل، وبناء حياتك بالطريق الأقرب لما تحبين من طبيعة الحياة.
صحيح ليس بالسهل الانطلاق من آثار الماضي وذكريات الطفولة، إلا أنه لابد من أن نحاول إطلاق سراحنا من سجن الماضي، بكل ما فيه من آلام وصعوبات.
ولاشك أن تحميلك للمسؤولية الكبيرة في طفولتك، ومطالبتك برعاية إخوانك الصغار، فلهذا لاشك جوانب سلبية، إلا أن فيها أيضا جوانب إيجابية المفروض أن تعينك في غربتك، ومحاولة تكيّفك مع الحياة وكل تحدياتها.
لاشك أنك تحتاجين في الغربة ببعض التأييد والدعم، وعليك في هذا بالمسلمين من حولك، وخاصة الصديقات الصالحات، ولن يعدم أن تجدي منهم ولو القليل، فأنت قد لا تحاجين لأكثر من واحدة أو اثنتين، ممن يقفن معك، وتقفين معها، ولتعينا بعضكما في الغربة، والتي هي لست بالسهل على الإنسان، وخاصة المسلمون، وخاصة الفتاة المسلمة في هذا العصر.
أعانك الله، وثبتك على الحق، ويسّر لك ظروف النجاح والتوفيق.