الجلطة الدماغية وفقدان الوعي والتركيز ... ما علاجها؟
2012-05-30 17:29:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دكتور: تعرض أخي - عمره 32, ومريض بالسكر- فجأة لجلطة في الدماغ, وقد ذهب للمستشفى يمشي على قدميه -والحمد لله- وكان يرد على أسئلتنا بكلمات مكررة, مثل: الحمد لله, ورحمة الله وبركاته.
وفي أول يومين لم يعرف الأطباء ما المشكلة؛ لأن الأشعة سليمة, حتى قرروا بعد 3 أيام أنها جلطة في الدماغ, وكان خلال هذه الأيام يحرك يده اليمنى ويصافحنا, ويحرك رجله اليمنى بحركات عشوائية, ويقرأ آيات من القرآن.
وقد دخل العناية المركزة بسبب ضيق التنفس, ولم يكن يعاني من ضيق التنفس سابقًا -ولله الحمد-.
يقول الأطباء: إن حالته مستقرة -والحمد لله- ولكن ما يقلقنا أنه لا يعي ما يحدث حوله, فهو يكرر كل جملة يسمعها, وإن قلت له: أنت أحمد, قال: أنت أحمد, ولا يسأل عمن حوله, ويتمتم بكلمات غير مترابطة, ولا ينظر حوله, وكأنه لا يوجد أحد معه بالغرفة, إلا أنه يعدُّ الأرقام صحيحًا, ويقرأ ويكتب بالعربي والإنجليزي -ولله الحمد- ولكن كلامه مبهم, ويقرأ القرآن والأدعية, وإذا رأى مقاطع قديمة يبدأ بالبكاء, ولا نعلم هل هو بوعيه أم فقد عقله -لا سمح الله-لأنه أصبح كالطفل يضع في فمه كل ما يمسكه.
هل من الممكن أن يعود كما كان سابقًا؟ وكم مدة الشفاء؟ وهل هي أعراض الجلطة فقط أم أن هناك أمرًا نفسيًا أثر به؟
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, وأسأل الله لأخيك العافية والشفاء.
أخي الكريم: يعرف أن الجلطات الدماغية متفاوتة في أنواعها, وشدتها, وحدتها, وتأثيراتها, فالجلطة قد تكون جلطة نزفية, أي أنها نتجت من نزيف دماغي ناتج من أحد الشرايين الصغيرة, أو ربما تكون جلطة, بمعنى أنه يوجد تكّون دموي أدى إلى إقلاق الشريان الذي يذهب من خلاله الدم لمنطقة معينة في الدماغ, والتمييز بين الجلطتين مهم جدًّا؛ لأن طرق العلاج مختلفة ومعروفة للأطباء.
الوضع الذي حدث لأخيك وهو أن الجلطة قد شخصت بعد ثلاثة أيام هذا يحدث في بعض الحالات, حتى الأشعة لا تكون واضحة إلا بعد أن تستقر الأمور فترة ثمانية وأربعين ساعة إلى 72 ساعة, وقد تكون مطلوبة للتأكد من نوعية الجلطة, وذلك بعد إجراء فحوصات دماغية مختلفة، الجلطات -أيها الأخ الكريم- تؤثر على ما نسميه بدنميات الدماغ, أي الوظائف العليا, والوظائف المختلفة للدماغ تتأثر -وهذا حسب نوع الجلطة ومكانها- حيث إن الـ 12 مليون خلية الموجودة في دماغ الإنسان لها وظائف, وهذه حكمة إلهية عظيمة, هذا التشابك من الخلايا بهذا الحجم وهذا العدد وهذه الكثافة وهذه الدقة لم يستطع الأطباء والباحثين معرفة كل شيء وكل تفصيل, لكن الذي نستطيع أن نقوله: إن كل منطقة في الدماغ, أو كل فص في الدماغ له وظائف معينة, فهنالك مراكز للنطق, وهنالك مراكز للحركة, وهنالك مراكز للشم, وهنالك مراكز للإحساس, وهنالك مراكز للوظائف الدماغية العليا, وهذه توجد في الفص الأمامي في المخ, أو في الناصية, وهذه حقيقة ميز الله تعالى بها الإنسان.
أيها الفاضل الكريم: الذي حدث لأخيك متوقع كنتيجة من نتائج الجلطات الدماغية, فعدم التركيز, والتأثر الوجداني السريع, والذي يظهر في شكل بكاء انفعالي, والترديد لأشياء معينة, والإخفاق في استيعاب بعض الامور, هذه كلها متوقعة, لكن الذي يعرف أن التحسن يحتسي مثل هذه الحالات والتحسن قد يكون تدريجيًا, فعند بعض الناس قد يستغرق ثلاثة أشهر, أو حتى أكثر من ذلك.
فيا أخي الكريم: المهم الآن أن يكون هذا الأخ تحت المتابعة الطبية, أن تتخذ التحوطات الطبية اللازمة حتى لا تحدث له جلطة ثانية, وهذا معروف لدى الأطباء, كما أن العلاج التأهيلي من علاج طبيعي, وعلاج عن طريق التخاطب, واستشعار الدماغ مطلوب في مثل حالته, فالحالة هي حالة عضوية في المقام الأول، والجانب النفسي موجود, لكنه ليس ذو تأثير كبير، والبعض قد يصاب بما يعرف باكتئاب ما بعد الجلطات, لكن الصورة لا يمكن أن تتضح مع اضطراب في الوعي, فيجب أن ننتظر قليلاً لنعرف الإفرازات النفسية، والتي لا أراها مشكلة رئيسية أبدًا.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب, وعلى اهتمامك بأمر أخيك, وأسأل الله له ولك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.