كآبة وتعب وخمول وإعياء ونوم كثير وتبلد وبطء في التفكير ونسيان .. ما العلاج؟
2012-05-31 10:37:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على ما تُسْدونه من خير، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
سؤالي هو: أني أعاني من أعراض متعددة هي
التعب المزمن، والشعور بالخمول والإعياء، والنوم لفترات طويلة، والتبلد العقلي، وبطء شديد في التفكير، والنسيان، وضعف الذاكرة، وعدم القدرة على الاستنتاج، وشعور شديد بالكآبة، ونقص في تحمل المجهود الرياضي.
كل هذه الأمور تجعلني أجد صعوبة كبيرة في التعامل مع والدي، ومع الناس، داخل وخارج العمل، فهم يلومونني على كآبتي، وعدم مشاركتي إياهم في أحاديثهم المسلية وابتساماتهم.
كما تمنعني من متابعة دراستي وتحصيلي العلمي، ولولا فضل الله علي بالصبر لاستحال العيش، علمًا أن أمي وأخي يعانون من مرض الغدة الدرقية، وقد زرت الطبيب وأخبرني أنه يتوجب علي القيام بتحاليل T.S.H و S.G.O.T و S.G.P.T
فكانت النتائج كالتالي:
- transaminases SGOT :15 UI/L
- ansaminases SGPT : 12 UI/L
- H ultrasensible : 0,83 microUI/L
لكن الطبيب فاجأني بأني لا أعاني من شيء، واكتفى بإعطائي بعض المقويات التي لم تنفعني بشيء.
والله كفيل بجزاء المحسنين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.
أعراضك واضحة جدًّا، فهي تتمثل في أعراض نفسية وجسدية، فالتعب والشعور بالإجهاد عرض نفسي جسدي، وضعف التركيز وما أسميته بالتبلد العقلي يعني شيئًا واحدًا، وهذه كثيرًا ما نشاهدها في حالات الاكتئاب النفسي، وأنت قمت بالإجراء الصحيح وهو: التأكد من حالتك الجسدية والعضوية.
وجزى الله الطبيب خيرًا أنه قد أفادك بأنك سليم جدًّا من الناحية الجسدية، وهذه يجب أن تكون مفاجئة سارة لك، ولم يبقَ لنا إلا الاكتئاب النفسي، وهذا نؤكد لك أنه يمكن علاجه، وأهم أمر في علاج الاكتئاب النفسي هو التفكير الإيجابي، فالتفكير السلبي مشكلة كبيرة جدًّا، تعقد المزاج، وتجعله متشائمًا ومتبلدًا - كما ذكرت- لذا الإنسان يجب أن يتذكر إيجابياته؛ وهي كثيرة جدًّا؛ وفي ذات الوقت تستفيد من وقتك وتوزعه بصورة صحيحة؛ وتكون لك أنشطة متعددة، وأنت - الحمد لله تعالى - في سن الشباب؛ وتوجد هنا طاقات كثيرة نفسية وجسدية يمكن الاستفادة منها.
أخي الكريم: كما أن التقرب إلى الله تعالى فيه سند عظيم للنفس، فكن حريصًا على ذلك، وبقي بعد ذلك أن نقول لك: إن الأدوية المضادة للاكتئاب سوف تفيدك بإذن الله تعالى، وأفضل دواء هو عقار بروزاك، وإن استطعت أن تقابل الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فاحصل على هذا الدواء، فهو لا يحتاج إلى وصفة طبية, ويسمى علميًا باسم فلوكستين.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة يوميًا تتناولها بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهو من الأدوية الجيدة والأدوية الفاعلة جدًّا، والتي تحسن المزاج، وإن شاء الله تعالى تبعث فيك طاقات نفسية وجسدية إيجابية وفعالة وجديدة.
أيها الفاضل الكريم: مواصلة وممارسة الرياضة باستمرار تزيل التعب الجسدي، وكذلك الإجهاد النفسي، فكن حريصًا عليها، واجعل لنفسك برامج يومية، وحاول أن تطور مهاراتك في عملك، واحرص على التواصل الاجتماعي، وبر الوالدين، وصل رحمك، وكون علاقتك وصدقاتك من الصالحين والطيبين ومن ذوي الخلق الرفيع، فهذا يمثل دافعًا وسندًا اجتماعيًا نفسيًا كبيرًا، فكن أخي الكريم حريصًا على ذلك، وأشكرك مرة أخرى على رسالتك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن يفيدك بما ذكرناه لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.