ابتليت بثقل سمعي ولا أعرف نطق بعض الكلمات.. كيف أتعايش مع ابتلائي؟
2012-06-12 12:52:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابتليت بثقل السمع، ومشكلتي أني لا أعرف نطق بعض الكلمات، وإذا سمعت أي كلمة جديدة لا أستطيع نطقها إلا إذا كتبت في ورقة، وحتى الكلمات التي أنطقها أخرجها من أنفي!.
وأهلي عندما يحدثوني بهذه المشكلة تسبب لي إحراجا كبيرا، ولا أريد أحد يذكرني بهذا، وكرهت نفسي، وأحيانا انعزل، وأبكي بحرقة، وحتى صديقاتي نادرا ما أتحدث معهن، أرجو أن تساعدوني في مشكلتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عذراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
مثل هذه الابتلاءات موجودة، وهي كثيرة جداً ومقارنة مع ابتلاءات الآخرين تعتبر بسيطة جداً، هذا لا يعني أنني لا أتعاطف معك، لا، أنا أتعاطف معك جداً، وفي ذات الوقت أدعوك بأنه لا بد أن تكون هنالك درجة من التكيف، والتواؤم، وقبول الواقع، وفي نفس الوقت السعي إلى علاجه.
فرص العلاج الآن كثيرة، وكثيرة جداً، ولا تيأسي أبداً أذهبي إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة المقتدرين، السمع يمكن أن يصحح، ويمكن أن يحسن هنالك وسائل كثيرة جداً معظم مراكز الأنف، والأذن، والحنجرة المحترمة الآن يوجد بها مختصين في النطق، أخصائي التخاطب من خلالها تستطيعين -إن شاء الله تعالى- التخلص من النطق الأنفي، هذا إن شاء الله بالتدريج، ولا تستعجلي الأمور أبداً، سوف تجدي أن وضعك قد تحسن تماماً.
لا تستسلمي أيتها الفاضلة الكريمة لا تأخذي الأمور بهذه الصورة الانهزامية، أدعو الله تعالى أن يشفيك وأن يعافيك، وعيشي حياتك بصورة طبيعية، صديقاتك يقدرن ظروفك جداً، بل على العكس تماماً، أنا أعتقد أنهن يقدرن وضعك، وهذا لا ينقصك أي شيء، أنت محترمة بينهن، وعلتك هذه هي ابتلاء كما ذكرت، وابتلاء بسيط، وإن شاء الله يمكن أن يحصل تحسن كبير في حالتك.
نصيحتي لك أيضا أن تنضمي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم، هذا مهم من خلال حضور دروس التجويد تتمكني من تعلم نطق الحروف بصورة صحيحة، مخارج الحروف ومداخلها معروف جداً للعلماء والمشايخ والمحفظين، وهذا علم عظيم يستفيد منه الإنسان، بجانب ذلك لا شك أن الإلمام بكتاب الله تعالى هو أمر عظيم، وهذا سوف يتيح لك الفرصة أيضا للتعرف على الفاضلات من النساء والصالحات، وسوف تجدين المساندة الكاملة.
دائمًا ندعو إلى صرف الانتباه، وصرف الانتباه لا يعني أن يخضع الإنسان نفسه، لكن يعني أن يستفيد الإنسان من مقدراته الأخرى ليصرف انتباهه عن علته ، أقصد بذلك بأن تنظمي وقتك، وتكوني فاعلة وقارئة، وصالحة من حيث التواصل، بارة بوالديك، ابني هوايات مفيدة هذا كله يعطيك الشعور الإيجابي حول نفسك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.