زوجي فرض علي الحجاب وأشعر أني مجبرة، ما توجيهكم؟
2012-06-20 12:35:02 | إسلام ويب
السؤال:
زوجي فرض علي الحجاب وأنا لست مستعدة، بمعنى لم أقبل فكرة أنه أجبرني على أرتديه لأني أريد أن أتحجب من قرارة نفسي، لقد تحجبت لمدة 4 أشهر ولا زلت أشعر أنني مجبرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ feriha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يُحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق العصيان. كما نسأله تبارك وتعالى أن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يجعلك من أهل الجنة.
وبخصوص ما ورد برسالتك من أن زوجك قد فرض عليك الحجاب بالقوة، وأنك كنت لستِ مستعدة له في الوقت الذي أمرك به أو فرضه عليك فيه، ولم تقبلي فكرة الإجبار على ذلك، وأنت كنت تريدين أن تتحجبي من قرارة نفسك، ولكنك تحجبت لمدة أربعة أشهر ولازلت تشعرين بأنك مجبرة.
أقول لك - أختي الكريمة الفاضلة - : إنه من رحمة الله تعالى بك أن الله جل جلاله سبحانه وتعالى أكرمك بهذا الزوج الصالح، ونعم أنا معك لعله استعمل معك شيئا من العنف أو الإلزام أو الإجبار، ولكن أعتقد أنه ما دلّك إلا على الخير، ولا أراد بك إلا الخير، ولولا أنه يحبك لما فعل ذلك معك، لأن هذه القضية ليست من القضايا فعلاً يُفضيها كل إنسان لكل أحد، فنحن عادة ما نتكلم مع الناس من باب الحث والحرص وتذكير الناس بفضل الحجاب ووجوبه على كل مسلمة صالحة، ولكن لا يملك الواحد منا إجبار أحد على الالتزام به.
أما زوجك فلأنه يُحبك ولأنك أصبحت من مسؤولياته، فلعله فعلاً استعمل معك هذا الأسلوب من باب حرصه وخوفه عليك من عذاب الله تعالى، لأن لك أن تتصوري أن امرأة الآن تموت وهي غير محجبة، فإذا ماتت فإن أول ما يبدأ العذاب في بدنها يبدأ من تلك الأماكن التي كشفتها لمن لا يجوز له أن تكشف أمامه، ويبدأ العذاب من تلك الأماكن المكشوفة سواء أكان ذلك من الشعر أو كان من الساقين أو الذراعين أو غير ذلك.
ولذلك أقول بارك الله في زوجك أنه يُحبك، وهذه من علامات محبته لك، وأنت حقيقة كم أتمنى فعلاً أن تشكريه على هذا الأمر أنه ألزمك بلبس الحجاب، ولكن في نفس الوقت أيضًا مسألة الإجبار أرى أنها فعلاً كانت مخالفة لسنة النبي محمد - عليه الصلاة والسلام – فإن الأولى به أنه كان يُقنعك وكان يتكلم معك وكان يذكرك بفضل هذا والآثار المترتبة عليه، وكان يحاول - بارك الله فيكِ وفيه – أن يذكرك بفضل الحجاب وآثاره ويحاول إقناعك فعلاً ولو لفترة بسيطة.
خاصة وأنك مسلمة تحبين الله ورسوله، خاصة عندما تعلمين قوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين} وأنه {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
وزوجك لم يأتيك بشيء جديد أكثر من أن يحرك لديك نوازع الإيمان التي تجعلك تُقبلين على الحجاب برضىً وقبول، ولكن أمَا وقد حدث ما حدث الآن وأصبحت ملتزمة به، فأرى أنه من العار جدًّا ومن العيب قطعًا وأرى أنها من الانتكاسة الكبرى أن تتركي الحجاب بعد أن منّ الله عز وجل عليك بلبسه. إذا كنت الآن ما زلت غير مستريحة فأنا أنصحك أن تتضرعي إلى الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك لقبوله، وأن يعينك فعلاً على محبته، وألا يحرمك شرف لبسه حتى تلقينه جل جلاله سبحانه.
زوجك أعتقد أنه شاب، ولذلك استعمل معك أسلوب الشباب، وهذا الأسلوب وإن كان مفروض على زوجك فعلاً أن يعينك على طاعة الله تعالى، لأن هذه من مسئولياته الشرعية وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا} إلا أنه استعمل معك هذا الأسلوب، وهذا الأسلوب حقيقة الشرع لا يقره بهذا العنف ولا بهذه القوة، ولكن أقول: لعله خير أراده بك، وأنا أعتقد أن هذا الإلزام من علامات محبته لك، ولعله رجل شديد الغيرة فأراد لك أن تلتزمي بالحجاب، لعله رجل شديد الخوف من الله تعالى، ولذلك أيضًا حاول ألا تبيتي ليلة معه تحت فراشه حتى تكوني صالحة ملتزمة محافظة على طاعة الله تعالى.
فإذن حاولي استقبال هذا الأمر بقبول حسن، وعليك بالدعاء والتوجه إلى الله تعالى أن الله يشرح صدرك لقبوله، وأن يكون محببًا إليك، وأن يكون بردًا وسلامًا عليك، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يبارك فيكِ وفي زوجك، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.