معاناتي: رجفة ودوار وآلام في البطن؛ فما علاجها؟
2012-06-28 11:42:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على جهودكم المبذولة جعلها الله في ميزان حسناتكم، وجزاكم خير الجزاء.
أعاني من رجفة في جميع جسمي، لا أعلم سببها، ولكن تكون في يدي أكثر، وبوضوح، لم تكن هذه الرجفة من قبل موجودة، بدأت قبل سنتين تقريبا باستطاعتي مشاهدتها بوضوح، ولكن لا يشاهدها أحد ممن حولي، لكن اذا كنت خائفة أو قلقة من الممكن أن تكون واضحة جدا للكل.
ذات يوم صمت، وكنت لم آكل جيدا في اليوم السابق، ولم أتسحر أيضا فظهرت رجفة شديدة على جسمي، حاولت أن أمسك (بالملعقة)، ولكن بدأت تتحرك، وترجف في يدي تحدث رجفة قوية في رجلي أحيانا حتى عندما أكون جالسة، وفي نفس الوقت أشعر بألم في القلب بعض المرات يكون على شكل نغزات، ولكن حدث ذات مرة أنني استيقظت من النوم بسبب هذا الألم، أشعر بنغزات قريبة من قلبي وأوقات تحدث يمين الرقبة أي أعلى الصدر، أشعر بخفقان شديد في القلب إذا كنت خائفة من شيء، وأوقات من دون شيء يحدث الخفقان.
ـ أعاني من دوار، وفي بعض الأحيان إذا استيقظت من النوم، ووقفت أرى أشياء سوداء لمدة نصف دقيقة تقريبا أعاني من ألم في الرقبة، وأسفل فقرات الظهر، والمفاصل في الركبة، وفي مفصل اليد.
ـ أيضا أعاني من آلام شديدة في البطن تكون أوقاتا في الجانب الأيسر، وأوقاتا تكون في الجانب الأيمن من البطن، وأشعر بضيق في التنفس، ولكن ليس دائما.
ـ وأشعر أيضا بصداع قوي، وفي بعض الأوقات أشعر بالرغبة في (التقيؤ) إذا أكلت في بعض الأوقات عندما أتنفس أحس بألم في أنفي، وبعض الأوقات ينزل دم من أنفي دون سبب، وليس رعافا.
ـ في الفترة الأخيرة أصبحت أشعر ببرد شديد جدا مع أننا في الصيف، وليس المنزل باردا جدا، ولكنني في بعض الاوقات أرتدي (جاكيت)، وحدث عندي التهاب في حلقي قبل 3 سنوات، وكان شديدا جدا لدرجة أني لا أستطيع الأكل، ولا الكلام تعافيت منه بعد فترة بفضل الله، ولكن ظهر لي قبل 4 أشهر تقريبا لم يدم طويلا، وذهب ولكن قبل شهرين ظهر مرة أخرى، وكان شديدا جدا استمر معي لمدة أسبوعين ذهبت عدة مرات للمستشفى، كنت آخذ مغذيات، وإبر أخرى، وأعود للبيت، وبعد تعب ذهب ولكن الآن أصبح من السهل ظهوره، فعندما أشرب أي شيء بارد يظهر بسرعة جدا، وفي بعض الأوقات تنزل حبوب بيضاء طرية من حلقي قبل الالتهاب.
ـ أعاني من (التنميل) بدأ يظهر بشكل كبير في جميع أنحاء جسمي، حتى بدأت أشعر به في فمي ولساني.
ـ لا أعلم إذا ما كنت أعاني من الضغط أو السكر، حيث كنت في السابق لا أهتم بالطعام الذي آكله، فقد كنت مهملة بعض الشيء، وطعامي غير صحي، ولكن منذ سنة تقريبا بدأت أهتم بطعامي بشكل كبير، ولكن لا أعلم ما سبب هذا كله؟
ـ أمارس الرياضة بعض الأحيان، جسمي متوسط لست سمينة، ولا نحيفة.
ـ لا أستخدم أدوية بكثرة، نادرا ما أستخدمها، أستخدم البنادول فقط إذا اشتد الصداع.
ـ أنا الوحيدة في عائلتي التي أعاني من الرجفة، فلم يسبق وإن أصيب بها أحد حتى جدتي -رحمها الله-.
أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
عندما يشكو أي مريض من الرجفة، أو الارتعاش في الأطراف، فإننا نود أن نعرف الكثير من المعلومات من المريض لتحديد سبب الرجفة، وأذكر منها:
- إن كانت فقط في الأطراف أو أنها في أماكن أخرى كاللسان، وإن كانت تحصل فقط في أوقات الضغوط النفسية، وتخف في الأوقات الأخرى، أو أنها تحصل في الأوقات التي يكون فيها الإنسان مرتاحا، ولو أن معظم الرجفات تزيد مع القلق والتوتر.
وكذلك مهم أن نعرف وصفها إن كانت رجفة ناعمة، أم خشنة، وهل تحصل مع الحركة، أم عندما تكون اليد مرتاحة دون عمل، وكذلك معرفة إن كان هناك أحد أفراد العائلة عنده هذه الرجفة، وكذلك إن كان المريض يتناول أدوية، وإن كان يتناول المنبهات، وكذلك إن كان عدد ساعات النوم قليلة، وقد ذكرت أنت بعض هذه المعلومات.
والسبب في ذلك أن رعشة اليد ممكن أن تكون في الناس السليمين، وأيضا في الناس المرضى، فالرعشة يمكن أن تكون متزامنة مع الإجهاد، والقلق النفسي، والضغوط في الحياة العملية، ولكن وجود رعشة مستمرة لا تتأثر بالعوامل النفسية، فهي ثابتة رغم التغيرات تحتاج إلى تقييم طبي؛ لأنها قد تكون علامة مرضية تحتاج إلى تشخيص.
وكذلك فإن كانت الرعشة في اليد متزامنة مع حركة لا إرادية في مكان آخر في الجسم مثل الوجه، واللسان فهي دائما تعتبر علامة مرضية تحتاج إلى فحص طبي مفصل، وكذلك يقوم الطبيب بفحص المريض للتأكد من عدم وجود أعراض زيادة في الغدة الدرقية، أو أعراض مرض باركنسون، وهذه عادة ما تكون في الكبار، ويفحص الطبيب المريض لمعرفة إن كان هناك أعراض عصبية تدل على إن هناك مشكلة في المخيخ؛ لأن هناك رجفة مخيخية، وكذلك يراقب الرجفة إن كانت مع الحركات أو مع الراحة، وتخف مع الحركة.
وكذلك يتعرف على الأدوية التي يتناولها المريض التي يمكن أن تسبب الرجفة، ومنها:
الأدوية مثل: Cocaine و Amphetamines وAntipsychotics و Lithium وPhenothiazines و Phenytoin وValproic acid ، وكذلك الأدوية التي تستخدم للربو، والكورتيزون قد يسبب أيضا رجفة.
- ومن ناحية أخرى، فإن الإفراط في شرب القهوة، أو المنبهات، والمشروبات المحتوية على الكافيين، caffeinated drink وكثرة السهر، وقلة النوم تعتبر من أكثر أسباب الرجفة في اليدين.
- فالرجفة المخيخية تحصل في نهاية الحركة الاإرادية، وتكون رجفة بطيئة، وعريضة، ويمكن للمريض أن يحاول أن يضع يده على أنفه، فإنه قد يجد أن أصبعه يحصل فيها رجفة، وقد تقع على جانب الأنف، وليس على رأس الأنف، وهي ناجمة عن أمراض وراثية، وكذلك بعض الأدوية، وقد تترافق مع صعوبة في الشم.
- الرجفة الأولية، وهي من أكثر أسباب الرجفة، وهناك أكثر من 20 نوع من الرجفات تنحصر في الرجفة الأولية، فمنها الخفيف، ومنها المتطور، وهي تبدأ في أحد الأطراف، ثم خلال 3 سنوات تتحول إلى الطرف الآخر، وأكثر ما تصيب اليدين، ثم الرأس، واللسان، والجذع، والساقين، والصوت، وهي قد تظهر بوضوح مع ارتفاع في درجة الحرارة، أو الإجهاد الجسدي، أو نقص السكر ( قد يحصل عند الصيام كما حصل معك )، وعلى الرغم من أنها قد تظهر في ما بعد سن 40 سنة إلا أنها قد تظهر في أي سن.
- الرجفة المترافقة مع مرض باركنسون، وهذه تكون عند الراحة، وتخف مع الحركة، وتكون ناعمة، ويكون شكلها وكان الانسان يعد النقود Pill rolling ، ويمكن أن تؤثر على الشفتين، والرجلين، والجذع، وعادة ما يكون بعد سن 60 إلا إنه نادرا ما يحصل في سن أبكر من ذلك.
- هناك تنميل يسمى بالرجفة الفيزيولوجية، وهي تحصل عند الناس الطبيعيين، وتظهر مع نقص السكر، والإجهاد العضلي، والانفعال الشديد، أو الحرارة العالية، أو الخوف، وتتحسن الحالة بعد ذهاب السبب.
ـ هناك الرجفة النفسية التي تحصل في الراحة، أو مع الحركة، وتتعلق بالحالة النفسية للمريض، وهي تختفي عندما تشغل المريض عنها، وفي الغرب فإن سبب الرجفة قد يكون بسبب تناول الكحول.
وكما ترين فإنه قد يكون السبب عندك هي الرجفة المبدئية، ولذا فإنه تحتاجين لمراجعة طبيب مختص بالأمراض العصبية للفحص الطبي، والتأكد من التشخيص، وبدء العلاج، وحتى لا تتفاجئي، فإنه قد يطلب منك تناول الدواء مدى الحياة.
أما بالنسبة للأعراض الأخرى، فأنت تشكين من خفقان، ونغزات في الصدر، وأعراض انخفاض في الضغط عندما تقومين، فالإحساس بالدوار، ورؤية الأشياء السوداء لمدة نصف دقيقة يعني أن هناك انخفاض في الضغط، وهذا يمكن الكشف عنه بالفحص الطبي عند طبيب القلب بعد أن يفحص القلب، ويتأكد من عدم وجود أي اضطراب في نظام القلب، أو أي علامات تدل على وجود ترهل في الصمام التاجي، فإن الطبيب سيقوم بفحص الضغط، وأنت مستلقية، ثم وأنت جالسة، ثم وأنت واقفة حتى يتأكد من أنه لا يوجد انخفاض في الضغط؛ لأن وجود انخفاض في الضغط، ووجود أعراض مثل الأعراض التي تشكين منها يتطلب العلاج.
وفي حال الإحساس بالبرودة، فيفضل إجراء تحليل للغدة الدرقية؛ لأن نقص نشاط الغدة من الأمور التي تسبب الإحساس بالبرودة، وأما إن كان هناك أيضا تغيرات في لون الجلد أي إزرقاق لون الجلد في الأيدي، فهذا يدل على تقلص في الأوعية، وهذه قد تترافق مع بعض أمراض الروماتيزوم، وتحتاج للفحص الطبي، وخاصة أنك تعانين من آلام في الفقرات.
نرجو من الله لك الشفاء فأنت تحتاجين إلى فحص طبي دقيق، ويمكن أن تبدئي بطبيب مختص بالأمراض الباطنة، لكي يحدد أي من هذه الأعراض الكثيرة التي تشكين منها سببه عضوي، وقد يجد في الفحص ما يحتاج الى إجراء تحاليل، أو صور، وبالتالي يصل إلى التشخيص، وبدء العلاج بإذن الله.
والله الموفق.